واشنطن، إسلام آباد، جنيف - أ ف ب، أ ب - أغلقت القوات الأميركية أمس سجناً في مدينة شيبرغان، شمال أفغانستان، ونقلت نزلاءه إلى مدينة قندهار. وغادرت قافلة من ست سيارات وشاحنتين السجن الذي يؤوي حوالى 3000 معتقل 900 منهم من غير الأفغان. ولم يشأ الناطق العسكري الاميركي روبرت ريغل اعطاء تفاصيل عن عدد السجناء الذين نقلوا، وقال: "اننا سنعامل الموقوفين في شكل إنساني ونضمن سلامتهم". وفي إسلام آباد أفاد مسؤولون ان ضباطاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي وآخرين من الاستخبارات الباكستانية استجوبوا أكثر من 200 من المعتقلين المشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة". وأفادت صحيفة "داون" الباكستانية أمس ان عناصر من "اف بي آي" يستجوبون يومياً اعضاء مفترضين في "القاعدة" في السجن المركزي في خوست، شمال غربي باكستان، حيث يعتقل أتباع لبن لادن هربوا من افغانستان. ويساعد عناصر "اف بي آي" ضباط في أجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية وبعض عناصر الاستخبارات من دول عربية، علماً أن معظم المعتقلين يتحدر من بلدان عربية، كما نقلت الصحيفة عن "أحد المشاركين في عمليات الاستجواب". واضافت ان عمليات الاستجواب "سمحت بمعرفة ان اسامة بن لادن لا يزال حياً"، لكن الجهود تتواصل للحصول على مزيد من المعلومات عن نشاطات "القاعدة" أو خطط بن لادن قبل اعتداءات 11 أيلول سبتمبر وبعدها. وتابعت ان "حفنة" من عناصر الاستخبارات من دول عربية تساعد المحققين الاميركيين لمعرفة هوية المعتقلين وعلاقاتهم المحتملة مع "صقور القاعدة" او منظمات ارهابية اخرى ناشطة على أراضي تلك الدول. وأوردت الصحيفة ان فريق "اف بي آي" يصل كل ليلة إلى خوست على متن طائرة "سي-130" ثم يعود الى اسلام آباد بعد انهاء عمليات الاستجواب. ونقلت عن المصدر ذاته ان مقاتلين من "القاعدة" هربوا من افغانستان تمكنوا من الاختباء في المناطق القبلية الباكستانية بمساعدة افراد ينتمون الى قبائل محلية، وان "الجهود مستمرة من أجل تسليم هؤلاء الى السلطات العسكرية الباكستانية". وأشارت إلى نشاط عسكري اميركي في منطقة باكستانية في الجنوب، تحديداً في دير اسماعيل خان، حيث حطت طائرتا هليكوبتر اميركيتان وطائرة مساء الخميس الماضي. وأعلنت الشرطة الباكستانية في اقليم بلوشستان أنها اعتقلت 40 شخصاً حاولوا دخول باكستان عبر السواحل، وأضافت انها تحقق مع هؤلاء الذين لا يتحدثون البشتونية ويبدو انهم عرب للتعرف إلى هويتهم وهل لهم علاقة ب"طالبان" و"القاعدة". كما تجري عملية تحقيق واسعة يشارك فيها ضباط أميركيون مع 141 أسيراً معظمهم من العرب في سجن في قلعة كوهات. وذكرت مصادر ان المحققين الاميركيين يستجوبون زعيم "جيش محمد" مسعود أزهر الذي اعتقلته السلطات الباكستانية للتأكد من أنباء عن دخول بن لادن الأراضي الباكستانية. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون فيكتوريا كلارك ان الولاياتالمتحدة تعتقل في افغانستان او على متن سفينة حربية في بحر عمان 70 أسيراً من كوادر "طالبان" أو عناصر محتملين في "القاعدة"، بعد نقل 25 أسيراً جديداً من باكستان الى قندهار جنوبافغانستان، مما يرفع الى 62 عدد الاسرى في مركز الاعتقال التابع للبحرية الاميركية في قندهار. ولا يزال ثمانية أسرى غير افغان يخضعون للاستجواب على متن حاملة الطائرات "بيليليو" في بحر عمان، بينهم المواطن الأميركي جون ووكر ليند المقاتل مع "طالبان" واسترالي وسعودي. وقالت كلارك إن "نقل الاشخاص الذين نهتم بهم سيتواصل، والبنتاغون اعطى الضوء الاخضر" لبناء مركز اعتقال في قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية في كوبا. وأكدت ان شيئاً "لم يتقرر بعد" في شأن اقامة محاكم عرفية في القاعدة او في مكان آخر. بوش وكان الرئيس جورج بوش اعلن في مزرعته في كروفورد تكساس ليل الجمعة ان الولاياتالمتحدة تنوي البحث بين الاسرى الذين اعتقلتهم قوات افغانية عن الذين تورطوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة بالعمليات الارهابية. وقال: "يجري استجواب حوالى ستة آلاف أسير حرب اعتقلهم حلفاؤنا، وتؤخذ بصمات اصابعهم، ولا يزال ينبغي انجاز الكثير". وقال قائد العمليات الاميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس في المؤتمر الصحافي ذاته: "سندمر شبكة القاعدة الارهابية داخل افغانستان، ونحقق مع جميع المعتقلين". واضاف: "سنرى من الذي يجب انتقاؤه ليخضع لملاحقات قضائية". الصليب الأحمر إلى ذلك، زار ممثلو اللجنة الدولية للصليب الأحمر اكثر من اربعة آلاف معتقل موزعين على 30 موقعاً في افغانستان. وأعلنت اللجنة في بيان أول من أمس انها تفقدت 20 سجيناً أسرتهم القوات الاميركية في مطار قندهار، مشيرة الى ان هذه الزيارات تتم وفقاً لمعايير اللجنة، أي من دون شهود. واستأنفت اللجنة توزيع المواد الغذائية خصوصاً في وسط أفغانستان.