إسلام آباد، دوشانبه، هامبورغ - أ ب، رويترز، أ ف ب - لا تزال المواجهات بين حركة "طالبان" و"تحالف الشمال" المعارض بين كر وفر على جبهات القتال من دون تغيير اساسي يذكر، فيما قصفت طائرات اميركية فجر أمس، للمرة الثانية، مواقع للحركة في اقليم سامنغان الشمالي. واجرى وزيرا الدفاع والأمن الروسيان محادثات في دوشابنه مع قادة في التحالف، في حين اعتبر الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه انه لا يمكن اقامة حكومة انتقالية في كابول من دون دعم الاممالمتحدة والدول الغربية. وقال ظاهر شاه في حديث نشرته امس صحيفة "دي فيلت" الالمانية: "ان أي حكومة انتقالية في افغانستان لن يكتب لها النجاح من دون مساعدة الاممالمتحدة والدول الغربية لأن مشاكل بلدي التي يتحرك فيها عدد كبير من الارهابيين حالياً كبيرة جداً. اننا في حاجة الى المساعدة لضمان أمن افغانستان واستقلالها". واضاف: "ان تنظيم انتخابات حرة حالياً أمر مستحيل، لأن البلد في الحضيض. ولذلك، ينبغي تنظيم لويا جوركا مجلس عرفي موسع لتحديد شكل الحكومة الانتقالية". وأكد الملك السابق انه "على هذه الحكومة الانتقالية ان تجد الحلول لاشد المشاكل الحاحاً ومقاومة العوز وضمان امن البلاد ومعاودة اطلاق الاقتصاد"، مشيراً إلى انه "يحلم ببلد آمن ينعم بالاستقرار ويحظى فيه الرجال والنساء بالحقوق ذاتها وقائم على قيم الاسلام الاصلية". وكان الملك السابق و"تحالف الشمال" اتفقا في بداية تشرين الاول اكتوبر في روما على تشكيل مجلس أعلى للوحدة الوطنية مكلف بالدعوة الى لويا جوركا لتشكيل حكومة موقتة. ودعا القائد الافغاني المعارض ل"طالبان" محمد زيمان، في حديث الى وكالة "رويترز" في منزله في بيشاور، الى ارسال قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة لاحلال السلام في افغانستان. وحذر من انه "إذا رفضت الاممالمتحدة ارسال قوات لحفظ السلام ولم يحل السلام في افغانستان، فإن الحرب ستمتد. ودول أخرى لن تكون في سلام. ستقع اضطرابات اخرى مثل التي حدثت في 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة". وقال زيمان 44 عاماً الذي قاد مجموعة من المجاهدين خلال الحرب ضد الاحتلال السوفياتي ان جماعته سترسل في البداية زعماء دينيين من قبائل البشتون للاجتماع مع زعماء "طالبان" في جلال اباد لحثهم على الاستسلام. واضاف: "اذا لم تحل هذه المحاثات المشكلة، فإننا مستعدون للقتال" ضدهم. وقال انه يوجد نحو 150 فرداً من الكوماندوس في اقليم نانجارهار في شرق افغانستان مستعدون لمهاجمة "طالبان" لكن ليس لديهم السلاح الكافي للقتال بكفاءة، مشيراً الى وجود نحو 1800 مقاتل اجنبي في منطقة جلال آباد يعملون مع اسامة بن لادن. وقال زيمان، وهو حليف للزعيم الديني سيد أحمد جيلاني الذي يعمل لحشد المنفيين الافغان وراء ظاهر شاه انه يعتقد بأن غالبية قوات "طالبان" في الاقاليم الشرقية ستغير ولاءها لتنضم الى القوات المؤيدة للملك السابق. في موازة ذلك، وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ومدير جهاز الامن الفيديرالي نيكولاي باتروشيف الى دوشانبه لمناقشة الوضع في افغانستان مع الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف وكبار مسؤولي المعارضة الافغانية. وصرح ايفانوف، لدى وصوله الى مطار دوشانبي، بان موسكو ترغب في "ايجاد السبل لتعزيز التعاون" في اطار الجهود التي تبذلها الدول "التي ساعدت وما تزال تساعد تحالف الشمال، وهي ايران وطاجيكستان وروسيا". واضاف "ان الوضع الحالي في افغانستان ومحيطها معقد جدا. لقد اتينا بامر من الرئيس فلاديمير بوتين للقاء القادة الطاجيك والمسؤولين العسكريين والسياسيين" في "تحالف الشمال". واوضح ايفانوف ان الامر يتعلق ب"الصراع ضد الشر المطلق الذي يمثله الارهاب... وضد التهديدات الاخرى المتأتية من الاراضي التي تسيطر عليها طالبان"، مشرا الى "المجازر بحق الشعب الافغاني وتدمير الارث التاريخي وتجارة المخدرات" التي تزعزع استقرار دول آسيا الوسطى. وتوجه ايفانوف وباتروشيف مباشرة الى مقر الرئاسة الطاجيكية للقاء رحمانوف. كما يلتقيان الجنرال محمد قاسم فهيم القائد العسكري للمعارضة الافغانية وعبد الله عبد الله وزير خارجية الحكومة الافغانية في المنفى الموجودين حاليا في دوشانبه بعد زيارة قصيرة لايران. يذكر ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي زار دوشانبه الاسبوع الماضي واجرى محادثات مع رحمانوف. على الصعيد العسكري، افاد شهود عيان ومصادر عسكرية في جبل السراج، شمال كابول، ان طائرات اميركية نفذت صباح امس غارات على مواقع "طالبان" علي خط المواجهة مع "تحالف الشمال". واشار سكان الى انهم رأوا طائرات تحلق على علو مرتفع فوق سهل شمالي على حوالى 50 كلم شمال العاصمة. كما سمعوا دوي ثمانية انفجارات قوية قرب مواقع ل"طالبان". واوضح قائد محلي ان القذائف ضربت مواقع الحركة في ممر يقع على احد الطريقين المتوازيين المؤديين الى شمال كابول. وكانت "الوكالة الاسلامية للانباء" الافغانية افادت ان سلاح الجو الاميركي قصف خطوط الجبهة بين "طالبان" و"تحالف الشمال" صباح امس في اقليم سامنغان الشمالي. ونقلت عن مصادر في الحركة ان القصف كان مكثفاً خصوصاً على منطقة دار الصوف. التي زارها قبل أيام ثمانية "خبراء عسكريين اميركيين". واكد الناطق باسم التحالف محمد اشرف نديم ان معارك عنيفة تدور حالياً بين المعارضة و"طالبان" على طول خط الجبهة في المنطقة ذاتها. وأوضح نديم الذي لم يشر الى الغارات الاميركية امس ان المعارضة شنت هجوماً بمساعدة الولاياتالمتحدة، مضيفاً "ليس هناك قوات اميركية ولكن أسلحة". وقال: "اننا نستخدم المدرعات والمدافع والمضادات الجوية". واكد: "اسرنا 500 جندي من طالبان بأسلحتهم"، و"اننا نتقدم". وأعلن ان المعارضة تهاجم مواقع "طالبان" في الاقليم وانها على بضعة كيلومترات فقط من عاصمته. كما اكد انه لم يبق سوى ثمانية كيلومترات تفصل المعارضة عن مدينة مزار الشريف في اقليم بلخ، وما زالت المعارك متواصلة ايضاً في مقاطعة شهرك بأقليم غور في وسط افغانستان.