} اعترفت القيادة العسكرية الروسية بأن مئات من المقاتلين الشيشان فلتوا من حصار غروزني وانتقلوا إلى الخان قلعة حيث اشتبكوا مع عناصرها في معارك ضارية. وأعلنت موسكو عن مصرع أكثر من 600 مسلح شيشاني وأسر 400، فيما أعلنت وزارة الأمن أنها تحقق في احتمال ضخ 5.1 بليون دولار من دول عربية "لزعزعة الأوضاع" في روسيا. وجاء ذلك غداة اتهام موسكو كازاخستان وأوكرانيا بتسهيل عبور المقاتلين الى الشيشان. قال وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان قوات الجنرال فلاديمير شامانوف تتولى حالياً مهمة "تدمير الفلول التي خرجت من غروزني"، وذلك في أول اعتراف رسمي بأن المقاتلين انسحبوا من المدينة، علماً بأن موسكو كانت تنفي ذلك بشدة. وأضاف الوزير ان 586 شيشانياً قتلوا خلال الانسحاب. واعتبر أحداث الأيام الأخيرة "انعطافاً نحو المرحلة الحاسمة"، التي قال إنها ستنتهي بانجاز السيطرة على غروزني ثم الاستيلاء على وادي ارغون. وأشار الناطق باسم وزارة الدفاع ياكوف فيرسوف إلى ان المقاومة في غروزني "لم تعد منتظمة". وزاد ان بين المدافعين عن المدينة كثيرين من "المرتزقة العرب". وأكدت القيادة الروسية أنباء كانت شككت في صحتها سابقاً عن مصرع أربعة من أبرز القادة الشيشانيين وجرح الجنرال شامل باسايف. وغدت بلدة الخان قلعة التي تبعد 12 كيلومتراً عن غروزني البؤرة الأساسية للمقاومة. وبعدما كان مساعد رئيس الدولة سيرغي ياسترجيمبسيكي ذكر ان القوات الفيديرالية تعمل على "إبادة" مئة مقاتل في البلدة، فإن وكالة "انترفاكاس" نقلت عن قيادة قوات القوقاز ان 800 مسلح يواصلون المقاومة في الخان قلعة. وبدأ الجانبان عملية إعادة انتشار استعداداً لمواجهة واسعة في وادي ارغون الاستراتيجي الذي ما زال الشيشانيون يسيطرون على مداخله المؤدية إلى الجنوب ونحو الحدود الجورجية. وأعلنت موسكو عن أسر 400 مسلح شيشاني أمس، فيما كان رئيس النيابة العامة بالوكالة فلاديمير اوستينوف توقع استسلام 850 شيشانياً، وذكر أنهم سينقلون إلى عربات قطار حولت معتقلات مؤقتة وفيها سيجري "فرز" لتحديد من يشملهم العفو البرلماني ومن سيساق إلى المحاكم. وعلى صعيد آخر، أكد الناطق الرسمي باسم هيئة وزارة الأمن الفيديرالية الجنرال الكسندر زدانوفيتش أن الوزارة تحقق في معلومات عن ضخ 5.1 بليون دولار، قال إنها جمعت في بلدان عربية لغرض تقديم مساعدات إنسانية للاجئين، لكنها تستخدم ل"زعزعة الأوضاع في روسيا وكسر الانعطاف الذي حصل في مسيرة الحرب لصالح موسكو". وتابع ان جزءاً من الأموال مخصص لتمويل حملة إعلامية هدفها الاساءة إلى القوات المسلحة الروسية، كما أشار إلى ان عدداً من الصحافيين الروس المؤيدين للحكومة "تلقوا تهديدات" بسبب مقالاتهم التي "لا ترضي الارهابيين". وعلى صعيد آخر، فندت كازاخستان اتهامات قائد قوات الحدود الروسية الجنرال توتسكي الذي قال إن مقاتلين شيشانيين دخلوا إلى روسيا عبر كازاخستان وأوكرانيا. وذكر نظيره الكازاخي نورجان سعيدبايف ان موسكو لم تقدم أي وقائع لدعم اتهاماتها. وأضاف ان السلطات الكازاخية لا يمكن ان تمنع عبور من يملك وثائق سليمة.