ازدادت حدة التوتر أمس بين الهندوباكستان بعد الحشود العسكرية التي دفعها البلدان إلى حدودهما المشتركة ووضع قواتهما على أهبة الاستعداد. وترافق ذلك مع تبادل قصف مدفعي عبر خط المراقبة في كشمير. فيما وصف الرئيس برويز مشرف الموجود في الصين قرار نيودلهي سحب سفيرها في باكستان بأنه "متعجرف وغير متعقل". اسلام اباد، نيودلهي، كسيان الصين - أ ف ب - صرح ناطق عسكري باكستاني بأن القوات الهنديةوالباكستانية تبادلت "اطلاق قذائف الهاون والمدفعية على خط المراقبة في كشمير وسياشن قمة ثلجية بعلو يفوق سبعة آلاف متر من جهة القوات الهندية". وأضاف: "ردت القوات الباكستانية على مصادر النيران وألحقت أضراراً بالدفاعات الهندية". وافادت مصادر عسكرية ان سلاح الجو الباكستاني وضع في حال تأهب قصوى. ونقلت وكالة الانباء الباكستانية عن الجنرال سيد قيصر حسين رئيس اركان سلاح الجو ان "جميع قواعد سلاح الجو وضعت في حال تأهب قصوى لحماية المجال الجوي للبلاد". واضاف: "اذا شنت الهند هجوما فان القوات البرية والجوية والبحرية ستكون على اتم استعداد للدفاع عن البلاد". وحذر من "ان هجوما هنديا على باكستان في الظروف الحالية غير مستبعد واذا غامرت نيودلهي بالقيام بخطوة غير معقولة فانها ستلقى الرد المناسب". وكان مسؤول عسكري باكستاني أعلن ان القوات الهندية "تقدمت من مواقعها المعتادة الى مواقع متقدمة في غضون الساعات ال12 الاخيرة على امتداد خط المراقبة والحدود الدولية" بين البلدين، "فيما اتخذت قوات المشاة الهندية مدعومة بالمدرعات الثقيلة مراكز متقدمة في اطار تركيز مقلق للقوات ونحن في طور اتخاذ اجراءات مضادة مناسبة". ومن جهتها، وصفت الهند تحركات جنودها على طول الحدود مع باكستان بأنها اجراءات "احترازية" في مقابل نشر تجهيزات عسكرية باكستانية. وأوضح ناطق عسكري هندي: "اتخذنا اجراءات احترازية بسبب ضخامة التجهيزات العسكرية الباكستانية في اماكن عدة من كشمير الى راجستان على طول الحدود الدولية وخط المراقبة" بين الهندوباكستان اللتين تتنازعان السيادة على كشمير. ووضع جيشا البلدين في حال تأهب منذ الهجوم في 13 الشهر الجاري ضد البرلمان الهندي في نيودلهي من جانب خمسة مسلحين يشتبه بانتمائهم الى جماعتي "العسكر الطيبة" و"جيش محمد" الاسلاميتين اللتين تتخذان من باكستان مقراً لهما. وقررت نيودلهي أول من أمس استدعاء سفيرها في اسلام اباد وقطع المواصلات البرية مع باكستان التي نفت تورطها في الهجوم وطلبت من الهند ان تقدم ادلة تدعم اتهاماتها. مشرف ووصف الرئيس الباكستاني برويز مشرف قرار الهند سحب سفيرها من اسلام اباد وقطع المواصلات بين البلدين بأنه "موقف متعجرف". وقال للصحافيين لدى خروجه من المسجد الكبير في كسيان في شمال الصين حيث يجري زيارة منذ ثلاثة ايام "نأسف من الجواب المتعجرف جداً وغير المتعقل للحكومة الهندية". ورداً على سؤال حول ما اذا كانت باكستان ستقوم بالامر نفسه، اكتفى بالاجابة "كلا". الى ذلك، أعلنت واشنطن انها تثق بقدرة الرئيس الباكستاني على مكافحة الارهاب. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر ان "الرئيس جورج بوش له ثقة كاملة بقدرة الرئيس مشرف على التحرك ضد الارهاب". واضاف ان الرئيس طلب من نظيره الباكستاني التحرك ضد "العسكر الطيبة" و"جيش محمد" و"منظمات ارهابية اخرى وقادتها وتمويلها". وأكد فلايشر: "كما كنا نقول دائماً، نعتقد ان من المهم للهند وباكستان معاً تحاشي وقوع حرب بينهما" مضيفاً "حتى الآن لقد تحاشيا ذلك"، معتبراً استدعاء السفير الهندي مسألة هندية داخلية. من جهة أخرى، قررت محكمة هندية تمديد احتجاز ثلاثة من المشتبه بهم اعتقلوا بعد الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي. وقال مسؤولون ان المحكمة مددت فترة الاحتجاز اسبوعين آخرين لثلاثة من المشتبه بهم مع تمديد فترة احتجاز مشتبه به رابع لمدة اسبوع واحد. وكانت الشرطة الهندية اعتقلت ثلاثة رجال وامرأة في 16 الشهر الجاري عقب الهجوم على مبنى البرلمان.