سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نصف مليون دولار لعملية خطف الطائرات ... مصدرها مسؤول مالي لإبن لادن في الشرق الأوسط . "اف. بي. آي" حدد هوية "الخاطف العشرين" ومعلومات بقال كشفت خطة لتفجير سفارة أميركية بطائرة
لندن - "الحياة" - استمر تركيز المحققين في قضية "الانتحاريين" الذين خطفوا طائرات مدنية وضربوا بها أهدافاً في الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر الماضي، على أوروبا، بوصفها المركز الذي حُبكت فيه مؤامرة الخطف. وانشغل المحققون بتتبع خيوط الاتصالات التي أجراها خصوصاً أعضاء ما يُعرف ب"خلية هامبورغ" التي ضمت ثلاثة من الذين يُشتبه في أنهم قادوا الطائرات المخطوفة الأربع: المصري محمد عطا والإماراتي مروان الشحي - قادا الطائرتين اللتين ضربتا برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك - واللبناني زياد الجراح، الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا. وليست واضحة علاقة السعودي هاني حنجور الذي يعتقد انه قاد الطائرة التي ضربت "البنتاغون"، ب"خلية هامبورغ". وأفادت معلومات صحافية بريطانية أمس ان المحققين سجلوا اختراقاً جديداً تمثّل في ربط فرنسي من أصل مغربي كان يدرس الطيران في الولاياتالمتحدة ومُعتقل فيها منذ شهرين، بأعضاء "خلية هامبورغ"، تحديداً بشخص كان يعيش مع المصري عطا في شقته في المانيا. وهذه المرة الأولى تُكشف فيها علاقة الفرنسي - المغربي زكريا الموسوي بشبكة خاطفي الطائرات "الانتحاريين". وأفادت مجلة "تايم" في عددها الذي صدر اليوم ان محمد عطا زعيم الخاطفين تلقى تحويلات مالية نقداً يومي 8 و9 ايلول، أي قبل يومين من عملية الخطف، عبر مركز خدمات مالية في فلوريدا. وأضافت ان سجلات مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف. بي. آي" أظهرت ان مُرسل الأموال هو مصطفى أحمد الذي يُشتبه في أنه مسؤول مالي لأسامة بن لادن في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة "اسوشتيد برس" عن مصدر أمني ان تكاليف عملية 11 ايلول بلغت نصف مليون دولار، وان ال"اف. بي. آي" حقق في الحسابات المصرفية للخاطفين، وفي الاتصالات التي أجروها، والسفرات التي قاموا بها لتتبع خيوط تقود كما يبدو الى "مجموعة صغيرة" من قادة المؤامرة في أوروبا والشرق الأوسط. وأشارت الى ان المحققين يُركّزون على أنصار أسامة بن لادن في بريطانياوالمانيا والامارات. زكريا الموسوي وكتبت صحيفة "صنداي تايمز" الأسبوعية البريطانية أمس ان زكريا الموسوي، الطالب الذي كان يعيش في جنوبلندن، أمضى خمس سنوات يُساعد في تحضير هجمات على أهداف في أوروبا والولاياتالمتحدة. وأوضحت ان محققين يُتابعون شبكات ابن لادن حول العالم، يُركّزون اهتمامهم على "خلية إرهابية مرتبطة بمسجد في لندن، ساعدت في خطة عمليات الخطف الانتحارية للطائرات في أميركا، وقدّمت دعماً لهجمات على أهداف عسكرية ومدنية في أوروبا". وأضافت ان "اف. بي. آي" يستجوب الطالب الموسوي 33 سنة، وهو فرنسي من أصل مغربي يتخصص في دراسة "التجارة العالمية"، للاشتباه في انه "الخاطف الرقم عشرون" في الهجمات الانتحارية التي نُفّذت بأربع طائرات مخطوفة، ووزّع "اف. بي. آي" أسماء 19 من الخاطفين المشتبه فيهم: خمسة في ثلاث من الطائرات المخطوفة، وأربعة في الطائرة الرابعة. ويعتقد المحققون، كما يبدو، ان الموسوي كان "الخاطف الخامس" في الطائرة الرابعة. ونقلت الصحيفة عن "مصادر أمنية" انه كان يُعتقد في البدء ان الموسوي شخصية غير أساسية "لكن تبيّن انه عضو "نائم" في شبكة "القاعدة"، يلعب دوراً أساسياً في ربط حوالى 50 شخصاً أعضاء في خلايا ناشطة في أوروبا". وتابعت انه كان يعيش على نفقات الإعانة الاجتماعية التي تُقدّمها الحكومة البريطانية للعاطلين عن العمل، ويدرس في مكتبات عامة في لندن، وفي الوقت ذاته "كان يتدرب للالتحاق بالخاطفين ال19 الذين سيطروا على الطائرات" في 11 ايلول. وزعمت انه كان "مرتبطاً بشقيقين يُشتبه في تخطيطهما لشن هجمات على السفارة الأميركية في باريس، ومقر حلف الأطلسي في بروكسيل في وقت لاحق هذه السنة". ولفتت الى ان أجهزة الأمن البريطانية والفرنسية لا تزال تبحث عن صديقة له في الثلاثينات من العمر، من أصول شمال افريقية، للاشتباه في انها "مُنظّم ومجنّد في خطط الهجمات". وقالت ان المرأة غادرت شقة كانت تتشارك والموسوي فيها في