سكوبيا، بلغراد "الحياة"، ا ف ب - اكدت مراجع سياسية في بلغراد ما اعلنته وكالة انباء "تانيوغ" اليوغوسلافية عن توصل الاصلاحيين الموالين للرئيس فويسلاف كوشتونيتسا والاشتراكيين انصار الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية في صربيا واجراء انتخابات اشتراعية مبكرة. وكان مقرراً ان يجتمع كوشتونيتسا مساء، بالاحزاب التي توصلت الى الاتفاق لحضور مراسم التوقيع عليه. ولم تتضح فوراً بنود الاتفاق، علماً ان الخلافات بين الجانبين تركزت حول تشكيلة حكومتين جديدتين اتحادية وصربية يريد كوشتونيتسا ان تكون غالبية اعضائهما من الخبراء. وتمحورت العقبة الرئيسية أمام تشكيل هذه الحكومة، حول اصرار "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" الذي يقود السلطة في الجبل الأسود على عدم الاعتراف بأي حكومة يرأسها "الحزب الاشتراكي الشعبي" المنافس له، والذي كان مؤيداً لميلوشيفيتش. وبحسب الدستور، ينبغي ان يرأس الحكومة الاتحادية شخص من الجبل الأسود، وتقتضي الظروف الراهنة ان يكون هذا الرئيس من "الحزب الاشتراكي الشعبي" لأنه يتمتع بغالبية مقاعد جمهورية الجبل الأسود في البرلمان الاتحادي وذلك بسبب مقاطعة حكومة الجبل الأسود للانتخابات التي أُجريت في 24 ايلول سبتمبر الماضي، وهو ما جعل الحزب المنافس لها يستحوذ على حصة الجمهورية في هذا البرلمان. وسعى وفد برئاسة الزعيم الاصلاحي زوران جينجيتش الى اقناع حكومة الجبل الأسود، بالتخلي عن معارضتها في شأن الحكومة الاتحادية. أما بالنسبة الى حكومة جمهورية صربيا، فوافق "الحزب الاشتراكي الصربي" الذي يتزعمه ميلوشيفيتش ويسيطر على غالبية مقاعد البرلمان الصربي، على تشكيل حكومة خبراء تتولى مهماتها حتى ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الصربية المبكرة التي تم الاتفاق على اجرائها في 24 كانون الأول ديسمبر المقبل. وكانت العقبة المتبقية هي حول الشخص الذي يرأسها، اذ تم الاتفاق على ان يكون من "الحزب الاشتراكي الصربي" الا ان الاصلاحيين يريدون ان يكون من الخبراء الاقتصاديين، بينما الحزب الاشتراكي يرغب في ان يكون رئيسها سياسياً. وكانت يوغوسلافيا لا تزال واقعياً، من دون حكومة اتحادية مركزية وأخرى صربية محلية كما تقتضي الحال، ويدير الأمور الضرورية، خصوصاً الخارجية، كوشتونيتسا بمساعدة عدد من زعماء المعارضة الديموقراطية.