الناقد الكبير رجاء النقاش يطرح تعليلاً لافتاً للشهرة السريعة التي احتلتها رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي، على رغم أنها مستوحاة من رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر". يقول ما معناه: ان السبب هو أن الرواية رثاء لثورة خرجت عن طريق مبادئها. وهذا ما ضرب على وتر وجداني، في المشرق العربي، هو أننا جميعاً نبكي على ثورات خرجت كلها عن طريق مبادئها. لا أجادل في صواب التعليل، ولا في صواب الأدلة التي أقامها الأستاذ النقاش على أن ذاكرة الجسد قد خرجت من خيمة وليمة لأعشاب البحر. ما أريده هو طرح السؤال: لماذا خرجت كل تلك الثورات، أو "الانقلابات" عن طريق أهدافها؟ هل أنا مطالب بالإجابة؟ ليكن: خرجت عن مبادئها لأنها استندت الى شعارات مضللة، وقمعت شعوبها بحجة تحقيق هذه الشعارات. إن المجتمعات العربية قدمت كثيراً من الأرواح والمعاناة والصبر، ولكن بلا جدوى، لأن من قاد هذه المجتمعات لم يكونوا في داخل أنفسهم "ثواراً". كانوا مجرد أصنام.