أسلام آباد، واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - واصلت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الافغان أمس عمليات تمشيط محفوفة بالمخاطر للمغاور والكهوف التي لا تحصى في جبال تورا بورا شرق أفغانستان، بحثاً عن قادة لشبكة "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الدفاع "البنتاغون" فيكتوريا كلارك ان القوات الافغانية المحلية "يساندها" عسكريون اميركيون تنفذ عمليات التمشيط الآن. ورفضت كلارك من جهة اخرى، تأكيد معلومات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، أفادت ان قائد العمليات العسكرية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس اقترح نشر "بضع مئات" من مشاة البحرية مارينز والقوات الأميركية للمساعدة في عمليات البحث في غابات تورا بورا وجبالها. وذكرت كلارك ان وزارة الدفاع لا تعلن منذ بدء عملية "الحرية الدائمة"، عن العمليات العسكرية الجارية او التي ستجرى. وأضافت ان "هدفنا الاول هو القبض على كبار قادة القاعدة وحركة طالبان. نريد ان نعمل بطريقة منهجية جداً في هذه الانفاق والمغاور لنرى ما سنعثر في داخلها. لذلك سنقوم بما هو مناسب عبر تخصيص الامكانات الملائمة". وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اعلن الاربعاء الماضي "تمشيط المغاور واحدة واحدة" وان المهمة ستستغرق وقتاً. سبعة آلاف أسير وعلى صعيد الأسرى، أفاد ناطق أميركي في إسلام آباد أمس ان سبعة آلاف شخص من "طالبان" و"القاعدة" معتقلون الآن في افغانستان لدى قوات "تحالف الشمال" والميليشيات الافغانية المحلية. وقال الناطق باسم مركز الصحافة الاميركي في اسلام اباد كينتون كيث ان هذا الرقم ما هو سوى تقديرات لما يتسم به "الوضع من عدم استقرار"، ونظراً الى عدد الميليشيات الافغانية التي تقوم باعتقال جنود "طالبان" ومقاتلي "القاعدة" الفارين. واعلن الناطق في مؤتمر صحافي: "في ما يخص هذه الارقام فان الوضع يتغير كل ساعة تقريباً، ولكني اعتقد ان التقديرات الحالية لعدد الاسرى المعتقلين في افغانستان يعادل سبعة آلاف". وقال ان من المستحيل التعرف على عدد عناصر "طالبان" وعدد مقاتلي "القاعدة"، مشيراً الى ان العملية جارية والهدف "هو احالتهم على القضاء". وأعلنت ثلاث مجموعات من الميليشيات التي تقوم بتمشيط منطقة تورا بورا انها أسرت عدداً من الاشخاص خلال الايام القليلة الماضية، لكنها لم تكشف عددهم. ووصل محققون من "مكتب التحقيقات الفيديرالي" أف. بي. آي. الاثنين الماضي الى مدينة قندهار، جنوبأفغانستان والمعقل السابق ل"طالبان"، لاستجواب الاسرى الذين اعتقلتهم القوات الافغانية شمال البلاد قرب مزار الشريف. واحتجزت القوات الاميركية 23 مقاتلاً من "القاعدة" و"طالبان"، لاستجوابهم في افغانستان او على متن سفينة تابعة للاسطول الاميركي في المحيط الهندي. وقالت كلارك ان قوات افغانية سلمت هؤلاء المقاتلين ويجري استجوابهم للحصول على معلومات ولتحديد ان كانت ستوجه اتهامات اليهم. ونفت ان تكون باكستان بدأت في تسليم بعض من بضعة مئات من مقاتلي "القاعدة" غير الافغان جرى أسرهم في الايام الاخيرة اثناء فرارهم الى باكستان