دخلت بلغراد في ازمة سياسية جديدة بعد تصاعد الصراع بين قطبي الائتلاف الحاكم الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا ورئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش، فيما هددت النقابات العمالية بأضراب شامل. وقدم رئيس البرلمان الصربي دراغان مارشيتشانين الذي ينتمي الى الحزب الديموقراطي الصربي بزعامة كوشتونيتسا استقالته، متهماً رئيس الحكومة جينجيتش "باستخدام اساليب ديكتاتورية وتجاهل السلطة التشريعية التي يمثلها البرلمان". وأوضح في تصريح نشرته وسائل الإعلام في بلغراد ان الحكومة "تعاملت في تسليم المواطنين الى محكمة لاهاي في شكل ينتهك القوانين السارية التي تمنع ذلك، ومن دون انتظار صدور القانون الذي يصنع ضوابط للتعاون مع هذه المحكمة، الذي هو قيد التشريع". وأشار الى أن الحكومة "هددت عدداً من النواب ودفعت رشاوى لآخرين، لتمرير قانون جديد للعمل يجرد العمال مما بقي لهم من حقوق الضمان الاجتماعي والتقاعد". ووصف تشيدومير يوفانوفيتش، الناطق باسم "الحزب الديموقراطي" الذي يتزعمه جينجيتش، استقالة رئيس البرلمان بأنها "مناورة بتوجيه من كوشتونيتسا للانفراد بالسلطة بدعم من انصار الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش والراديكاليين". ومعلوم ان السلطة الحاكمة في بلغراد تتكون من 19 حزباً متباينة الاتجاهات اجتمعت في اطار هدف اسقاط ميلوشيفيتش، ثم انقسمت واقعياً الى فريقين يتزعم احدهما كوشتونيتسا الذي يجتمع حوله القوميون الصرب، والآخر يقوده جينجيتش المدعوم اميركياً وأوروبياً. وكان الوزيران اللذان يمثلان "الحزب الديموقراطي الصربي" كوشتونيتسا في الحكومة استقالا بعد تسليم ميلوشيفيتش "لأنهما لا يريدان البقاء في حكومة تضع تنفيذ اوامر الأجانب فوق مصالح بلادها". ووقفت النقابات العمالية الى جانب كوشتونيتسا وهددت بإعلان اضراب شامل في انحاء صربيا، إذا أصرت الحكومة على المضي في تشريع قانون العمل الذي أعدته. وأعلن جيفوراد مركيتش رئيس نقابة عمال المؤسسات الصحية ان النقابات ستنظم تجمعاً تحذيرياً اليوم تحت شعار "مقاومة قوانين العبودية" في الساحة المقابلة لمبنى النقابات العمالية في بلغراد، وإذا رفضت الحكومة التراجع عن قانونها العمالي، فإن العمال سينفذون اضراباً عاماً في كل مواقع العمل. ويرى المراقبون ان حسم الصراع القائم في بلغراد سيكون من طريق اللجوء الى انتخابات مبكرة ترجح استطلاعات الرأي ان يحقق مؤيدو ميلوشيفيتش تقدماً كبيراً فيها، قد يعيدهم الى السلطة من خلال التحالف مع القوميين المناصرين لكوشتونيتسا.