اعتقلت الشرطة البريطانية أمس شخصاً جديداً بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ورفض ناطق باسم اسكوتلنديارد القول هل الرجل البالغ 43 عاماً اعتُقل للاشتباه في علاقته بعمليات خطف الطائرات وتفجيرها فوق الولاياتالمتحدة يوم 11 ايلول سبتمبر الماضي. وأوضحت الشرطة ان الرجل اعتُقل وسط لندن، وان أجهزة الأمن تُفتش منزلاً في جنوب شرقي العاصمة البريطانية. وقال السيد مصطفى كامل أبو حمزة المصري ل "الحياة" أمس ان الموقوف ناشط إسلامي يدعى "سليمان" من أصول نيجيرية كان يُعرف سابقاً باسم "فرانك. ويُشرف على شركة أمنية تُدعى "سكينة" وتُدرّب المسلمين على الرياضة القتالية كاراتيه. وكان اعتُقل في آذار مارس 1999 مع إسلاميين آخرين بينهم "أبو حمزة""، لكن الشرطة أسقطت الاتهامات عنه. وقال "أبو حمزة" أمس ان الشرطة طلبت من بعض الأشخاص في لندن الإدلاء بإفادات ضده تمهيداً لاعتقاله، وانها حاولت الأمر نفسه سنة 1999 مع "سليمان" الذي رفض الشهادة ضده. وكانت الشرطة اعتقلت قبل أيام رجلاً في مطار غاتويك غرب لندن بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ولم تُقدّم الشرطة معلومات عن الموقوف، لكن صحفاً ذكرت انه عربي وصل من الإمارات في طريقه الى الولاياتالمتحدة، وانه اعتُقل كونه سلك الطريق نفسها التي سلكها بعض المشتبه في تورطهم في عمليات الخطف الانتحارية فوق نيويورك وواشنطن. وتعتقل الشرطة ايضاً رجلين من أصول مغاربية اعتُقلا في مدينة ليستر الانكليزية يوم الثلثاء بعدما رحّلت رفيقهم كمال داوودي الى فرنسا السبت. وثمة معتقل ثالث هو الطيار الجزائري لطفي الريسي 27 عاماً الذي اعتُقل بناء على طلب أميركي بتهمة انه "درّب" الطيارين الذين نفّذوا العمليات الإرهابية يوم 11 ايلول. وينفي الريسي التهمة. ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس عن محققين أميركيين انهم عثروا على "برهان قاطع" يربط أسامة بن لادن بالهجمات الإرهابية يوم 11 ايلول سبتمبر، بعدما اكتشفوا تحويلات مالية بين الخاطفين الانتحاريين وأحد مساعدي زعيم تنظيم "القاعدة" في الإمارات العربية المتحدة. ويُعتقد بأن هذا الرجل محور الشبكة المالية يُدعى "الشيخ سعيد" ويُعرف أيضاً باسم مصطفى محمد أحمد، وكان يعمل مديراً مالياً لإبن لادن عندما كان في السودان 1991 - 1996 ولا يزال محل ثقته حتى الآن ومسؤول صرف رواتب أعضاء تنظيم "القاعدة". إذ تم تتبع سير تحويلات مالية يومي 8 و9 ايلول سبتمبر في فلوريدا وصلت الى محمد عطا - أحد المشتبه في قيادتهم الطائرات المخطوفة - من حساب مصرفي تابع لمصطفى أحمد في دبي. وأعاد عطا والخاطفون الآخرون جزءاً من المبلغ الى الحساب نفسه قبل أيام من تنفيذهم العملية الانتحارية. ويعتقد المحققون بأن المبلغ الذي أعاده الخاطفون الى دبي هو المبلغ الذي لم يصرفوه من ال500 الف دولار المرصودة لتمويل العملية. واعتبرت "الغارديان" ان إعادة المبلغ تؤشر الى طريقة عمل تنظيم "القاعدة" الذي يصرف أموالاً ضخمة على تنفيذ عملية ما لكنه يُقطّر في الإنفاق على أعضائه الانتحاريين. وأوردت ان المصرف المركزي في الإمارات أمر بتجميد كل الحسابات الموضوعة باسم مصطفى أحمد، إضافة الى تجميد حسابات 