في انفراج كبير، كشف رئيس المدعين الفدراليين الالمان كاي نيهم امس الاول ما وصفه بأدلة دامغة بأن منفذي هجمات 11 من سبتمبر كانوا يتحدثون عن طائرات تصطدم بمركز التجارة العالمي قبل وقوع الهجمات الفعلية بأكثر من عام. وقال نيهم أن المتطرفين كانوا تحت الملاحظة منذ منتصف التسعينات إلا أنه - فيما يعد موقفا محرجا بالنسبة للسلطات الالمانية- لم يشرح كيف تمكن الارهابيون في الواقع من تدبير وتنفيذ هجمات 11 من سبتمبر تحت سمع ونظر المحققين. وقال المدعي العام الفدرالي أن عضو الخلية الارهابية الذي اختطف وقاد الطائرة الاولى واصطدم بها في البرج الشمالي افتخر في إبريل أو مايو عام 2000 بأنه خطط لفعل ذلك. وقال مروان الشحي لسيدة قام المحققون الالمان باستجوابها: ترقبوا، شيئا ما سيحدث في أمريكا. آلاف ستموت، وذكر مركز التجارة العالمي خلال تفاخره. وفي تفاصيل تبعث على القشعريرة، أوضح نيهم كيف أصبحت مجموعة من الاصدقاء يتحدثون العربية من مصر والمغرب ودول أخرى ويدرسون في كلية فنية بهامبورج متطرفين في مدة ثلاثة أعوام، قبل تنفيذ هجمات 11 من سبتمبر . وقال نيهم أيضا أن خيط الادلة قاد المحققين إلى القاعدة وأسامة بن لادن الذي قام بتوفير الدعم المادي واللوجيستي والتدريب إلى الارهابيين. وللمرة الاولى، توصل المحققون الالمان لدليل إثبات بأن محمد عطا كان رأس الخلية الارهابية المعلن في هامبورج وأنه كان يشار إليه بأنه الرئيس من قبل عضو آخر في الخلية قبل تنفيذ الهجمات بيومين. وكان عطا قد تفاخر في أواخر عام 1999 أن الوقت قد حان لتعليم أمريكا درسا. وقال نيهم أن شاهدا نقل عن عطا قوله أن هناك طرقا ووسائل في إمكاننا التوصل إليها وسوف نستخدمها .. لنسحق السيطرة الاقتصادية والثقافة الامريكية على المجتمعات الاسلامية. وللمرة الاولى أيضا، قال نيهم أن عضوا آخر في الخلية وهو مواطن مغربي يدعى منير المتصدق وجه إليه اتهام بالتآمر لتورطه في القتل فيما يتعلق بالهجمات التي وقعت على برجي مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في نيويورك وواشنطن.وكان المتصدق يوصف بأنه عبقري الحسابات الذي حول الاموال إلى الارهابيين عندما كانوا يدرسون الطيران في فلوريدا. وقال نيهم أن المحققين يعدون اتهامات ضد ثلاثة متهمين آخرين يشتبه في أنهم كانوا أعضاء في خلية هامبورج. وكشفت تصريحات نيهم، التي أدلى بها أمام مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس، عن التخطيط الذي سبق تنفيذ الهجمات للمرة الاولى من قبل الخلية الارهابية المتطرفة في مدينة هامبورج الساحلية. وكان عطا قد أقام في هامبورج لفترة من الوقت قبل تنفيذ الهجمات، حيث درس في كلية فنية بالمدينة الالمانية برفقة المتصدق. وقال نيهم ان عطا كان قد رأس الخلية الارهابية في هامبورج لطلاقته في الالمانية ولكونه أكبر أفرادها سنا. وقال نيهم أن مختطف الطائرة الثالثة زياد جراح، الذي كان أيضا في هامبورج، أشار إلى عطا خلال حديث هاتفي بكلمة رئيس قبل يومين من وقع هجمات 11 من سبتمبر. قال نيهم ان المتصدق كان على علاقة قوية بخلية هامبورج الارهابية لدرجة أنه وقع كشاهد على وصية عطا وكان يحمل توكيلا لاحد الحسابات