} طغت العلاقة بين واشنطنوطهران على اليوم الأول من زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي طوكيو، كما حظيت قضية التسوية في الشرق الأوسط بحيّز من الاهتمام، اضافة الى سعي ايران الى تبديد القلق الياباني من احتمالات تعاون طهران مع كوريا الشمالية في انتاج صواريخ. علمت "الحياة" من مصدر في الخارجية اليابانية ان طوكيو حضت طهران على تحسين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، وذلك خلال لقاء خاتمي وزير الخارجية الياباني يوهي كونو. وأضاف المصدر ان "طوكيو ستواصل مساعيها للتقريب بين طهرانوواشنطن، لأن من شأن هذا التقارب ان يؤثر ايجاباً على الاستقرار الاقليمي، خصوصاً في الخليج". وأوضح المصدر ان "المساعي اليابانية تشبه نقل الرسائل بين الجانبين، وستتواصل رغم انها لم تنجح في الماضي". وزاد ان "العلاقة بين طوكيووواشنطن وثيقة، ولكن ليس لليابان ذلك النفوذ القوي لدى الأميركيين، ولن تألو جهداً" في التقريب بين ايران وأميركا. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن مدى عرقلة اسرائيل أي تطور بين البلدين، أوحى المصدر في شكل غير مباشر بوجود ضغط اسرائيلي على واشنطن لعرقلة أي تقارب مع طهران. وعلم من مصادر مطلعة على فحوى محادثات خاتمي أنه طالب بخطوات أميركية نحو بلاده، تثبت واشنطن من خلالها أنها جدية في التقارب، ومنها "الكف عن ممارسة سياسة عدوانية ضد ايران، والافراج عن الأموال الايرانية المحجوزة في البنوك الأميركية" وتقدر ب13 بليون دولار. وشدد خاتمي على أهمية "ان تقوم العلاقات الدولية على أساس الحوار والمنطق والاحترام المتبادل بين الدول". وذكر أن بلاده مستعدة للتعاون مع اليابان للمساهمة في إقرار السلام في المنطقة والعالم، مشيراً الى أن ايران "نجحت في طرح حوار الحضارات على المستوى العالمي". وتمكنت ايران من اجتذاب حلفاء واشنطن من دون تقديم تنازلات للادارة الأميركية، إثر طرحها سياسة إزالة التوتر على الساحة الدولية، وهو ما كان واضحاً في لقاء خاتمي وزير الخارجية الياباني الذي أشاد بمبادرة خاتمي المتعلقة بحوار الحضارات. وحظي الوضع في الشرق الأوسط باهتمام في محادثات وزيري الخارجية كمال خرازي ويوهي كونو، وأوضح الأول انها تناولت أيضاً "التعاون بين اليابان ودول غرب آسيا، والاستثمار الياباني في ايران"، مؤكداً ان "الجانب الياباني أبدى قلقاً حيال مسألة الصواريخ الكورية الشمالية". وأضاف ان طهران ستساعد في تبديد القلق الياباني من القضايا الأمنية المتعلقة بجنوب شرقي آسيا، في اشارة الى كوريا. وقال خرازي ان طهران أكدت لطوكيو ان الصواريخ الايرانية "تصنّع محلياً لأغراض دفاعية، وليس لها أي ارتباط بأي بلد خارجي". وكان الوزير يشير الى عدم وجود تعاون مع كوريا الشمالية في تصنيع الصواريخ، علماً أن ايران أجرت اختبارات جديدة على صاروخ "شهاب 3"، وأكدت ان تطويره ينحصر في الاستخدام الفضائي السلمي خصوصاً في مجال الاتصالات. الى ذلك، قالت مصادر يابانية ل"الحياة" ان طوكيو أكدت للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ضرورة حفظ الهدوء والابتعاد عن العنف. ورأت المصادر ان "لطهران دوراً تلعبه في شأن عملية السلام ويمكنها أن تمارس نفوذها على حزب الله والحركات الفلسطينية المعارضة" حماس والجهاد الاسلامي. مصادر ايرانية شددت على أن الجانب الايراني أبلغ طوكيو ان "عملية التسوية الحالية ليست موفقة لأنها أغفلت الحقوق الفلسطينية، وطهران مستعدة للتعاون مع اليابان ودول أخرى للبحث في حلول أخرى". وتدعو طهران الى "عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى أراضيهم وتحديد جميع أبناء الشعب الفلسطيني مصير بلادهم عبر استفتاء عام، يقررون بعده ماذا يكون وضع المهاجرين اليهود الى فلسطينالمحتلة". ويرافق خاتمي في زيارته اليابان خرازي ووزير النفط بيجن زنكنه ومسؤولون من البنك المركزي وجامعة الصناعة في طهران. وتحرص طوكيو على الاستفادة من امتلاك ايران مصادر الطاقة النفط والغاز، والموقع الاستراتيجي في الخليج وعلى حدود دول آسيا الوسطى. وتشدد مصادر يابانية على ضرورة أن تكون لطوكيو أولوية في الاستثمار داخل ايران، في مشاريع بينها تلك المطروحة في الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الشاملة. أما طهران فتريد الاستفادة من امتلاك اليابان التكنولوجيا المتقدمة، وتطوير التعاون مع عملاق آسيا الاقتصادي.