} أكدت المعارضة اليوغوسلافية تمسكها بفوز مرشحها فويسلاف كوشتونيتسا بالرئاسة ورفضها كل مساومة في هذا الشأن، معلنة أن العصيان المدني في أنحاء صربيا بدأ أمس، وسيستمر حتى يرضخ ميلوشيفيتش لإرادة الناخبين ويعترف بهزيمته. وجاء ذلك في ظل معلومات عن جهود يونانية - روسية لحل الأزمة، فيما ظهرت بوادر انشقاق في ظل النظام الحاكم. أعلنت المعارضة الصربية العصيان المدني خلال تجمع جماهيري حضره أكثر من 50 ألف شخص وسط بلغراد، تحدث فيه عدد من قادتها الذين أكدوا أنهم جميعاً متفقون على هذا الإجراء لأنه صار سبيلاً ضرورياً، بعدما رفض سلوبودان ميلوشيفيتش القبول بإرادة المواطنين الذين صوّتت غالبيتهم لمرشح المعارضة فويسلاف كوشتونيتسا في الانتخابات التي أُجريت الأحد الماضي. وأوضح قادة المعارضة أن العصيان المدني سيتم بوسائل متنوعة من بينها: التجمعات الجماهيرية المستمرة والاعتصامات العمالية والإضرابات الطلابية وكل مجالات الحياة العامة، "على أن لا يلحق ضرراً جسيماً بالمواطنين". وقال زوران جينجيتش رئيس الحزب الديموقراطي المتحالف مع كوشتونيتسا: "إن المعلومات المؤكدة تشير الى أن احتجاجاتنا ستكون شاملة في كل أنحاء صربيا". وأضاف: "إن ما يجري هو تنظيم الناس للدفاع عن قناعتهم، كما عبرت عنها أصواتهم، وإن العصيان سيصيب صربيا بالشلل التام". وأشار كوشتونيتسا الى أن عدد مؤيدي المعارضة تزايد في الأيام الأخيرة "نتيجة صلف ميلوشيفيتش ودفعه البلاد الى إراقة الدماء". وإثر إعلان العصيان، تناقلت التقارير معلومات عن توقف الدراسة في المدارسة الثانوية والمعاهد العليا في المدن الصربية الرئيسية، وهي: بلغراد العاصمة، نوفيساد شمال، كراغوييفاتس، تشاشاك، ياغودينا، كروشيفاتس وسط، فالييفو، اوجيتسا غرب، نيش جنوب شرق، ديمتروغراد شرق، فرانيي جنوب شرق. وشمل الإضراب غالبية الأساتذة والطلبة الذين أكدوا أنهم سيواصلونه حتى يسلم ميلوشيفيتش الرئاسة الى كوشتونيتسا، كما شمل العصيان تعطيل العمل في محاكم هذه المدن بسبب عدم حضور المحامين المرافعات، واقتصرت خدمات المستشفيات فيها على الحالات الاضطرارية. ومن جانبه، أعلن كوشتونيتسا أن "الحزب الاشتراكي" الذي يتزعمه ميلوشيفيتش طلب اللقاء به في شأن الجولة الثانية للانتخابات، لكنه رفض موضحاً للذين جاؤوا بالطلب، أن الانتخابات انتهت والنتيجة واضحة. وأكد كوشتونيتسا لهم أنه بعد اعتراف الحزب الاشتراكي بالنتيجة الحقيقية للاقتراع "يمكن التحدث عن مختلف الأمور". رسالة الى روسيا وذكرت مصادر المعارضة أنها سلمت الى السفارة الروسية في بلغراد نسخاً من سجلات الاقتراع لنقلها الى الرئيس فلاديمير بوتين "كي يكون على بينة لحقيقة نتائج الاقتراع". وأعربت هذه المصادر عن املها بأن تعترف موسكو "بما توضحه هذه السجلات وأن تبلغ دولاً أخرى بمحتواها". ومن جانبها، أكدت السفارة الروسية في بلغراد أنها على اتصال مستمر مع ميلوشيفيتش والمعارضة "من أجل حل سلمي للمشكلة القائمة في شأن الانتخابات". وكانت معلومات توافرت في بلغراد في اليومين الماضيين عن وجود جهود روسية - يونانية حثيثة لإقناع ميلوشيفيتش بالتخلي عن الرئاسة من أجل إنقاذ البلاد من كارثة جديدة. وبعد اعتراف الكنيسة الأرثوذكسية الصربية ذات النفوذ الواسع محلياً وفي المجال الأرثوذكسي العالمي، بفوز كوشتونيتسا، اعلنت جمهورية الجبل ا لأسود التي تشكل الطرف الثاني في الاتحاد السوفياتي الى جانب صربيا اعترافها بأن كوشتونيتسا أصبح رئيساً ليوغوسلافيا. وقال رئيس حكومة الجبل الأسود فيليب بويانوفيتش: "ان الانتخابات الرئاسية انتهت بالنسبة إلينا، وفاز فيها مرشح المعارضة الديموقراطية في صربيا". ومعلوم أن كنيسة الجبل الأسود تتبع رسمياً البطريركية الأرثوذكسية في بلغراد. كما أعلن اول رئيس للاتحاد اليوغوسلافي دوبريتسا تشوسيتش اعترافه بفوز كوشتونيتسا في الانتخابات. ويمثل اعتراف تشوسيتس أهمية شعبية كبيرة، نظراً لأنه عضو في الأكاديمية الصربية إضافة الى كونه أديباً معروفاً. انشقاقات وظهر تصدع في الحكومة الصربية، إذ أعلن نائب رئيسها فويسلاف شيشلي أنه هو والوزراء من أعضاء حزبه الراديكالي قرروا تقديم الاستقالة، مؤكداً أن الحزب يرى أن تراجعه في الانتخابات الأخيرة "يعود الى تعاونه مع ميلوشيفيتش في السلطة".