سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شيراك مستعد لارسال قوات خاصة الى أفغانستان ويعرض حلاً سياسياً في مجلس الأمن . المعارضة تتقدم الى 6 كيلومترات من مزار الشريف وتعلن مقتل 300 من قوات "طالبان"
} حققت المعارضة الأفغانية لحركة "طالبان" تقدماً عسكرياً ملحوظاً أمس. وأصبحت على بعد ستة كيلومترات من مدينة مزار الشريف الاستراتيجية التي يفتح سقوطها الطريق الى كابول ويفصل بين قوات "طالبان" في جنوب البلاد وشمالها. وقالت المعارضة انها قتلت خلال المعارك 300 عسكري تابععين ل"طالبان"، فيما واصلت الطائرات الاميركية غاراتها على مواقع الحركة لليوم الثاني والثلاثين على التوالي. وجددت فرنسا تأييدها للولايات المتحدة في حربها على الارهاب. وأعلن الرئيس جاك شيراك استعداد بلاده لارسال قوات خاصة الى أفغانستان، وكشف أنه بصدد الاعداد لمشروع قرار تشارك فيه بريطانيا سيعرض على مجلس الأمن لوضع إطار لحل سياسي في هذا البلد. اسلام آباد، كابول، خوجا بهاء الدين أفغانستان، واشنطن، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن ناطق باسم "تحالف الشمال" الافغاني المعارض ان قواته سيطرت على منطقة جديدة شمال البلاد أمس، وانها تواصل تقدمها نحو مزار الشريف. وقال قاري قدرة الله، الناطق باسم القائد عطا محمد، أحد أبرز زعماء الحرب في التحالف: "ان قواتنا اصبحت على بعد ستة كيلومترات من جنوب شرقي مزار الشريف وعلى بعد 15 كيلومتراً من الجنوب الغربي، موضحاً: "سيطرنا على قطاع شولغيرا بكامله ونأمل بالوصول الى ابواب مزار الشريف مساء اليوم أمس". وتقع شلغيرا على بعد 60 كيلومتراً تقريبًا جنوب غربي مزار الشريف، شمال قشنده احد القطاعات الثلاثة التي سيطرت عليها المعارضة أول من أمس. وأوضح الناطق ان هذه القطاعات شهدت "معارك متفرقة" خلال الليل الماضي. واضاف أن "خطوط الجبهة تغيرت ولم تعد واضحة بما يكفي للسماح للقوات الاميركية بالمهاجمة من دون مخاطر". وتشير تحركات المعارضة الى البدء بتحضير هجوم كبير محتمل على مزار الشريف، التي تقع على طريق سريع استراتيجي بين الشرق والغرب والتي تعد طريق الامداد الرئيسي الى العاصمة كابول، وفيها قاعدة جوية رئيسة. وتشارك في هجوم المعارضة قوات القائد الأوزبكي عبد الرشيد دوستم بصورة خاصة. وقال استاذ محقق، القائد الشيعي في التحالف، ان 400 من جنود "طالبان انشقوا"، وانضموا الى المعارضة التي استولت على كميات كبيرة من أسلحة وذخيرة الحركة. ووصف التحالف المعارك الأخيرة قرب مزار الشريف بأنها "نصر كبير". وقال ان 300 عنصر من "طالبان" قتلوا، فيما توقعت صحيفة روسية ان تقدم طائرات روسية بتوفير غطاء جوي للقوات الأميركية في عملية برية قريبة. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن نطاق باسم السفارة الأفغانية حكومة برهان الدين رباني، ان قوات المعارضة اخترقت دفاعات "طالبان" قرب مزار الشريف وتمكنت من قتل 300 عنصر، فيما أسر "قائد عسكري رفيع المستوى" لم يكشف اسمه. وتوقع الناطق سقوط مزار الشريف قبل حلول شهر رمضان، في حال توافر اسناد جوي اميركي. من جانبها، ذكرت صحيفة "زافترا" الاسبوعية اليسارية ان الكرملين يدرس احتمالات عدة للمشاركة في الحرب الافغانية، وقالت إن "المعتدلين" يدعون الى الاقتصار على تقديم دعم جوي للقوات الاميركية أثناء عملية برية ستقوم بها قريباً، فيما يرى الفريق الموالي للغرب ان موسكو يجب ان توافق على نشر فرقتي مشاة في المناطق الشمالية من افغانستان لتوفر لنفسها بذلك "منطقة نفوذ" على غرار ما حصل في ايران اثناء الحرب العالمية الثانية. وقال مسؤول في حركة طالبان طلب عدم الكشف عن اسمه ان "قوات