واشنطن، شنغهاي، إسلام آباد، لندن - أ ف ب، رويترز - يبدأ الموفد الدولي الى افغانستان السيد الأخضر الابراهيمي قريباً زيارة لباكستان للبحث في مستقبل الأوضاع في كابول. وفيما أعلن الجنرال عبدالرشيد دوستم الذي نفى ما أذيع عن مقتله ان الاميركيين عرضوا مساعدة "تحالف الشمال" المعارض، اكد يونس قانوني، وهو زعيم آخر في التحالف ان العملية السياسية تتقدم حالياً على التحركات العسكرية. وأفاد مسؤول اميركي، في شنغهاي، ان الابراهيمي سيجري مشاورات مع الدول المجاورة لافغانستان التي "من مصلحتها ان تكون في كابول حكومة مستقرة". وأضاف المسؤول الذي يشارك في الوفد الاميركي الى قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ايبك ان موفد الأمين العام للامم المتحدة سيتوقف في باكستان، نظراً الى أنها المساند الأساسي ل"طالبان" والبلد الذي يتدفق إليه عدد كبير من اللاجئين الافغان. وكان الابراهيمي بحث أول من امس في واشنطن مع نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج في كيفية تشكيل حكومة افغانية قابلة للاستمرار بعد اطاحة "طالبان". وقال الابراهيمي في لقاء صحفي في واشنطن "ان الحكومة ينبغي ان تكون مقبولة من كل الافغان". واضاف: "لا ينبغي استثناء احد .. ولا اريد مناقشة من هو المقبول" لكنه اشار الى ان الفصائل المتحاربة تمثل اقلية بسيطة في افغانستان. واكد ان "الفصائل لا تمثل اكثر من 50 او 60 او 70 الف شخص" غير ان "25 مليون افغاني هم رهائن لدى هذه الفصائل". وفي لندن، نقلت صحيفة "ذا اندبندنت" عن دوستم، أحد أبرز قادة "تحالف الشمال" الافغاني المعارض، انه يشارك في المعارك للاستيلاء على مزار الشريف، وانه على اتصال مع العسكريين الاميركيين الذين عرضوا عليه "مساعدة" الولاياتالمتحدة. في موازاة ذلك، أعلن يونس قانوني أحد أبرز المسؤولين في "التحالف الشمالي" ان العملية السياسية تتقدم في الوقت الراهن على العمليات العسكرية في افغانستان. وقال في الذكرى الاربعين لاغتيال القائد العسكري السابق للتحالف أحمد شاه مسعود "ان علمنا سيرفرف فوق كابول، لكن المرحلة الأولى تقضي بتشكيل المجلس الذي يضم 120 عضواً"، الذي تم الاتفاق على اقامته مع الملك السابق محمد ظاهر شاه. وأعلن قانوني الذي يتولى منصب وزير الداخلية في المعارضة، ان التحالف أنهى لائحة تتضمن 60 اسماً يمثلون التحالف سينضمون الى لائحة اخرى من 60 ممثلاً ايضاً يتم تأليفها برعاية ظاهر شاه الذي يعيش في المنفى في روما. وعلى هذا المجلس الذي يفترض ان يمثل كل المجموعات الاتنية الافغانية، ان يجتمع لاحقاً في افغانستان لتحديد مستقبل البلاد. واضاف قانوني في مسجد بلدة بزارك في وادي بنجشير "ان العمليات العسكرية ستبدأ قريباً وسترون تغيرات كبيرة في افغانستان". الى ذلك، اكد أمير خان متقي وزير التعليم في حكومة "طالبان" ان الحركة تريد ان تعقد صلحاً مع أعدائها في المعارضة والبدء في الدفاع المشترك ضد الهجمات الاميركية. وقال: "نناشد جميع المسلمين العمل مع الإمارة طالبان ضد الاعتداءات. ونسعى ايضاً الى الحصول على دعم العمليات الجهادية داخل افغانستان لهذا الغرض". واضاف مشيراً الى "تحالف الشمال" الذي يقوده الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني الذي اطاحته طالبان العام 1996 "حان الوقت لعقد صلح وتكوين جبهة واحدة ضد الهجمات". وكان كريم خليلي زعيم حزب الوحدة، شيعي أفغاني، أعلن أول من امس ان "وفداً مؤلفاً من العديد من الناس اجتمع في الآونة الأخيرة مع السلطات في الجبهة الموحدة تحالف الشمال قرب خط المواجهة على مقربة من كابول"، موضحاً: "كان عرضهم هو القبول بهدنة وتوحيد القوات لمحاربة الهجمات... وقد رفض عرضهم" في اشارة الى مساعي "طالبان" الى اجراء مصالحة مع المعارضة. وفي دوشانبه اعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر امس ان "تحالف الشمال" الافغاني المعارض لنظام "طالبان" يؤيد مبدأ تسوية "بين الاطراف الافغان تحترم التوازن بين الاتنيات المختلفة" في افغانستان. وادلى فيشر بهذا التصريح في ختام لقاء في العاصمة الطاجيكية مع وزير الخارجية في التحالف عبد الله عبد الله. ودعا فيشر الى "توازن" في مراعاة مصالح الاطراف، في حين دعا عبد الله الى تسوية تحترم مصالح مختلف الاتنيات على مثال "نوع من الفيديرالية". ورفض مشاركة طالبان في هذه التسوية وحتى عناصرها المعتدلين قائلا: "لا يمكن ان نستخدم تعبير الاعتدال مع طالبان". ودعا باكستان الى احترام سيادة افغانستان وعدم المساهمة في خلق "مسخ جديد" على صورة "طالبان". وكان فيشر اكد للرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف دعم المانيا في تأمين حاجات اللاجئين الافغان الوافدين الى المنطقة الحدودية مع افغانستان عبر ارسال خبراء ومعدات ومساعدات انسانية. واكد المسؤولان ان "لا مجال لتسوية الازمة الافغانية مع طالبان". كما التقى فيشر في دوشانبه زعيم حزب النهضة الاسلامية ابرز احزاب المعارضة سعيد عبد النوري الذي اكد الناطق باسمه ان "الحكومة الانتقالية يجب ان تتشكل حول الرئيس المنفي برهان الدين رباني". واكد ان الملك السابق ظاهر شاه لا يمكن ان يكون سوى "مستشار للحكومة الانتقالية ولا يمكن ان يتولى قيادة البلاد".