ارتفعت اسعار المواد الغذائية في غروزني وغادرها الكثيرون من سكانها خوفاً من اندلاع معارك واسعة النطاق اليوم أو غداً، فيما ذكر الشيشانيون ان المواطن العربي عبدالسلام زرقة الذي أعلنت موسكو أسره ووصف بأنه من أبرز مساعدي خطاب، كان "خطف" قبل اسبوعين لمبادلته بضابطين روسيين. وتحل في السادس من آب اغسطس الذكرى الرابعة ل"يوم التحرير"، وهو يوم استعادة الشيشانيين السيطرة على غروزني اثر عملية مباغتة أرست بداية النهاية للحرب الأولى. وتوقعت القيادة الفيديرالية تكرار أحداث عام 1996 وقالت ان أعوان المسلحين الشيشانيين وزعوا في المدن منشورات تدعو السكان الى مغادرة المدن أيام السبت والاحد والاثنين لتفادي اصابتهم اية عمليات محتملة. إلا ان محافظ غروزني المعين من قبل موسكو اكد انه لا توجد دلائل على ان المسلحين قادرون على القيام بعملية واسعة واعترف بأن المحافظة "تبذل جهوداً لإقناع السكان بعدم مغادرة المدينة". واعترفت القيادة العسكرية بأن "توتراً نفسياً" يسود المدينة ويتحاشى المواطنون الاقتراب من مناطق وجود القوات الفيديرالية. الا ان فاخا ارمانوف نائب الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف أعلن امس ان الحديث عن عمليات واسعة "هو كذب مطلق". واضاف ان مخططات المقاومة "لا ترهن بتواريخ ومناسبات". وتابع ان موسكو تتحدث عن هجوم شيشاني محتمل لتعلن لاحقاً "انه لم يحصل لأن قوى المقاومة خائرة". وتحدث الشيشانيون عن معركة كبرى جرت امس في جبل غيزغين لام الاستراتيجي قرب غروزني. وذكر موقع "صوت القوقاز" على الانترنت ان القيادة الفيديرالية حاولت السيطرة على الجبل وقصفت مواقع المدافعين عنه لمدة ساعتين قبل ان تبدأ هجوماً واسعاً. لكنها تراجعت بعدما فقدت 20 قتيلاً. ومن جانبها اكدت القيادة العسكرية الروسية انها أحبطت هجوماً محتملاً على مدينة شالي وتمكنت من "إبادة" مجموعات من المسلحين. على صعيد آخر صدر نفي شيشاني للانباء الروسية عن مصرع 21 عربياً وأسر قائدهم عبدالسلام زرقة في كمين قرب بلدة شاتوي الجبلية. وذكر داود احمدوف رئيس أركان القطاع العسكري للمقاومة في شاتوي، انه لا توجد اصلاً "فصائل عربية"، موضحاً ان هناك متطوعين عرب يقاتلون ضمن سائر وحدات المجاهدين. واضاف ان زرقة عربي الأصل لكنه متزوج من شيشانية منذ اعوام ويقيم في بلدة خاتوني حيث يدرس العربية وأصول الدين لتلاميذ المدرسة المحلية. وقال ان زرقة "خطف" منذ اسبوعين. وذكر موقع "صوت القوقاز" ان ممثلي القيادتين العسكريتين الشيشانية والروسية اجتمعوا في فيدينو مساء الخميس وعرض الشيشانيون الافراج عن ضابطين برتبة مقدم اسرا الاسبوع الماضي شرط ان توافق موسكو على تسليمهم العقيد يوري بودانوف الذي كانت النيابة العامة الروسية اعتقلته لأنه اغتصب فتاة شيشانية وقتلها. واضاف الموقع ان الفيديراليين اقترحوا مبادلة الضابطين الأسيرين بزرقة، وانفض الاجتماع من دون نتيجة. ولاحقاً أعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان رأسي الضابطين وجدا في موقع قريب من قاعدة روسية في الشيشان. واعترف ياسترجيمبسكي ضمناً بأن محادثات جرت للمبادلة لكنه قال ان الشيشانيين كانوا يعرفون سلفاً ان السلطة الفيديرالية لن توافق على تسليم احد ضباطها حتى وان كان متهماً بجريمة قتل.