} صعدت الحركات الإسلامية عملياتها المسلحة في كشمير خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. وشنت مجموعة "لشكر طيبة" هجوماً انتحارياً على مطار سريناغار العاصمة الصيفية للشطر الكشميري الخاضع للسيادة الهندية، تزامن مع محادثات بين نيودلهي واسلام آباد لاطلاق مفاوضات بشأن مستقبل كشمير. أكد الناطق باسم حركة "لشكر طيبة" عسكر التوبة شوكت سلفي ل"الحياة" أمس، أن الهجوم على مطار سريناغار نفذه ستة من الفدائيين التابعين للحركة، اشتبكوا في معركة عنيفة مع حراسه. وأسفر الهجوم، بحسب المصادر الهندية، عن مقتل أربعة من المهاجمين وهروب اثنين آخرين، اضافة الى إصابة أكثر من تسعة من الحراس بجروح بعضهم في حال خطرة. وكانت الحركة نفذت هجوماً على الحصن الأحمر وسط نيودلهي اخيراً كما هددت بقتل رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي. وتزامن التصعيد العسكري مع مفاوضات غير رسمية في إسلام آباد، يشارك فيها سياسيون ومسؤولون هنود سابقون ونظراؤهم الباكستانيون، من أجل مساعدة حكومتي البلدين في إطلاق المسار التفاوضي، بحسبما ابلغت مصادر المشاركين في المحادثات ل"الحياة". وكانت أجواء انفراجية ظهرت في العلاقات بين البلدين إثر إعلان الهند هدنة من طرف واحد في كشمير. لكن المقاومة الكشميرية رفضت الهدنة ووصفتها بأنها خدعة سياسية. وردت باكستان على الهدنة الهندية بانسحاب جزئي لقواتها من الحدود بين البلدين. وافادت مصادر مطلعة ان محادثات جدية تجرى من أجل ترتيب لقاء بين الحاكم التنفيذي الباكستاني الجنرال برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي الذي كان يرفض لقاء نظيره الباكستاني. ونقل اخيراً عن وزير الخارجية الهندي جاسوانت سنغ قوله ان من الممكن ان يزور باكستان خلال هذا العام. وعزا مراقبون الليونة في الموقف الهندي إلى التصعيد في العمليات العسكرية من جانب المجموعات الإسلامية المسلحة والتي ترفض أي حوار، وتدعو الهند إلى سحب كل قواتها من كشمير الخاضعة للسيادة الهندية. ومعلوم ان كشمير مقسمة حالياً بين الهندوباكستان، وتسيطر الهند على ثلثي هذه المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا حيث غالبية السكان من المسلمين. ولا تزال حركة التمرد مستمرة ضد السلطات الهندية منذ 1989 وتشنها حركات مسلمة يتخذ بعضها من باكستان مقراً.