نيودلهي - اف ب - اعلن قائد الجيش الهندي الجنرال في.بي. مالك امس ان انسحاب القوات الباكستانية من منطقة الحدود مع الهند الذي اعلن عنه قائد الجيش الباكستاني مساء اول من امس ، ليس على درجة كبيرة من الاهمية من الناحية العسكرية. وقال مالك في حديث الى وكالة انباء "برس ترست اوف انديا" انه "لا ينبغي ان نعطي هذا الاعلان الباكستاني اكثر مما له من اهمية". واشار الى ان الهند، قبل ان تعطي ردها، ستأخذ في الاعتبار الوضع على الحدود الدولية بين البلدين وكذلك الوضع على "خط المراقبة" الذي يفصل بينهما على طول 720 كلم في كشمير المقسمة وحيث الوضع اكثر توتراً. وكان الجيش الباكستاني اعلن انه بدأ انسحاباً من منطقة الحدود مع الهند، حسب التعهد الذي قطعه الجنرال برويز مشرف ك"اجراء ثقة" يهدف الى تشجيع قيام "حوار غير مشروط" بين البلدين. ولا يشمل هذا الانسحاب "خط المراقبة" في كشمير. وقال الجنرال مالك "سندرس الموقف وانتشارنا على اساس الوضع الامني الشامل على طول الحدود الدولية وكذلك على خط المراقبة"، مضيفاً: "لن نأخذ في اعتبارنا الحدود الدولية وحدها". ورداً على سؤال عما اذا كانت القوات المسلحة الهندية في حال تأهب، قال الجنرال مالك انها في حال "تيقظ" منذ الانقلاب. واكد عدم اجراء اي اتصالات عسكرية بين البلدين منذ ذلك الوقت. واوضح الجنرال مالك ان "المشكلة الحقيقية" التي تعترض اتخاذ "اجراءات ثقة" هي "دعم الجيش الباكستاني للارهاب وحرب العصابات" في كشمير الهندية. وكانت الهند طالبت عقب اعلان الجنرال مشرف مساء اول من امس "تخفيف حدة التوتر العسكري"، بان تكف باكستان عن دعم "الارهاب" على الحدود وخصوصاً في كشمير "حتى يمكن البدء في محادثات جادة". وكانت الهندوباكستان خاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما وتقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، من بينها اثنتان بسبب كشمير. وتتهم الهندباكستان بتسليح الانفصاليين المسلمين الذين تسببت حرب العصابات التي يخوضونها ضد القوات الهندية في سقوط 25 الف قتيل منذ 1989. وكاد توغل مقاتلين اسلاميين قادمين من باكستان داخل كشمير الهندية الربيع الماضي، ان يؤدي الى نشوب حرب رابعة بين الدولتين. واكد المستشار الهندي للامن القومي براجيش ميشرا ان باكستان لم تحترم اتفاقاً عسكرياً عقد في العاشر من تموز يوليو الماضي في اعقاب هذا النزاع وينص على ان يبقى الجيشان على مسافة كلم بعيداً عن جانبي "خط المراقبة". ونفت باكستان دوماً تقديم اي مساعدة عسكرية للانفصاليين المسلمين. واكد الجنرال مشرف ان اسلام اباد ستواصل في المقابل "دعمهم معنوياً وسياسياً وديبلوماسياً".