استبعد الرئيس الايراني محمد خاتمي تطبيعاً وشيكاً بين طهرانوواشنطن، فيما تكثفت الاتصالات الديبلوماسية الاوروبية مع ايران. ففي وقت بدأ وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر محادثاته مع المسؤولين الايرانيين، أنهى نظيره الايطالي رناتورو جيرو لقاءات مماثلة. وتتناول هذه المحادثات مستجدات الحرب الاميركية في افغانستان، وتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونفى خاتمي امس وجود "اتصالات سرية" بين ايرانوالولاياتالمتحدة، وقال للصحافيين: "لا جديد في العلاقات بيننا وبين الولاياتالمتحدة، فموقفنا واضح ولم يطرأ عليه أي تغيير". وأضاف: "الولاياتالمتحدة ابلغتنا عبر القنوات الاعتيادية ما تريد قوله، لا سيما في شأن الوضع الحالي في المنطقة". واستدرك: "لا مفاوضات ولا اتصالات بيننا وراء الكواليس". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" اشارت الاسبوع الماضي الى "رسالة سرية" وجهتها الحكومة الايرانية الى واشنطن في الثامن من الشهر الجاري "تتعهد" فيها ايران مساعدة الجنود الاميركيين الذين قد يجدون أنفسهم في وضع طارئ على أراضيها بعد عمليات فاشلة في افغانستان. لكن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي أوضح في حديث نشرته "الحياة" الاحد الماضي ان "الأمر يتعلق بتقديم مساعدة انسانية للطيارين الاميركيين الذين قد يضطرون الى الهبوط بطائراتهم في ايران، بسبب خلل فني أو اصابة فوق افغانستان". ونفى شمول هذه المساعدة الجنود الاميركيين الذين قد يهربون الى الأراضي الايرانية من افغانستان. وأمس نفى وزير الخارجية الايطالي خلال زيارته طهران ان تكون بلاده وسيطاً بين ايران و"أي دولة"، في اشارة الى الولاياتالمتحدة. لكنه اشاد في مؤتمر صحافي عقده مع خرازي بإدانة ايران الارهاب، وقال: "واشنطن تنظر بإيجابية الى ايران التي تتمتع بأهمية كبيرة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وسجل توافق بين وجهتي النظر الايطالية والايرانية حول ضرورة ان تلعب الاممالمتحدة دوراً محورياً في مكافحة الارهاب وفي تحديد مستقبل افغانستان. كما اتفق خرازي ونظيره الايطالي على "المكافحة الشاملة" للارهاب، وان "القوة العسكرية بمفردها غير قادرة على ذلك". وشدد خرازي على رفضه دوراً ل"طالبان"، ولكن مع التأكيد على دور البشتون وغيرهم من القوميات كالطاجيك والأوزبك والهزارة. وعن مسألة عودة الملك ظاهر شاه قال: "الشعب الافغاني هو الذي يجب ان يقرر، ولا يمكن فرض الحلول من الخارج". الى ذلك، اعرب الجانبان عن القلق من الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشدد خرازي على ضرورة ان تلعب الاممالمتحدة دوراً رئيسياً في ايجاد حل للقضية الفلسطينية، مرحباً بتنشيط الدور الأوروبي، فيما اعرب الوزير الايطالي عن ترحيبه بموقف الرئيس جورج بوش من الدولة الفلسطينية.