طالبان تستعد لهجوم مضاد كبير وبعون الله سنتمكن من استعادة الاراضي التي خسرناها قريبًا جداً". قصف الخطوط الأمامية وأعلنت "طالبان" أن الطائرات الاميركية حلقت فوق العاصمة الافغانية كابول خلال الليل وقصفت المواقع الامامية للحركة. واطلقت الطائرات خلال الليل صاروخين على وسط كابول. واستهدفت الغارة الليلية منطقة تقول المعارضة إن دبابات ومدفعية "طالبان" تتمركز فيها. وتشرف المنطقة على مطار قاعدة باغرام الجوية التي تسيطر عليها قوات التحالف. واستأنف الطيران الاميركي أمس وللمرة السابعة منذ 11 يوماً، قصف مواقع "طالبان" على الجبهة الشمالية الشرقية قرب الحدود الطاجيكية. وخلال نصف ساعة ألقت القاذفات سلسلة قنابل سمع دوي انفجارها على مسافة نحو 30 كيلومترًا. وفتحت المضادات الارضية التابعة لطالبان نيرانها بعد الغارة الاولى لبضع دقائق، ولكن من دون اي نتيجة ضد الطائرات التي كانت تحلق على علو شاهق في سماء صافية. وأعلن مدير وكالة أنباء "بختار"، الناطقة باسم طالبان، عبد الحنان حماد أن 37 مدنياً قتلوا في القصف الاميركي خلال اليومين الماضيين قرب جلال آباد شرق وشمال كابول ومقاطعة هيرات. في واشنطن، قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان التنسيق مع قوات المعارضة في أفغانستان لاطاحة "طالبان" مستمر، لكنه يواجه بعض العقبات. وأضاف: "لن تكون مسيرة مباشرة على الجبهة بل امتحان يصيب نجاحاً حيناً واخفاقاً حينًا آخر. هذا هو الوضع وعلينا أن نواجهه". وأعلن رامسفيلد أن 31 من عناصر القوات الخاصة الاميركية اصيبوا بجروح طفيفة جراء حوادث خلال عملية كوماندوس قاموا بها في 20 تشرين الاول اكتوبر جنوبأفغانستان. قوات فرنسية خاصة وفي نيويورك، أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أول من أمس أن فرنسا مستعدة لارسال قوات خاصة الى أفغانستان شرط مشاركة باريس الولاياتالمتحدة في التخطيط للعمليات العسكرية. وقال في مؤتمر صحافي في مقر الاممالمتحدة إن الولاياتالمتحدة أعربت عن "طلبات إضافية" ستدرسها فرنسا. وأوضح أن الرئيس جورج بوش لم يعرب عن هذا الطلب وأن رئيس الاركان الاميركي هو الذي قام بذلك. وأدلى شيراك بهذه التصريحات بعد محادثات استمرت نحو الساعة مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان تمحورت حول البحث عن نظام في أفغانستان لمرحلة ما بعد "طالبان" والوضع الانساني في هذا البلد. وقال: "لا بد من معرفة أننا جميعًا متضامنون مع العمليات العسكرية ضد أناس ليس لهم إيمان ولا قانون". وكشف الرئيس الفرنسي أن فرنساوبريطانيا تعدان لمشروع قرار سيعرض على مجلس الأمن لوضع إطار لحل سياسي في أفغانستان. ويستند مشروع القرار هذا في خطوطه العريضة على اقتراحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى أفغانستان الاخضر الابراهيمي، الذي يستقبله شيراك صباح اليوم الخميس في باريس، وهي اقتراحات قريبة جداً من الخطة التي أعدتها فرنسا حول أفغانستان مطلع الشهر الماضي. وفي موسكو، دعا وزير الخارجية إيغور ايفانوف الى أن تكون الحكومة المقبلة في كابول "علمانية". وقال في حديث الى صحافيين هنود رافقوا رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي إن وجود "طالبان" كتنظيم ديني - سياسي "مرفوض". وشدد على أن بقاء الحركة في أي شكل من الاشكال "ينطوي على خطر إعادة بناء القواعد الارتكازية للارهاب". وانتقد إيفانوف باكستان التي قال إنها "لم تتجاوب كثيراً" مع دعوات روسية سابقة لمحاربة الارهاب. في برلين، صادق مجلس الوزراء الالماني أمس على نشر 3900 جندي ألماني في إطار العملية العسكرية لمكافحة الارهاب وفق ما أعلن ناطق باسم الحكومة.