موسكو، كابول، دوشانبه - أ ف ب، إ ب - أخلت حركة "طالبان" قطاعات واسعة في اقليم بلخ شمال وانكفأت قواتها الى العاصمة الاقليمية مزار الشريف. وأعلنت المعارضة انها شكلت وحدة من 2000 شرطي استعداداً لحماية السكان في كابول بعد طرد "طالبان" منها، وانها تواجه الآن مسلحين عرباً ومن جنسيات أخرى على خطوط التماس. وأعلن ناطق باسم "تحالف الشمال" ان فصائل المعارضة وضعت خطة لشن هجوم شامل على كابول قبل نهاية كانون الأول ديسمبر المقبل. وذكرت وكالة "انترفاكس" الروسية نقلاً عن مصادر من المقر العام لقوات المعارضة التابعة لعبدالرشيد دوستم. ان قوات "طالبان" انكفأت نحو مزار الشريف. واضافت الوكالة ان مدفعية دوستم، وهو من الأوزبك تقصف من مواقعها القريبة من الحدود مع اوزبكستان، هذه المدينة الاستراتيجية التي تعرضت الاسبوع الماضي لعمليات قصف اميركي مكثف. وقالت مصادر في تحالف الشمال ان مقاتلي طالبان ال2500 الموجودين في مزار الشريف في حاجة الى الاغذية والذخائر والوقود. واضافت ان قوات دوستم بدعم من وحدات اسماعيل خان، القائد العسكري الذي طردته "طالبان" من معقله في هراة غرب عام 1995، حاصرت مدينة ايبوك، عاصمة اقليم سمنغان شمال وانها تمنع مقاتلي "طالبان" من الانسحاب الى الجنوب. وفي دوشانبه أعلن حرس الحدود الروسي المتمركزون في طاجيكستان انهم سمعوا دوي عشرات القذائف ليل السبت في منطقة تسيطر عليها "طالبان" على مسافة كيلومترات من الحدود الطاجيكية. واستمرت الانفجارات حوالى 20 دقيقة على بعد أقل من 10 كلم من الحدود في اقليم قندوز. وتمتد حدود هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى مسافة ألف و340 كلم مع افغانستان بينها 250 كيلومتراً تشرف على المنطقة التي تسيطر عليها "طالبان". الى ذلك، أعلن أحد قادة المعارضة امس، ان تحالف الشمال أنشأ قوة أمنية قوامها 2000 شرطي للمحافظة على الأمن في كابول، بعد خروج "طالبان" منها. وقال الحاج الماز خان الذي يتمركز مع قواته في مدينة تشاريكار شمال كابول، ان القوة جهزت بأسلحة خفيفة وستكون مهمتها المحافظة على الأمن و"حماية المؤسسات" الى ان تشكل وزارة أو هيئة حاكمة. واكد ان هذه القوة منفصلة عن الوحدات المقاتلة، وان أفرادها ينتمون الى مدن كاسيبا وجبل السراج وسالانغ. وأوضح ان تشكيل هذه القوة الأمنية وارسالها الى كابول حين يطاح ب"طالبان" تم الاتفاق عليه بين فصائل المعارضة لكي لا يكون هناك اشارات خاطئة لدى الاطراف التي ستتسابق للوصول الى العاصمة، وربما دب الخلاف في صفوفها. واضاف الحاج الماز ان "طالبان" أرسلت الى خطوط التماس مقاتلين راديكاليين من العرب والشيشانيين والصينيين والباكستانيين، خصوصاً الى شمال كابول. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن مصدر في المعارضة، ان قادة المعارضة وضعوا، خلال اجتماع لهم السبت في مركز التحالف في بنغاشير، خطة للهجوم على كابول قبل 31 كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال الملحق العسكري في السفارة الافغانية لدى طاجيكستان ودود قندوسي ان "الخطة ستعدل حسب نتائج الغارات الاميركية على قواعد الارهابيين، ولن ينفذ الهجوم الا بعد انتهاء هذه الغارات".