قررت الاحزاب الاصولية في باكستان تشكيل "مجلس اعلى" للدفاع عن افغانستان يضم زعماء دينيين وسياسيين وعسكريين متقاعدين لتصعيد التحركات في مواجهة قرار حكومة الرئيس برويز مشرف التعاون مع الاميركيين. جاء ذلك في وقت لم تنجح الحكومة بعد في إقناع ناشطي الجماعات الاصولية بفتح "طريق الحرير" التي تربط باكستان بالصين، فيما أقدم محتجون آخرون على السيطرة على مطار عسكري مهجور في منطقة تشيلاس ومحطة محروقات ومخفر للشرطة، في ظل تقارير عن تشكيل إدارة محلية أهلية في المنطقة في ما يشبه العصيان المدني. وفي غضون ذلك، دعا السفير الأفغاني لدى باكستان عبد السلام ضعيف مسلحي القبائل الباكستانيين المتطوعين للدخول الى افغانستان لمساعدة "طالبان" إلى الانتظار على اساس أن دخولهم غير مفيد كون الحرب لا تزال جوية وليست برية وبالتالي سيسهل ضربهم في حال دخولهم. وكان آلاف من مقاتلي القبائل انتظروا منذ مساء الجمعة الماضي عند الحدود، للدخول الى افغانستان والقتال في صفوف "طالبان". وافيد ان عدداً منهم تمكن من التسلل عبر الحدود تحت جنح الظلام. ولعل استمرار وصول جثث القتلى من المتطوعين الباكستانيين إلى بلادهم سيزيد من احتقان الشارع، خصوصاً بعدما وصلت أمس ست جثث لباكستانيين قتلوا نتيجة القصف الأميركي في هيرات. واستقبلت القبائل الباكستانية الجثث في تشمن على الحدود مع أفغانستان، في ظل هتافات ضد اميركا. تجمع الأصوليين وأكد مجلس العمل الباكستاني الموحد الذي يضم أكبر ستة تنظيمات إسلامية في البلاد ضرورة مواصلة سلسلة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد حكومة مشرف من أجل اقناعه بتغيير قراره التعاون مع الولاياتالمتحدة أو التنحي عن السلطة. ويضم المجلس "الجماعة الإسلامية" بزعامة القاضي حسين أحمد و"جمعية علماء الإسلام" بجناحيها سميع الحق وفضل الرحمن و"جمعية علماء باكستان" بزعامة شاه أحمد نوراني و"حركة تطبيق الفقه الجعفري" بزعامة ساجد نقوي و"جمعية أهل الحديث" بزعامة ساجد مير. وعلمت "الحياة" أن المجلس قرر تشكيل مجلس جديد باسم "المجلس الأعلى" ويضم القادة الستة المذكورين اضافة إلى الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الجنرال المتقاعد حميد جول ورئيس تنظيم "جيش الصحابة" أعظم طارق وذلك من أجل تنسيق الجهود الرامية إلى إسقاط الحكومة الحالية. وأبلغت مصادر قريبة من سميع الحق "الحياة" أن المجلس دعا إلى تظاهرات ضخمة الجمعة المقبل للتنديد بالتعاون الباكستاني مع أميركا في ضرب أفغانستان، اضافة إلى دعوته لوقف المرور وإضراب السيارات يوم الثامن من الشهر المقبل. وتعهد المجلس بمواصلة العصيان المدني حتى يتم تغيير سياسة الحكومة أو اسقاطها. المتطوعون وقال سفير "طالبان" لدى باكستان امس ان الحركة ليست في حاجة لمساعدة خارجية. ونصح الباكستانيين الراغبين في الانضمام الى صفوفها بعدم الدخول الى أفغانستان. وقال عبد السلام ضعيف في مؤتمر صحافي: "ما من داع لذهابهم الآن، لأنه ليس هناك سوى هجمات جوية على أفغانستان، الامر الذي ينطوي على خطر كبير" بالنسبة اليهم. وكان نحو خمسة آلاف من رجال القبائل الباكستانيين المسلحين عسكروا قرب الحدود، معبرين عن رغبتهم في القتال الى جانب "طالبان". ولا يعرف ماذا ستكون خطط هؤلاء المستقبلية، لكن ثمة مخاوف من ان يلجأوا الى تنفيس احتقانهم داخل باكستان بعدما نصحتهم "طالبان" بعدم الدخول الى افغانستان. الى ذلك، نقلت وكالة "رويترز"عن نجل الزعيم الاسلامي المتشدد صوفي محمد الذي حشد الافا من الباكستانيين ينتظرون باسلحتهم اوامر بالانضمام الى "طالبان" ان والده دخل امس الى افغانستان لاجراء محادثات مع قادة الحركة. وقال فضل الله، عبر الهاتف من قرية ميدان النائية في المنطقة القبلية: "توجه مولانا صاحب مع رفاقه الى افغانستان للقاء قادة طالبان وحاكم اقليم قندرهار وربما ملا محمد عمر". ورافق نحو مئة رجل صوفي محمد الى افغانستان حيث يريد تقديم الاف المسلحين من رجال القبائل للمحاربة مع "طالبان" ضد الاميركيين.