} حطت طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي - 27" في مطار غروزني. وهبط منها الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين الذي وصل بصورة مفاجئة للمشاركة في وداع وحدة روسية منسحبة من الأراضي الشيشانية. وجاء ذلك في وقت دارت أنباء عن مقتل 50 جندياً وضابطاً روسياً في معارك قرب بلدة كمسمولسكويه. وصل الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين في زيارة مفاجئة لغروزني أمس. وكان سفره أحيط بالكتمان. ورافقتها عمليات "تمويه اعلامية"، خوفاً من تنفيذ تهديدات شيشانية بالتعرض له. وكان الكرملين اعلن أول من أمس ان بوتين غادر موسكو الى مصيف سوكشي على البحر الأسود لفترة 24 ساعة للراحة. ولم يسمح للمراسلين بتغطية رحلته. وعندما سرت اشاعات عن احتمال توجهه الى غروزني، أعلن مساعده سيرغي ياسترجيميسكي ان زيارة الشيشان "ليست ضمن خططه". وبعد دقائق عرض تلفزيون "ان.تي.في" طائرة "سوخوي" تحط في غروزني بقيادة الطيار الروسي الشهير الجنرال الكسندر خارتشيفسكي. وذكر التلفزيون ان بوتين "شارك في تسييرها" جواً. وأعلن قائد سلاح الجو اناتولي كورنوكوف ان اجراءات مشددة اتخذت عند اقلاع الطائرة وهبوطها. وذكر ان طائرات مقاتلة واكبت الطائرة الرئاسية في الجو. وأوضح ان هذه الرحلة المفاجئة يمكن أن تصبح "خبطة" دعائية مهمة عشية الانتخابات الرئاسية التي تجري الأحد المقبل. وفي حديث ادلى به في المطار، قال بوتين ان "مهمة تصفية العصابات الكبيرة نفذت"، لذا فإن "الفائض" من القوات الروسية سيسحب الى مواقع مرابطته الدائمة على أن تبقى "القوات اللازمة". وشارك بوتين وكبار الجنرالات في وداع فوج من المظليين عادوا الى وحداتهم داخل روسيا. ورأى مراقبون ان المراسم الاحتفالية التي أقيمت في حضور بوتين الغرض منها الاعلان عن "التزام" القيادة العسكرية بوعد قدمته بانهاء الحرب قبل الانتخابات الرئاسية. إلا أن الوضع الميداني، كان مختلفاً، ذلك ان المعارك لم تنته بعد بل ازدادت ضراوة. واعترفت القيادة العسكرية باشتباكات واسعة في وادي ارغون ووادي فيدينو. وأشارت الى أن مجموعة من المقاتلين احتلت مواقع قرب بلدة الخازورفو التي تبعد 20 كيلومتراً الى الجنوب من غروزني. ورغم الاعلان مرات عدة عن سقوط كمسمولسكويه التي استمرت المعارك فيها قرابة اسبوعين، اعترف وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف امس بأن معارك ضارية جرت هناك ليل أول من أمس. وذكر ان مجموعة من المقاتلين حاولت الخروج من البلدة وقتل 45 من عناصرها وتم تحرير عقيد طيار كان أسيراً لدى هذه المجموعة. وفي الوقت نفسه، ذكر قائد قوات الأمن الداخلي فياتشيسلاف تيخويروف ان الشيشانيين فقدوا في معارك كمسمولسكويه 500 قتيل. ولم ينف أو يؤكد أنباء نشرتها وكالة "انترفاكس" عن ان القوات الفيدرالية فقدت هناك 50 قتيلاً و300 جريح. لكنه اعترف بمصرع أحد قادة المجموعة الروسية المهاجمة العقيد ميخائيل ريفينكو. وبدأت في كمسمولسكويه واحدة من عمليات "التمشيط المكثف" التي غالباً ما ترتكب اثناءها مجازر، مثلما حصل في بلدة آلدي القريبة من غروزني حيث قتل رجال الشرطة الروس أكثر من 60 مدنياً بينهم شيوخ وعجائز. وعرض التلفزيون المستقل في موسكو أقوال شهود تحدثوا أمام الكاميرات عن المجزرة. وذكر ممثل رئيس الدولة لشؤون حقوق الانسان في الشيشان فلاديمير كالاسانوف انه "تلقى بلاغات" عن تلك المجزرة ووعد بالتحقيق فيها.