اعترفت موسكو بإصابة جنرال روسي في غروزني، وذكرت ان قواتها تعرضت الى هجمات عدة في مختلف انحاء الجمهورية الشيشانية، فيما هدد القائد الميداني شامل باساييف بنقل المعركة الى الأراضي الروسية. وذكر انه يحتفظ ب90 أسيراً من القوات الروسية قال انهم "يمكن ان يصبحوا مفقودين"، اذا لم تقدم موسكو معلومات عن عدد من الأسرى والمحتجزين الشيشانيين. وذكرت وزارة الداخلية الروسية أمس، ان الجنرال نيكولاي ريفينكو وهو نائب المدير العام للشرطة في مقاطعة ستافروبول جنوب البلاد، كان في مهمة في غروزني عندما أصيب واثنان من مرافقيه بشظايا قنبلة يدوية. ووقع الحادث يوم الأربعاء الماضي، ولم يعلن عنه إلا أمس، فيما أكد الأطباء ان الوضع الصحي للجنرال "مستقر". وتتحفظ موسكو عادة عن نشر انباء عن مقتل أو اصابة ضباط كبار، خصوصاً اذا تعرضوا لحوادث في المناطق التي تقول انها "تحكم السيطرة" عليها، فيما يؤكد المراسلون الميدانيون انها تخضع لهيمنة رجال المقاومة اثناء الليل. واعترفت القوات الروسية أمس، بأن قواتها تعرّضت لاطلاق النار سبع مرات. وذكرت ان اربعة شيشانيين قتلوا في اشتباك في موقع قريب من العاصمة الشيشانية. ومن جانبه، ذكر مركز "صوت القوقاز" ان 15 عنصراً من القوات الروسية قتلوا خلال معارك في ارغون وأوروس مارتان والخان قلعة، ودمرت ثلاث شاحنات ومدرعة. ونقل "صوت القوقاز" عن باساييف قوله ان المقاومة انجزت التحضير لعمليات واسعة تبدأ مع حلول فصل الربيع. وطلب من المدنيين البقاء على بضعة كيلومترات من المواقع العسكرية التي ذكر ان أوامر صدرت بمهاجمتها. وعلى صعيد آخر، ذكر باساييف انه يوجد في القواعد الجبلية للمقاومة زهاء 90 جندياً وضابطاً روسياً أسروا. وقال ان اطعامهم اصبح مهمة صعبة، وأضاف ان "مصيرهم في يد الكرملين". وأعرب عن استعداده لتقديم لوائح بأسماء الأسرى، في مقابل معلومات عن 1270 مفقوداً شيشانياً كانوا "اختفوا" اثناء عمليات "تمشيط" قامت بها القوات الروسية. واذا صح وجود 90 أسيراً لدى الشيشانيين فإن هذا الواقع يشكل دحضاً لمعلومات موسكو عن "تشرذم" المقاومة وتفككها. وحذّر باساييف من أن الأسرى "سيصبحون في عداد المفقودين اذا لم تستجب موسكو لمطالبه، وذكر ان عشرة منهم سوف يقتلون اذا نفذ حكم الاعدام بالشيشاني تيمور بولاتوف الذي كان صدر بحقه قرار قضائي بعد اكتشاف شريط فيديو يصوره وهو يطلق النار على ثلاثة جنود روس أسرى. وأوضح ان بولاتوف "أعدم مرتزقة قتلوا خمسة من افراد عائلته" ولم يشارك في أي عمليات عسكرية. ورأى مراقبون ان الدفاع عن بولاتوف هو بمثابة رد على اعلان عدد من كبار جنرالات الجيش الروسي تعاطفهم مع العقيد يوري بودانوف الذي يحاكم حالياً بعد أن اعترف بقتل فتاة شيشانية اتهمها باغتيال عدد من منسوبي كتيبة الدبابات التي كان بودانوف يقودها. وكان مثول العقيد امام القضاء اعتبر خطوة مهمة ل"امتصاص" الاستياء العالمي من انتهاك حقوق الانسان ووضع حد للتجاوزات الكثيرة التي تقوم بها القوات الروسية. وأكد "صوت القوقاز" وجود 25 ألف شيشاني في سجون ومعسكرات اعتقال داخل الشيشان وفي الأراضي الروسية، وذكر ان 45 ألف مدني قتلوا منذ بدء الحملة القوقازية الثانية أواخر صيف 1999.