25 شخصية ومنظمة أخرى نشرت السلطات الأميركية اسماءها على انها مُشتبهة بالإرتباط ب"القاعدة". ولاحظت الصحيفة البريطانية ان "الأدلة" على علاقة إبن لادن بعمليات التفجير كانت غير واضحة و"ظرفية" حتى تاريخ رصد التحويلات المالية. وأوردت ان جهاز الاستخبارات الألماني رصد مكالمات "ابتهاج" بعمليات التفجير في الولاياتالمتحدة بين أعضاء في تنظيم "القاعدة"، الأمر الذي يعني "علمهم المسبق بها". وقالت إن أجهزة استخبارات أخرى تساعد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في "تتبع مسار بعض الخاطفين الى أفغانستان". وذكّرت، في هذا الإطار، بأنها أوردت في 15 أيلول ان وائل الشهري، أحد المشتبه في تورطهم في خطف الطائرات، تدرّب في مخيم "الفاروق" التابع لإبن لادن في أفغانستان. وبثت شبكة "سي. ان. ان" أول من أمس ان أربعة من الخاطفين تدرّبوا في أفغانستان. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر في الاستخبارات الأميركية مطلع على التحقيق: "الرابط الأساسي بين إبن لادن والتفجيرات هو تحديداً مسار التحويلات المالية. محمد عطا متورط ويبدو انه الأساسي بين الخاطفين الآخرين". وتابع ان التحويلات المالية من مصطفى أحمد من الإمارات ذهبت تحديداً الى المانياوالولاياتالمتحدة، خصوصاً فلوريدا حيث تعلّم عدد من الخاطفين الطيران وعاشوا هناك حتى تاريخ تنفيذ عملياتهم. ونقلت "الغارديان" عن وزير الإعلام الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان رجلاً يحمل جوازاً سعودياً غادر الإمارات يوم التفجيرات في أميركا، متوجهاً الى مدينة كراتشي الباكستانية، وانه تلقى قبل مغادرته تحويلات "فائضة" تُقدّر ب 15 الف دولار من ثلاثة من الخاطفين هم محمد عطا ووليد الشهري ومروان الشحي. وتابعت ان الوزير قال ان الأموال حُوّلت من أميركا الى الإمارات قبل يومين من العمليات و"هذا أكثر من ان يكون مصادفة". وتابعت الصحيفة البريطانية ان الرجل الذي غادر الإمارات الى كراتشي بجواز سعودي هو، كما يُعتقد، مصطفى أحمد. ولفتت الى ان الشيخ عبدالله بن زايد لم يحدد المصرف أو المصارف الإماراتية التي استُخدمت في التحويلات المالية. وفي أبوظبي، أكدت مصادر إماراتية مطلعة ل"الحياة" ان مصطفى أحمد وصل الى الإمارات في حزيران يونيو الماضي آتياً من الدوحة، وغادرها يوم حصول الاعتداء الإرهابي في الولاياتالمتحدة الى كراتشي بعد تلقيه حوالة مالية بقيمة 15 مليون دولار. المانيا وفي برلين، اعلنت النيابة العامة في فيسبادن أمس ان التركي طالب ت. 27 عاماً الذي اعتُقل الخميس الماضي مع يمنيين إثنين للاشتباه في انتمائهم الى منظمة إسلامية متطرفة والتخطيط لأعمال عنف، كان يعمل في حي نوردنشتادت في فيسبادن، وانه كان خبيراً في الكومبيوتر يعمل لإحدى المؤسسات التي استأجرت له شقة للعمل فيها على تطوير برامج سوفت وير لمصلحتها. وذكرت صحيفة "فيسبادنر كورير" امس ان عائلة التركي المكونة من زوجته وثلاثة أطفال، اختفت بعد أيام من الاعتداءات في الولاياتالمتحدة. وذكر شهود ان الزوجة غادرت الشقة مع أطفالها بعدما جمعت أغراض المنزل في حقائب عدة، وان الشرطة ختمت المنزل بالشمع الأحمر. ولم تشأ قيادة الشرطة التعليق على الخبر. لكن