ظهرت بوادر خلاف بين الجنرال عبدالرشيد دوستم والرئيس برهان الدين رباني من جهة، وبين تحالف المعارضة الشمالية والملك ظاهر شاه من جهة اخرى. ووصفت مصادر روسية تصريحات دوستم عن قرب سيطرته على مزار الشريف بأنها "مبالغة" في غير مكانها. حذّر سياسيون وخبراء روس من ان العملية البرية في قندهار قد تتحول الى حرب طويلة. واكد رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف ان العملية "لن تعود بنتائج ايجابية ولن تحلّ مشاكل". واضاف ان الاميركيين "قد يغرقون في المستنقع الذي كان غرق فيه الاتحاد السوفياتي". واشار رئيس لجنة المحاربين القدماء سيرغي موروزوف الذي كان شارك في عملية للاستيلاء على قندهار في الثمانينات الى ان الاميركيين "لن يحققوا شيئاً"، وتوقع ان يخوضوا حرباً طويلة، مشدداً على انهم اعتادوا ان "يحاربوا بالصواريخ والطائرات" الا انهم يتراجعون عندما يشتبكون "وجهاً لوجه" مع الافغانيين. وعلى رغم ان الانزال في قندهار استأثر باهتمام اعلامي الا ان القيادات العسكرية والسياسية الروسية، ترصد باهتمام متزايد الوضع في المناطق الشمالية القريبة من حدود اوزبكستان وطاجيكستان. وفي تصريح الى صحيفة "انباء موسكو" اكد الجنرال دوستم ان الطريق الى مزار الشريف اصبحت "سالكة" بعدما انتقل 4 آلاف عنصر من "طالبان" مع اسلحتهم الى صفّه وصار لديه 18 ألف مقاتل. وشكا من ان الاسلحة الروسية التي تقدّم الى قوات "التحالف الشمالي" لم يصل منها شيء اليه. وذكرت مصادر قريبة من دوستم ان قواته تقاتل في شوارع مزار الشريف بعدما طوّقت المدينة، الا ان السفارة الافغانية في دوشانبه اعتبرت الحديث عن سيطرة دوستم على مشارف "العاصمة الشمالية" انما كان "متسرعاً". واكد الملحق العسكري للسفارة عبدالودود قدوس ان مطار مزار الشريف احتلته مجموعة بقيادة عطا محمد الذي وصف بأنه قائد ميداني "يخضع مباشرة لحكومة برهان الدين رباني". ويؤكد هذا التصريح وجود خلاف بين دوستم الاوزبكي ورباني الطاجيكي ومحاولة الجانبين "اقتسام جلد الدب قبل قتله" كما اشار احد المعلقين الروس. ويحاول كل من الطرفين تأكيد اولويته في العمليات العسكرية ضد "طالبان" خصوصاً على محور مزار الشريف اذ ان سقوطها سيكون انتصاراً عسكرياً وسياسياً مهما، اضافة الى ان العاصمة الشمالية تعتبر من المفاتيح الاساسية المؤدية الى كابول. ولفت الانتباه الى مصادر قوات الحدود الروسية المتحالفة مع المجموعة الطاجيكية شككت في اقوال دوستم. ونقلت صحيفة "اوترو" الالكترونية عن تلك المصادر ان قوات الجنرال الاوزبكي كانت قبل يومين فقط على بعد 45 كيلومتراً من مزار الشريف وان الحديث عن "انتقال سريع" نحو المدينة قد يكون "فبركة" لاغراض سياسية. واكدت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان سائر قوات "التحالف" تقدمت نحو مشارف كابول وسيطرت حتى الآن على زهاء 10 في المئة من اراضي افغانستان. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية ان التقدم السريع يعزى الى ان الطائرات الاميركية ومنها قاذفات القنابل "B1B" قدّمت عوناً كبيراً لقوات "التحالف" وقصفت المواقع الدفاعية ل"طالبان". الى ذلك بدأت اجنحة في تحالف الشمال محاولات للتراجع عن الاتفاق بينها وبين الملك السابق ظاهر شاه على تشكيل حكومة ائتلافية تضم زعماء القبائل. وقال السكرتير الاول في السفارة الافغانية في دوشانبه محاجين مهدي الذي يمثل رباني ان المعارضة وافقت على عقد مجلس "لويا جيرنما" مجلس شورى موسع لاختيار الحكومة لكنها لم توافق على ان يستمر في عمله سنوات حسبما يطالب الملك". ورد مساعدو الملك على هذه التصريحات وعلى ما وصلهم من انباء عن عدم موافقة المعارضة على مخطط ظاهر شاه فقال ابنه مصطفى ظاهر ان هناك اطرافاً في المعارضة تعتبر اي مشروع لخلاص افغانستان موجهاً ضد مصالحها "لكن الملك مصمّم على المضي في خطته التي تلقى دعماً دولياً ومحلياً كبيراً". يذكر ان المعارضة لم ترسل وفداً الى روما للاجتماع مع الملك كان مقرراً الاسبوع الماضي.