سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رامسفيلد يبدأ جولة من موسكو غداً ... و"طالبان" تعلن مقتل 1500 شخص منذ بدء الغارات : 13 قتيلاً بقصف استهدف مركز للهلال الأحمر في قندهار والمعارضة الشمالية تستعد للزحف على كابول خلال أيام
} مع تكرار عمليات القصف الاميركي الخطأ على أهداف مدنية في افغانستان، وآخرها غارة على مركز للهلال الأحمر في قندهار، أودت بحياة 13 أفغانياً بينهم مرضى، أعلن سفير "طالبان" لدى باكستان ملا عبدالسلام ضعيف ان عدد ضحايا الغارات الأميركية منذ بدئها في السابع من الشهر الماضي، بلغ 1500 قتيل. وفي موازاة تكثيف الغارات الاميركية على خطوط المواجهة، أعلنت المعارضة الأفغانية انها بصدد الزحف الى كابول في غضون أيام قليلة. وتزامن ذلك مع الاعلان عن جولة لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد على دول معنية بالازمة الافغانية، يبدأها غداً في موسكو، لحشد التأييد للعمليات العسكرية والبحث في مرحلة ما بعد "طالبان" والتي قد يكون نشر قوات دولية في أفغانستان لحفظ السلام أحد سماتها، على ما أعلن وزير الخارجية الأميركية كولن باول. كابول، قندهار، غانجالاك أفغانستان، واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب، أ ب - أعلن سفير حركة "طالبان" في اسلام اباد عبد السلام ضعيف أمس خلال مؤتمر صحافي ان الضربات الاميركية على بلده، والتي تختتم غداً اسبوعها الرابع، اسفرت عن سقوط 1500 قتيل. لكن اي مصدر آخر لم يؤكد هذه الحصيلة، علما ان واشنطن اعترفت في أكثر من واقعة بسقوط مدنيين بسبب عمليات "قصف خطأ". وقال طبيب أفغاني أصيب في غارة أميركية استهدفت مستشفى لجمعية الهلال الاحمر الافغاني قبيل طلوع فجر أمس في مدينة قندهار جنوبأفغانستان، ان 13 شخصاً بينهم مرضى، قتلوا جراء القصف. وأصيب الطبيب عبيد الله بجروح في رأسه وذراعه اليمنى وساقه اليسرى. وسمع الصحافيون الذين نظمت لهم "طالبان" زيارة للمستشفى صوت الطائرات الاميركية تسقط قذائفها على المدينة، معقل زعيم "طالبان" ملا محمد عمر. وهرع العشرات من الافغان الى موقع الهجوم في المدينة التي تستهدفها الطائرات يومياً تقريباً منذ بداية الحملة العسكرية على افغانستان قبل 25 يوماً. وأخذوا يهتفون "يسقط بوش"، و"تسقط أميركا" عندما وصل الصحافيون الاجانب. وحلقت مجموعتان من الطائرات في اجواء قندهار، وأسقطت قذيفة واحدة على الاقل هزت المدينة، فيما تردد صدى انفجارات عن بعد. وأعلن مسؤول في "طالبان" ان ثلاثة عشر قروياً افغانياً قتلوا في انفجار قنبلة انشطارية ألقتها الطائرات الاميركية مساء الاثنين الماضي على قريتهم قرب مدينة هيرات غرب افغانستان. وقال مساعد رئيس وكالة "بختار" الرسمية عبد الوكيل عمري، ان اثني عشر شخصاً قتلوا على الفور فيما قتل الثالث عشر وهو طفل في اليوم التالي وهو يجمع القنابل الصغيرة التي لم تنفجر. واستناداً الى شهود، حصلت غارات اخرى أمس على مواقع قرب العاصمة وفي مدينة مزار الشريف الاستراتيجية شمال أفغانستان. وكثفت الطائرات غاراتها على مواقع الخطوط الامامية لطالبان في مواجهة المعارضة شمال كابول. وقصفت موقعين قرب مطار باغرام الذي تسيطر عليه المعارضة. وقال شهود عيان ان قاذفة من طراز "بي- 52" على ما يبدو نفذت غارتين احداهما غرب المطار مباشرة، والاخرى على تلال توتاخان الى الشرق والتي يمكن ل"طالبان" استهداف باغرام منها. وقال الشهود ان دوي ما بين 30 و50 انفجاراً سمع خلال كل غارة. وتقصف الطائرات الأميركية الجبهة الامامية ل"طالبان" شمال كابول بصورة شبه يومية منذ 21 تشرين الاول اكتوبر الماضي. الا ان الغارات النهارية تقوم بها في الغالب مقاتلات تحلق على ارتفاعات عالية وتطلق صاروخاً واحداً او اثنين في كل هجوم. وهذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها طائرة "بي-52" بقصف مواقع طالبان على خط الجبهة شمال كابول منذ بدء