معلومات النيابة العامة ذكرت ان التركي كان يرعى موقعاً في الانترنت يعمل على "تعزيز التضامن مع الإسلاميين في القوقاز" و"ايصال تبرعات الى طالبان في أفغانستان". ويُزعم ان أحد المشاركين في إعداد هذه الصفحة على الانترنت هو الألماني المغربي الأصل سعيد بحاجي الذي يُعتقد انه من "خلية هامبورغ"، وهو ملاحق للاشتباه في علاقته باعتداءات نيويورك وواشنطن ويُعتقد انه فر الى باكستان. أما بالنسبة الى اليمني شهاب أ. الذي كان يسكن مع يمني آخر يدعى وديع أ. في الحي نفسه، فقد أُفيد أن الشرطة صادرت من منزله قطعة سلاح محشوة ب35 رصاصة وكمية كبيرة من المال وخرائط لمدن المانية عدة ووثائق وحسابات مزورة. وفي هامبورغ أ ف ب، افادت مجلة "شتيرن" ان المغربي منير م. 27 عاماً الذي يقيم منذ ستة اعوام في هامبورغ شمال والعضو في الجمعية الاسلامية الثقافية في جامعة هامبورغ التقنية، هو موضع تحقيق لدى مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي.، خصوصاً لمعرفته السابقة بمحمد عطا. وافادت المجلة في عددها الذي سيصدر الخميس أنه يشتبه بأن المغربي الطالب في الالكتروتقنيات وقّع عام 1996 بصفته شاهداً على وصية محمد عطا التي عثر عليها أخيراً. يشار الى ان "اف بي آي" اعتبر محمد عطا احد قادة الانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات 11 ايلول في الولاياتالمتحدة. واضافت المجلة في بيان نشرته قبل صدور العدد نقلاً عن معلومات "اف بي آي" ان منير م. قد يكون دفع في ايار مايو الماضي اكثر من الف يورو لحساب محمد عطا، رسمياً لشراء جهاز كومبيوتر. وزادت انه قدّم في أيلول سبتمبر 2000 حوالى 2500 يورو الى رمزي محمد عبدالله بن الشيبه الذي يلاحقه القضاء الالماني في اطار التحقيق حول اعتداءات 11 ايلول. واكد المغربي، رداً على سؤال للمجلة، انه يعرف محمد عطا ومروان الشحي، وهو اماراتي يبلغ 23 عاماً كان على متن طائرة البوينغ الثانية التي خطفت. لكنه قال انه لم يرهما منذ عامين. واضاف: "لم اوقع وصية عطا". وأكدت المجلة أن منير كان يملك وكالة عامة على حساب مروان الشحي غير انه رد بالقول انها عادة شائعة بين اشخاص مقيمين في بلد اجنبي، قائلاً "نقوم بذلك لنساعد بعضنا". وتابعت المجلة انه كان على معرفة ايضا بمحمد حيدر ز. وهو اسلامي سوري يشتبه في انه كان على علاقة مع ممدوح محمود سليم المسؤول المالي المفترض لشبكة إبن لادن والذي اعتقل في 1998 قرب ميونيخجنوب. وأوردت ان منير زار في 15 ايار مايو برفقة مجموعة من الطلاب محطة ستاد النووية في ساكس السفلى شمال. وقال منير، وهو متزوج ووالد لطفل، ان زيارته "كانت امراً طبيعياً للغاية". وفي كيتو رويترز، قال ناطق باسم الشرطة ان رجلين احتجزا بسبب مخالفتهما اجراءات التأشيرة أُخلي سبيلهما، في حين ظل خمسة عراقيين محتجزين لدى الشرطة وسط تحقيق مستمر بشأن أي صلات محتملة لأسامة بن لادن في الاكوادور. واعتقل 6 عراقيين وأردني واحد الاسبوع الماضي في بلدة ساليناس الساحلية التي تقع على بعد 130 كيلومتراً غرب جواياكويل اكبر مدن الاكوادور. وقال ناطق باسم الشرطة ان الاردني الذي كان يعتقد اصلاً انه عراقي اطلق بعدما علم المسؤولون انه يتمتع بوضع لاجئ في الاكوادور.