تحدثت تقارير متضاربة عن مقتل 33 جندياً وضابطاً روسياً في الشيشان. وأكدت المقاومة الشيشانية النبأ الذي نفته موسكو ولم تعترف القيادة العسكرية الروسية سوى بمقتل اربعة عناصر فقط من قواتها، فيما ذكر عالم فيزياء شيشاني ان الروس استخدموا قنابل اليورانيوم المستنفد لقصف مدن شيشانية. ونقل عن نائب رئيس الوزراء الشيشاني السابق مولودي اوروغوف قوله ان 33 عنصراً من القوات الروسية قتلوا خلال اليومين الأخيرين في معارك جرت في غروزني ووادي ارغون وأوروس مارتان. وذكر موقع "صوت القوقاز" الناطق باسم المقاومة الشيشانية ان أكثر الاشتباكات حدة جرى في ارغون حيث اشتبكت كتيبة "جند الله" مع القوات الروسية وقتلت 15 من عناصرها ودمرت 3 مدرعات وشاحنة. ومن جهة أخرى أشار، "صوت القوقاز" الى ان 30 مدنياً شيشانياً قتلوا أو جرحوا اثناء غارة جوية على بلدة خاتوني التي دمر 70 في المئة من منازلها. ومن جانبه، أعلن مالك سعيد اللايف رئيس "مجلس الدولة" الشيشاني الذي شكل في موسكو بمباركة الكرملين ان ما بين 500 و1000 مقاتل تسللوا الى غروزني وحصلوا على غطاء شرعي لاقامتهم. وأضاف ان سلطة الروس في المدينة "تنتهي بحلول الظلام". وتابع ان القوات الروسية تتعرض كل ليلة الى 30 هجوماً وتفقد ما بين 25 و30 عنصراً. ويشير المراقبون الى أهمية صدور هذه التصريحات عن سياسي حليف لموسكو، في حين أن البلاغات العسكرية الروسية لم تعترف سوى بمقتل اثنين من الجنود اثناء هجوم تعرضت له قافلة روسية في بلدة مولكوي، ومصرع اثنين آخرين في اشتباك في بلدة فيدينو الجبلية. واعتبر مكتب الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي الانباء عن مصرع 33 عنصراً، "اكذوبة اخرى ليس لها أساس". وأضاف ان جهاز الاعلام الشيشاني كان دائماً يبث معلومات تخالف الحقيقة "حينما يكون وضعهم المقاومة صعباً". ونفى ياسترجيمبسكي أيضاً اصابة 30 مدنياً، مؤكداً ان هذا "التلفيق" جرى توقيفه ليتزامن مع زيارة تقوم بها الى الشيشان بعثة اوروبية لتقصي الحقائق برئاسة اللورد جاد. وكان اللورد جاد زار غروزني ومناطق اخرى أمس. وأعرب عن قلقه ازاء "انتهاك القوات الروسية القانون" والتجاوزات التي ترتكب ضد المدنيين. وقدم اعضاء منظمة "ميموريال" لحقوق الانسان معلومات الى جاد عن الفظائع التي ترتكب اثناء عمليات "التمشيط" ومنها الاعتقالات العشوائية والسرقات و"تغييب" الشبان. كما تحدث جاد عن وقائع عدة سمعها اثناء جولته في شأن "الخوات" التي تفرض عند عبور حواجز التفتيش. وكانت الصحف الروسية نشرت "تسعيرة العبور" وهي تنص على ان كل امرأة تدفع 120 روبلاً بينما يرتفع "السعر" بالنسبة للرجل الى 200 روبل، ويتقاضى الروس 800 روبل عن كل سيارة روسية الصنع، أما اذا كانت اجنبية أي ان صاحبها ميسور، فإن الرقم يرتفع الى 3000 روبل. واعتبر فلاديمير كالامانوف الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشيشان المعلومات التي قدمت الى اللورد جاد "مسرحية قوامها وقائع لم تثبت او اشاعات". ورفض رئيس البعثة الأوروبية الاستماع الى "توضيحات" حاول تقديمها الجنرال ايفان بابيتشيف الحاكم العسكري للشيشان. وعلى صعيد آخر، ذكر رئيس حركة "الخضر" في القوقاز عالم الفيزياء رمضان غويتميروف ان القوات الروسية استخدمت قنابل اليورانيوم المستنفد على نطاق واسع خلال الحرب. وذكر وقائع في هذا الشأن ومنها القصف الذي تعرضت له بلدة تسافيدينو في 24 تشرين الثاني نوفمبر الماضي.