الضربات الاميركية على هذه المنطقة حيث كان القصف يتم بطائرات خفيفة نسبياً من طراز "اف-16". وقال ناطق باسم "تحالف الشمال" ان طائرات ألقت في وقت سابق أمس ست قنابل على الاقل على مواقع "طالبان" في خط الجبهة في كاراباك وطالوقان وحسين كوت وباغرام. وقال عضو مجلس قيادة المعارضة أحمد ضياء، شقيق أحمد شاه مسعود زعيم المعارضة الذي اغتيل مطلع أيلول سبتمبر الماضي: "كل يوم يقصف الاميركيون الجبهة الامامية، والآن يتعين علينا ان نفعل شيئاً، وأمل بأن يصدر قرار نهائي في الايام القليلة ويبدأ الهجوم على كابول في أسرع وقت ممكن، المطلوب هو المزيد من القصف فقط". ورداً على سؤال عن توقيت الهجوم، قال انه بعد اربعة او خمسة أيام. واضاف: "لدينا ما يكفي من الجنود"، موضحا ان بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف جندي من المعارضة ينتظرون امر التقدم الى كابول. في موازة ذلك، وبعد مرور اربعة اسابيع على الضربات الاميركية لا تزال "طالبان" تعتقد انها لن تهزم، ليس لأنها مجهزة عسكرياً، بل على العكس تماماً. وقال امير خان متقي، وزير التعليم في "طالبان"، والناطق باسم ملا محمد عمر "ليس لدينا اي شيء لتهدمه الضربات الاميركية. لا نملك كومبيوتر ولا نظام اتصالات متطور ولا طيران مهم. فأفغانستان ليس فيها بنى تحتية يستهدفها الطيران الاميركي ويدمرنا". وأضاف "كل افغاني يملك سلاحاً في بيته وكل بيت هو حصن. وعلى الولاياتالمتحدة ان تتجنب جعل المسلمين حول العالم يسخطون على ضحايا الهجمات لانهم سيتسببون لها بمتاعب. هذه هي الرسالة التي نوجهها للاميركيين. نحن لا نريد ان نحارب، نريد التفاوض، ولكن فليفاوضوننا على اساس اننا دولة لها سيادتها، نحن لسنا مقاطعة من الولاياتالمتحدة لكي نتلقى الاوامر. طلبنا ادلة على تورط بن لادن ولكنهم رفضوا اعطاءنا اي دليل، لماذا؟ ماذا تريد اميركا؟ المسلمون غاضبون وهم يعارضون السياسات الاميركية وليس عندهم اي مشكلة مع الشعب الاميركي". وتواصل الادارة الأميركية حشد الدعم الدولي لحملتها، وأعلنت الناطقة باسم وزارة الدفاع البنتاغون فيكتوريا كلارك أمس ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد سيتوجه غداً الجمعة الى موسكو ثم الى عدد من الدول في آسيا الوسطى. وسيتحادث رامسفيلد مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف في شأن حملة مكافحة الارهاب ومعاهدة الحد من انتشار الصواريخ البالستية الموقعة العام 1972. واعتبر رامسفيلد ان وجود الجنود الأميركيين في أفغانستان ومشاركتهم التخطيط العسكري والمعارضة، يساعد على تحديد الاهداف لتتم الحملة العسكرية مهامها بنجاح. وقال: "بسبب وجودهم هناك زادت فعالية الضربات الجوية". وأضاف ان عددهم "متواضع جداً" بحيث لا يتعدى 100 جندي. ولم يذكر اي قوات هي الموجودة الآن في افغانستان او كم من الوقت ستبقى. ولكن من خلال وصفه لمهمتهم، يبدو انهم من قوات الجيش الخاصة المعروفة ب"القبعات الخضر". دفعة جديدة وأعلن "البنتاغون" ان الجيش الاميركي، استدعى دفعة جديدة من الاحتياط قوامها 6390 فرداً من السلاح الجوي والبحرية. وارتفع بذلك عدد قوات الاحتياط التي تم استدعاؤها للمشاركة في الحرب ضد الارهاب الى 41392 فرداً. ووقع الرئيس جورج بوش الشهر الماضي امراً خوّل رامسفيلد سلطة استدعاء 50 الفاً من قوات الاحتياط "للدفاع عن الوطن"، ومهام اخرى، في اعقاب الهجمات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن في 11 ايلول سبتمبر الماضي. وجدد وزير الخارجية الاميركي كولن باول أول من أمس الدعوة الى نشر قوات لحفظ السلام في افغانستان لمساعدتها على طي صفحة "طالبان"، معتبراً ان شكلها الدقيق يمكن ان يتحدد متى تسلمت زمام الامور سلطات انتقالية. وقال الوزير الاميركي: "ما زلت اعتقد بالحاجة الى تلك القوات، سواء كانت من قوات الاممالمتحدة او قوات آتية من دول متطوعة او من قوة يقدمها الافغان انفسهم