اكد الشيشانيون ونفت موسكو أنباء عن معركة ضارية قرب بلدة سيرجين يورت قدر عدد القتلى فيها بأكثر من 70 شخصاً، فيما شدد الرئيس فلاديمير بوتين على ان القوات المسلحة "تحمي مصالح" الشيشانيين، واعتبر القوة العسكرية "العامل الأهم للحفاظ على الاستقرار". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر شيشانية ان القوات الفيديرالية فقدت عشرات القتلى وعدداً من الآليات قرب سيرجين يورت. وذكر موقع "صوت القوقاز" الذي يعده شيشانيون على الانترنت ان 100 مسلح بقيادة "الأمير جنبلاط" تسللوا الى خلفية القوات الروسية حيث هاجموا قافلة ومخفراً، وبعد معركة دامت أربع ساعات أعطبت ثلاث مدرعات وأربع شاحنات وقتل 70 جندياً وضابطاً، فيما فقد المهاجمون ثلاثة قتلى و11 جريحاً. وسارع الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي الى إصدار بيان غاضب قال فيه انه "لم تكن في الشيشان أي معارك". وأضاف ان الخبر "ملفق" بتحريض من مسؤول الاعلام الشيشاني السابق مولودي اودوغوف. ودعا الى "تغيير اسم الوكالة من "فرانس برس" الى "أودوغ برس". الا ان قيادة القوات الفيديرالية في الشيشان اعترفت في بلاغ أصدرته امس بأن مواقعها تعرضت الى اطلاق النار عشر مرات، واعترفت ان ثلاثة من عناصر الأمن الداخلي قتلوا وجرح 30 اثناء هجوم في واحد من أحياء العاصمة غروزني. واشار بلاغ عسكري آخر الى ان الشيشانيين ابتدعوا تكتيكاً جديداً يهدف الى "إثارة الهلع وتأليب السكان ضد القوات الفيديرالية". وأوضح الجنرالات الروس ان الأراضي الشيشانية شهدت عمليات ضد منشآت غير عسكرية داخل المراكز المأهولة، ومنها تفجير مقسم الاتصالات في شالي أو وضع عبوة متفجرة في سوق هذه المدينة وتم ابطالها. وفيما أعلنت موسكو استيلاءها على محطة متنقلة للبث التلفزيوني كان يستخدمها الشيشانيون، ذكر "صوت القوقاز" ان تلفزيون المقاومة عرض مقابلة مع القائد الميداني المعروف شامل باسايف ظهر فيها لتفنيد أنباء اطلقت سابقاً عن انه "يحتضر". وعلى صعيد آخر، تراجع الجنرال فلاديمير بوكونيكوف نائب ممثل رئيس الدولة في جنوبروسيا عن تصريح سابق اعرب فيه عن استعداده لمقابله الرئيس اصلان مسخادوف لوقف "مصرع خيرة الشبان من الجانبين، وهم اعزاء بالمستوى نفسه". وذكر الجنرال ان مسخادوف عمل تحت امرته حينما كان ضابطاً في الجيش السوفياتي، وشدد على انه "انسان ليس منتهياً وأنا أخاطب عقله". وكان ياسترجيمبسكي قال ان التصريح يهدف فقط الى "توفير فرصة لاستسلام مشرف ولا يعني التفاوض لوقف الحرب". واكد بوكونيكوف امس انه لم يكن يقصد اجراء مباحثات سياسية بل "استسلام مسخادوف وتنازله عن الصلاحيات الرئاسية". وفي تأكيد غير مباشر على نية الكرملين مواصلة العمليات العسكرية، قال الرئيس بوتين امس ان "الشعب يؤيد الجيش الآن اكثر من أي وقت مضى". وتابع ان الشيشانيين "جزء من الشعب الروسي ... وعليهم ان يذكروا ان القوات المسلحة تدافع عن مصالحهم". وشدد بوتين على ان القوة العسكرية هي "العامل الأهم للحفاظ على الاستقرار وضمان وحدة الأراضي والسيادة". وشدد على ان روسيا تواجه "خطر الارهاب الدولي" من جهة ومحاولات "كسر التوازن الاستراتيجي ... واعادة رسم خريطة العالم" من جهة اخرى. وألقى بوتين كلمته في عدد من كبار الضباط الذين عينوا مؤخراً لمناصب حساسة، وبينهم قائد القوات الفيديرالية في الشيشان الجنرال غينادي تروشيف الذي خاطب رئيس الدولة بقوله "ان الجيش يثق بك وهو معك دوماً".