من افغانستان. وبين ثمانية محتجزين على السفينة الحربية "بليليو" في بحر العرب الاميركي جون ووكر لينده 20 عاماً والاسترالي ديفيد هيكس 26 عاماً اللذين اسلما وذهبا الى افغانستان للقتال في صفوف "طالبان". ويحتجز مشاة البحرية الاميركية 15 مقاتلاً اخرين في منشأة خاصة اقيمت في قاعدة قندهار الجوية. وأعلن البيت الابيض ان القرار بحرمان ووكر لينده من محام قانوني لأنه "اسر في ميدان المعركة" وتنطبق عليه اتفاقية جنيف. وقال مسؤولون ان مدعين اتحاديين يعدون توصية لتوجيه اتهام الى ووكر لينده بانتهاك قانون يحظر دعم منظمات ارهابية بدلاً من اتهامه بالخيانة. لكن آخرين نبهوا الى ان القضية لا تزال محل دراسة. أسرى فرنسيون وفي أسلام آباد، أعلنت مصادر في وزارة الداخلية الباكستانية ان خمسة مواطنين فرنسيين على الاقل يشتبه في انتمائهم الى "القاعدة"، معتقلون في باكستان حيث يخضعون للاستجواب. ويدعى احدهم عبد الرحمن 21 سنة. وتحدثت عنه الصحف حين قالت انه كان يحمل جواز سفر فرنسياً لدى اعتقاله قبل اسبوع مع سبعة "عرب" اخرين بينهم مغربي وسوري وخمسة سعوديين. و"عبد الرحمن" من أصل جزائري، بحسب ما أفادت المصادر ذاتها. وكانت المجموعة دخلت باكستان من منطقة تورا بورا واعتقلت قرب برشينار شمال غربي باكستان. وقالت المصادر ان الاسير "يتكلم الفرنسية جيداً والانكليزية والعربية ايضاً، وانه جرح في رأسه، لكن حاله لا تدعو الى القلق". ويبدو انه اعلن لدى استجوابه على ايدي السلطات الباكستانية، وجود ما بين سبعين الى تسعين فرنسياً من أصل عربي يحاربون في صفوف "طالبان". ويبدو ايضاً ان اربعة مواطنين فرنسيين اخرين اعتقلوا الثلثاء الماضي خلال عملية مداهمة أسفرت عن توقيف 108 اجنبياً في المنطقة ذاتها. وذكرت مصادر وزارة الداخلية في الولاية الحدودية الشمالية الغربية المحاذية لأفغانستان ان "فريقاً من المحققين يقوم باستجوابهم". ورفضت السفارة الفرنسية في إسلام آباد الرد على أسئلة الصحافيين عن هذه القضية. واعلنت الخارجية الفرنسية لاحقا ان السلطات الباكستانية ابلغت باريس ان المعتقل باسم مصطفى عبد الرحمن "ليس مواطنا فرنسيا". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا: "نحن من جهتنا لا نملك اي عنصر يشير الى العكس. لكننا سنواصل متابعة هذه القضية". واضاف "ان المعلومات التي تشير الى توجه موظفين في المديرية الفرنسية لمراقبة الاراضي ومكافحة الجاسوسية الى باكستان ليس لها اي اساس من الصحة". وفي لندن، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أمس ان بريطانيا تحقق في تقارير ذكرت ان رجلاً يتحدث الانكليزية ويطلق على نفسه "يعقوب"، ويدعي انه مواطن بريطاني، اعتقل في باكستان للاشتباه في انه عضو في "القاعدة". وقال الناطق ان الرجل موجود في مستشفى في بيشاور بعد اعتقاله بمعرفة السلطات الباكستانية. على صعيد آخر، أفادت شبكة التلفزيون الكازاخستانية ان ما لا يقل عن خمسين شخصاً اصيبوا بجروح في انفجار قوي في احد الشوارع وسط مدينة مزار الشريف شمال افغانستان. ولم يكن بامكان المصدر نفسه توضيح ما اذا سقط قتلى في الانفجار التي قيل انه نتيجة حادث وليس عملا تخريبيا.