سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لندن تتخذ قريباً قراراً في شأن مشاركتها في عمليات برية وتعلن تدمير تسعة معسكرات ل"القاعدة". واشنطن تعتمد استراتيجية قصف تعزز مواقع المعارضة و"طالبان" تؤكد صد الهجمات ونجاة ملا عمر وبن لادن
} اعتمدت الولاياتالمتحدة في اليوم السابع عشر من الغارات الجوية ضد أفغانستان، استراتيجية قصف جديدة تحسباً لسقوط ضحايا مدنيين في مناطق مأهولة من طريق الخطأ. ولجأت القوات الاميركية، وفي صورة منهجية، الى قصف خطوط المواجهة بين "تحالف الشمال" المعارض وحركة "طالبان" شمال كابول وقرب مدينة مزار الشريف لليوم الثالث على، مما اتاح للتحالف تحسين مواقعه عسكرياً واحراز بعض التقدم بمشاركة جنود اميركيين. لكن المعارضة اعلنت من واشنطن انها لا تريد احتلال كابول. وفي حين اعلنت "طالبان" نجاة زعيمها ملا محمد عمر واسامة بن لادن من عمليات القصف الاخيرة، أكدت لندن تدمير المعسكرات التسعة لتنظيم "القاعدة" المعروفة في افغانستان، اضافة الى 24 ثكنة عسكرية. وذكرت صحف بريطانية ان اعداداً من مقاتلي "طالبان" فروا من الحركة. إسلام آباد، كابول، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - شنت وحدات من قوات المعارضة الافغانية أمس، بمشاركة عناصر من القوات الخاصة الاميركية، هجوماً على مواقع لحركة "طالبان" شمال أفغانستان، في أعقاب غارة جوية أميركية على هذه المواقع، وذلك لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما أعلن أحد المعارضين. وقال احد قادة المعارضة عبدالمحفوظ من قاعدته القريبة من الجبهة ان الهجمات وقعت في منطقة بول باريكو، خلف الخطوط المتقدمة ل"طالبان". ووقع انفجاران في منطقة كالاي ديوانة التي قال عبد المحفوظ انها تقع في الجبهة. وأكد محمد اشرف نديم الناطق باسم القائد المعارض عطا محمد، ان طائرات حربية أميركية قصفت في وقت سابق امس مواقع "طالبان" في وادي دار الصوف في مقاطعة سامنغان قرب اقليم بلخ. واستناداً الى نديم، كان هناك فريق من 20 عنصراً من القوات الخاصة الاميركية الى جانب المعارضة، وقاموا "بجمع معلومات" اثناء الهجوم. وقال الناطق ان القصف صباحا جاء في اعقاب "هجوم منسق جواً وبراً" خلال الليل على قشنده الواقعة جنوب اقليم بلخ. وهذه هي أولى عمليات تنسيق ثلاثي في افغانستان بين قوات المعارضة الافغانية والقوات الخاصة الاميركية البرية والطائرات القاذفة. وأوضح نديم ان قوات من اتنية الطاجيك موالية لمحمد عطا كانت تقاتل الى جانب قوات من اتنية الاوزبك بقيادة زعيم الحرب الجنرال عبدالرشيد دوستم. وتابع ان الهجوم اتاح التقدم نحو عشرين كيلومتراً داخل اقليم بلخ، وان قوات المعارضة اصبحت على مسافة ستين كيلومتراً جنوب مزار الشريف. وأعلن الجنرال دوستم ان قواته خاضت معارك عنيفة مع "طالبان" قرب المدينة. وأكد وزير التعليم في الحركة ملا أمير خان متقي الاشتباكات المذكورة. وأوضح ان قوات التحالف حاولت التقدم، لكن "طالبان" أجبرتها على التراجع. وقال هارون امين ممثل التحالف في واشنطن: "سنتحرك ونحاصر كابول، ولكننا لن نسيطر عليها". وتشعر القبائل الباكستانية والافغانية بالقلق من ان يؤدي تقدم المعارضة نحو كابول الى اندلاع أعمال عنف، شبيهة بتلك التي وقعت قبل سيطرة طالبان علىها العام 1996. الى ذلك، قال مدير وكالة "بختار" للانباء الناطقة باسم "طالبان"، عبدالحنان حماد ان الغارات الجوية الاميركية قتلت خلال ليل أول من أمس اكثر من 40 شخصاً في كابول ومدينة هيرات غرب البلاد. وقال حماد: "سقطت على قلائي شاطر في هيرات 18 قنبلة الليلة الماضية قتلت 15 من السكان وجرحت 25 في المنازل والمساجد". واضاف أن 25 قتلوا حين سقطت قنابل على دار الأمان جنوبكابول. وضربت الطائرات الاميركية أمس عدداً من الشاحنات التي تقل وقوداً الى مدينة قندهار مما ادى الى مقتل خمسة وجرح عشرة. وكانت الشاحنات تمر امام مخبز عند اطراف المدينة. وفي إسلام آباد، قال سفير حركة "طالبان" لدى باكستان الملا عبدالسلام ضعيف أمس ان زعيم الحركة ملا محمد عمر وأسامة بن لادن لا يزالا حيين على رغم الهجمات الاميركية المتواصلة على افغانستان. واوضحت الناطقة باسم الاممالمتحدة ستيفاني بانكر، في مؤتمر صحافي، ان "معلومات تفيد ان عددا كبيرا من القنابل اصابت مناطق سكنية في خير خانا قرب مراكز صحية وتغذية". واضافت ان حي مقروريان السكني اصيب هو الاخر. وفي لندن، أعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون أمس ان غارات التحالف الدولي نجحت بعد سبعة عشر يوماً من القصف في تدمير تسعة معسكرات معروفة لتنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن في أفغانستان، وألحقت اضراراً بالغة بتسعة مطارات و24 ثكنة عسكرية تسيطر عليها "طالبان". وقال هون في مؤتمر صحافي ان بريطانيا ستتخذ قريباً جداً قراراً في شأن احتمال نشر قوات بريطانية في افغانستان". وفي موازاة الضغوط الداخلية والخارجية، فر عدد من ضباط "طالبان" بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" أمس نقلا عن أحد هؤلاء الضباط. وقال ضابط كبير في سلاح الجو للصحيفة انه وصل باكستان مع عشرة تقنيين عسكريين، بعد ساعات فقط من الضربات الاميركية الاولى على مطار قندهار في السابع من تشرين الاول اكتوبر الجاري. وأضاف ان زملاء اخرين له ذهبوا الى ايران. وأكد هذا الضابط الذي قال ان اسمه سعيد سنان 38 عاماً ان "طالبان طلبت منا العودة ولكننا لن نعود. لا نريد ان نموت". موضحاً: "من المستحيل ان نحارب ضد التكنولوجيا الاميركية... المدربون جيداً يعرفون ذلك". واضاف ان اولئك الذين بقوا هم شبان متعصبون "يقاتلون حتى النهاية". وأكد ان المدنيين تعرضوا لخسائر فادحة، ولكنه اوضح من جهة اخرى، ان "طالبان" فقدت "مئات الرجال" في قندهار.