ازداد التوتر وتصاعد القلق في يوغوسلافيا مع اقتراب نهاية المهلة القانونية لإعلان نتائج الانتخابات مساء اليوم. وتواصلت التظاهرات المؤيدة للمعارضة في بلغراد والمدن الصربية. وبلغ عدد المشاركين في تظاهرة في وسط بلغراد أمس حوالى 130 الف شخص. وأفاد رئيس الفريق الانتخابي الخاص بالمعارضة الديموقراطية تشيدومير يوفانوفيتش في مؤتمر صحافي، أن المعارضة دعت الى تجمع كبير ظهر اليوم أمام مبنى البرلمان في بلغراد "للضغط على اللجنة الانتخابية كي تعلن النتائج في موعدها الرسمي وأن تكون حيادية في مهمتها وتتخذ موقفاً عادلاً من كل الأطراف المتنافسة في الانتخابات". وأعرب عن ثقته بأن مرشح المعارضة الديموقراطية فويسلاف كوشتونيتسا "فاز في هذه الجولة الأولى بحصوله على 3،55 في المئة من أصوات الناخبين، بينما حصل الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش على 3،34 في المئة، وذلك بعد فرز 65 في المئة من أوراق الاقتراع التي وصلت معلومات عنها للمعارضة". وأشار يوفانوفيتش الى أن المعارضة ستعلن من طرفها، النتائج التي توافرت لديها من المراكز الانتخابية "إذا ظهر تسويف من جانب اللجنة أو انحياز الى جانب ميلوشيفيتش". وعقد كوشتونيتسا مؤتمراً صحافياً ووصف فوزه بأنه "انتصار للشعب الذي اختار سبيل انهاء المصاعب التي تخيم عليه، ووضع حد للبؤس الذي عانى الصرب منه". وقال: "إذا حاولت اي جهة إجهاض الانتصار الذي حققناه، فسنتبع الأساليب الديموقراطية التي تشكل التجمعات الجماهيرية جزءاً منها". وأضاف "أن ميلوشيفيتش لا يحق له الاستمرار في السلطة حتى منتصف العام المقبل، لأن ذلك يتنافى مع الدستور". وبخصوص المواقف الغربية الراهنة، أكد على أنه يريد أن يحل الصرب مشكلاتهم الخاصة بأنفهسم "بعيداً عن أي تدخل خارجي". لكنه رحب بالمساعدات الأوروبية. وفي شأن تسليم المتهمين بارتكاب جرائم الحرب الى المحكمة الدولية في لاهاي، قال كوشتونيتسا: "لا يوجد في الدستور اليوغوسلافي ما يفرض التعاون مع المحاكم الدولية مهما كان نوعها". وقال: "إذا كان بين شعبنا من تنبغي محاكمته، فإن أجهزتنا القضائية ستؤدي دورها في ذلك". وأعرب عن قناعته بأن محكمة لاهاي تنتهج أسلوباً سياسياً في عملها وتتبع التوجيهات الأميركية. ومن جهة أخرى، اعترفت غوريتسا غاييفيتش سكرتيرة الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه ميلوشيفيتش في مؤتمر صحافي، أن الرئيس اليوغوسلافي لم يحقق فوزاً في الجولة الأولي من الانتخابات لأنه "حصل على 44 في المئة من الأصوات في مقابل 41 في المئة للمعارض كوشتونيتسا، ما يتطلب جولة ثانية حاسمة بينهما". واعترفت كذلك بأن الحزب الاشتراكي خسر أيضاً انتخابات المجالس البلدية "خصوصاً في العاصمة بلغراد والمدن الكبرى".