جنوبلندن، قبل شهور ولم يرها أحد منذ ذلك الوقت. وأوردت ان الأعضاء في "الخلايا الإرهابية" التي ينتمي اليها الموسوي "تفاخروا بأنهم عبر إشاعتهم الفوضى في أميركا وأوروبا يستطيعون تركيع الكفّار". ونقلت عن محققين ألمان انهم استطاعوا رصد مكالمة هاتفية بين الموسوي ومشتبه فيه كان يتشارك شقة محمد عطا، المصري الذي يُعتقد انه قائد الخاطفين. وأوضحت ان المكالمة أُجريت عندما كان الأول يدرس الطيران في معهد في أوكلاهوما هذه السنة، واعتبرتها "الدليل المادي الأول الذي يربطه الموسوي بالمجموعة التي نفّذت هجمات 11 ايلول". وتابعت ان أجهزة استخبارات غربية تدقق في سجلات 40 مصرفاً وشركة ومنظمة في بريطانيا، لمعرفة هل استُخدمت في "تبييض" أموال لزعيم تنظيم "القاعدة". واعتقلت السلطات الأميركية الموسوي في ولاية مينيسوتا في 17 آب اغسطس الماضي، لمخالفته قوانين الهجرة. وهو كان يعيش، منذ 1992، في منطقة ستراثاهم، جنوبلندن، حيث درس التجارة العالمية في برنامج يرعاه "معهد التصدير" البريطاني. تجنيد عملاء وكان رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير أعلن الأسبوع الماضي تخصيص 16 مليون جنيه استرليني نحو 23 مليون دولار مخصصات "طارئة" لجهازي الاستخبارات الداخلية ام. آي. 5 والخارجية ام. آي. 6، لتغطية نفقات عملية مطاردة الشبكات الإرهابية المسؤولة عن هجمات أميركا. وفي حين كتبت "صنداي تايمز" ان معظم هذه المخصصات سيذهب الى اختصاصيي "مكافحة الإرهاب" في "أم. آي. 5" وسيساهم في توظيف اختصاصيين في لغة "الباشتون" الأفغانية، أفادت صحف أخرى ان الاستخبارات البريطانية ستسعى الى زرع عملاء في أوساط الجماعات الإسلامية الناشطة في المملكة المتحدة. "التكفير والهجرة" أما صحيفة "الأوبزرفر" الأسبوعية فركزت أمس على دور الجزائري جمال بقّال 35 سنة، الموقوف في الإمارات منذ تموز يوليو الماضي، في "مؤامرة تفجيرات" في أوروبا. وأشارت الى انه عضو في "جماعة التكفير والهجرة"، كان يتردد بانتظام على مسجد في فنسبري بارك، شمال لندن، حيث جُنّد في التسعينات. وكتبت ان المحققين الفرنسيين يعتقدون الآن انه كان عائداً الى فرنسا من أفغانستان، حيث "تلقى تدريبات في معسكرات تابعة لأسامة بن لادن تحت إشراف أبو زبيدة" الفلسطيني الذي يُوصف بأنه مساعد زعيم تنظيم "القاعدة"، بهدف إعطاء "إشارة البدء لهجوم انتحاري على السفارة الأميركية في قلب باريس، مُستخدماً شاحنة أو طائرة هليكوبتر". وأضافت ان بقال بقي سنتين في لندن يُجنّد أشخاصاً لمجموعته المتطرفة. وأوضحت ان أمر بقال اكتُشف في مطار دبي، عندما شك موظف الأمن في جوازه الفرنسي، فاتصل بالسلطات الفرنسية، وبوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي. آي. إي"، لمعرفة أمر الشاب. وبعد تحريات أجراها الفرنسيون في شأنه تبيّن ان جوازه مزوّر وانه مُلاحق منذ سنتين على الأقل لارتباطه بجماعة "التكفير والهجرة". وخلال التحقيق معه، أقرّ بتدرّبه في أفغانستان وخطط التفجير في أوروبا. وقادت معلوماته الى سلسلة اعتقالات في بلجيكا وهولندا وفرنساوبريطانيا. وأفادت صحف بريطانية ان أحد الأعضاء في مجموعة بقال الجزائري كامل داوودي 23 سنة رُحّل الى فرنسا قبل يومين، بعدما اعتُقل مع اثنين آخرين الثلثاء في مدينة ليستر انكلترا. مطار غاتويك واعلنت الشرطة البريطانية أمس انها اعتقلت الجمعة الماضي في مطار غاتويك مقاطعة ساسيكس رجلاً كان متوجها الى الولاياتالمتحدة، بتهم ارهابية. وقال ناطق باسم الشرطة المحلية: "بإمكان شرطة ساسيكس تأكيد اعتقال رجل عمره 36 سنة في مطار غاتويك أثناء توقف في الطريق الى الولاياتالمتحدة في 28 ايلول، وبموجب قانون منع الارهاب". والرجل هو احدث مشتبه فيه يعتقل بموجب قوانين مكافحة الارهاب البريطانية، منذ الهجمات في الولاياتالمتحدة. ومثل يوم الجمعة الطيار الجزائري لطفي الريسي 27 سنة امام محكمة بوستريت وسط لندن، حيث أكد الادعاء انه كان مدرب الطيران لأربعة من الخاطفين الذين شاركوا في تلك الهجمات. واعتقل ثلاثة آخرون بينهم صونيا زوجة الريسي، لكن الشرطة افرجت عنهم من دون توجيه اتهامات. واكدت شرطة سكوتلنديارد انها تتحرى عن 11 شخصاً يشتبه في تورطهم في خطف الطائرات التي صدمت مركز التجارة العالمية ومبنى وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون. وأشارت الى ان هؤلاء مروا عبر بريطانيا قبل الهجمات.