غزة - "الحياة" - قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في مستوطنة "كفار داروم" وسط قطاع غزة، فجر أمس، ناصر الحسنات 19 عاماً، ثم احتجزت جثته، وعادت وأفرجت عنها عصراً. واصيب الشاب الحسنات، وهو عضو في جهاز الأمن الوقائي، بنحو 25 رصاصة في جميع أنحاء جسده، حسب مصادر طبية في مستشفى الشفاء. وقالت المصادر ل"الحياة" إن إحدى الرصاصات، التي يعتقد بأنها من سلاح رشاش "الفي" مزود بشريط يحمل ألف رصاصة، أصابت عين الشهيد. ولم يظهر على جثة الحسنات أي آثار تعذيب، ما يعني أنه قتل باصابته بالرصاصات الخمس والعشرين. وشيع آلاف الفلسطينيين الشهيد الحسنات إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء جنوب مدينة غزة، وشارك في تشييعه عدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية، وممثلو القوى والفصائل السياسية. ورفع المشاركون خلال الجنازة صور الشهيد والأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات الداعية إلى الانتقام لدماء الشهداء، الذين يسقطون تباعاً على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. وادعت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الحسنات قتل اثناء محاولته التسلل إلى مستوطنة "كفار داروم" فجر أمس، مشيرة إلى وقوع اشتباك مسلح بينه وبين قوات الاحتلال. وقال المواطن أحمد أبو سمرة، الذي يبعد منزله نحو 25 متراً عن حدود المستوطنة، في اتصال هاتفي مع "الحياة" إنه أفاق عند الساعة الثالثة من فجر أمس وسمع صوت عيارات نارية عدة يعتقد بأن الحسنات أطلقها، لأن صوتها كان متطابقاً مع بندقية "كلاشنيكوف" الرشاشة الروسية التي يستخدمها الفلسطينيون عادة، وهو صوت مختلف عن صوت البندقية "م 16" الأميركية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي. وأشار أن قوات الاحتلال اطلقت النار بكثافة وعشوائية في جميع الاتجاهات، خوفاً من أن يكون هناك مهاجمون آخرون، حسب اعتقاده. وأوضح ان اطلاق النار استمر نحو أربع ساعات متواصلة. يشار إلى أن عضواً آخر في الأمن الوقائي كان تسلل إلى المستوطنة نفسها قبل أشهر عدة وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين قبل أن يستشهد برصاص جنود إسرائيليين آخرين. إلى ذلك، القيت قنبلة يدوية على موقع للجيش الإسرائيلي في مدينة رفح من دون أن يصاب أحد بأذى، حسب قول مصادر عسكرية إسرائيلية. من جهة أخرى، عاش أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة أمس عزلة تامة عن العالم الخارجي، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بعد أن قررت سلطات الاحتلال تشديد الحصار على الأراضي الفلسطينية المفروض عليها منذ مطلع تشرين الأول اكتوبر من العام الماضي. ولم يتمكن الفلسطينيون من التوجه إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر، بسبب اغلاق معبر بيت حانون ايرز والمعابر الأخرى، إضافة إلى مطار غزة الدولي. وسمحت سلطات الاحتلال للحجاج بشكل استثنائي بمغادرة قطاع غزة، عبر معبر العودة في رفح إلى مطار العريش المصري، ومن هناك إلى جدة في المملكة العربية السعودية. وغادر أمس نحو 800 حاج، في حين غادر أول من أمس نحو 600 حاج عبر المعبر نفسه. الى ذلك، اف ب، اعلن الجيش الاسرائيلي ان قذيفتي هاون انفجرتا عصر امس في مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة، من دون حدوث اصابات. وقالت رينا فريش المقيمة في المستوطنة ل"فرانس برس" ان القذيفتين سقطتا بالقرب من بيوت زراعية بلاستيكية. وقال الجيش انه طلب من سكان المستوطنة النزول الى الملاجىء. ونفى مسؤول امني فلسطيني النبأ قائلا ان الفلسطينيين لا يملكون هذا النوع من الاسلحة. وهذه المرة الثالثة التي يعلن فيها الجيش الاسرائيلي عن سقوط قذائف هاون على "نتساريم". واغتال الجيش الاسرائيلي الثلثاء الماضي ضابطا في "القوة 17"، حرس الرئيس الفلسطيني، في منطقة جباليا في قطاع غزة واتهمه بانه وراء اطلاق قذائف على المستوطنة.