المصرفية الالمانية الخاصة بمروان الشحي، أحد مختطفي الطائرات التي نفذت هجمات 11من سبتمبر. وقال نيهم في المؤتمر الصحفي ما بين مايو ونوفمبر 2000 تم إيداع مبالغ مالية كبيرة في هذا الحساب ببنك دريسدنر في فترات متلاحقة. وأضاف قائلا لدينا أدلة دامغة على أن تلك الاموال استغلت لتمويل هذه العملية الارهابية. وقال نيهم أن الادلة أظهرت أن الاموال ساعدت في دفع رسوم دروس التدريب على الطيران في مدرستين للطيران في فينيس بولاية فلوريداالامريكية. كما أشار إلى أن سجلات البنك تظهر أن عطا تلقى 1000 دولار من الحساب في مايو 2001. وقد أقام المتصدق لفترة في شقة سكنية في هامبورج كان يعيش فيها كل من عطا والشحي وزياد جراح، وهو مختطف ثالث من منفذي هجمات 11 من سبتمبر. كما كان المتصدق صديقا حميما للمسئول الرئيسي عن الدعم اللوجيستي لخلية هامبورج الارهابية، سعيد بهاجي، الذي آخر ما عرف عنه أنه فر إلى باكستان. وقد كانت الشقة في شارع ماريين رقم 54 بهامبورج بمثابة المركز العصبي للخلية الارهابية. وأقام المتصدق فيها بعض الوقت، حيث كان يتقاسم غرفته مع رمزي بن الشبه، الذي كان قد تم تدريبه ليكون أحد الخاطفين. وقد تلقى 2500 دولار من الحساب المصرفي في أوائل سبتمبر 2001. وقال نيهم أن آمال بن الشبه في قيادة إحدى الطائرات فشلت في آخر لحظة بعد أن رفضت سلطات الهجرة الامريكية منحه تأشيرة دخول. وخلال كل ذلك كان المتصدق على اتصال وثيق بالارهابيين وقد انخرط بشكل واضح في التدبير لهجمات 11 من سبتمبر. كما قال نيهم أن المتصدق سافر أيضا إلى باكستان ويعرف أنه كان في كراتشي في 28 يوليو 2001. والمتصدق، الذي درس هندسة الكهرباء في جامعة هاربورج الفنية بهامبورج، هو العضو الوحيد بالخلية الارهابية الذي كان متزوجا. وقد أنجبت زوجته روسية المولد، والتي تدعى ماريا، طفلا مؤخرا. وقد نفذت السلطات الفدرالية الالمانية هذا الصيف مداهمات على خلية متطرفة مشتبه فيها في هامبورج يزعم أنها كانت تخطط لهجمات إرهابية. ويزعم أن عددا من المتهمين الذين ألقي القبض عليهم في تلك المداهمات كانوا على صلة بعطا. وقال نيهم أن هامبورج وفرت بيئة ملائمة لنمو التطرف الاسلامي وأن أحد الجوامع المحلية كان هو مركز بث التطرف في الشباب المسلم. وقال نيهم: لقد بدأوا كطلبة معتدلين وميالين للغرب يدرسون في الجامعة الفنية بهامبورج وهي جامعة عادية ولكنهم حولوا إلى متطرفين لديهم ميول ضد الغرب ينطلقون في الحديث بهذيان إيدلوجي حول تهديد عالمي أمريكي صهيوني. وقال نيهم لقد تحولوا من مستهلكين مهندمين في مظهرهم يسعون إلى كسب المال في الغرب إلى متطرفين مستعدين إلى التضحية بأرواحهم لقضية مبهمة للتطرف الاصولي الاسلامي. وقال نيهم أن أصدقاء كلية 11 من سبتمبر تم تحويلهم إلى متطرفين عن طريق رجال الدين في مسجد القدس المحلي بهامبورج. وهاجمت السلطات الفدرالية والمحلية المسجد بالاضافة إلى ستة منازل ومكتبة لبيع الكتب العربية أهداف في الشهر الماضي. وحكمت محكمة في ألمانيا في الشهر الماضي أيضا بالسجن 26 شهرا على يمني ألقي القبض عليه في مداهمة بعد هجمات 11 من سبتمبر، بناء على اتهامات جنائية بعد أن قرر الادعاء عدم توجيه اتهامات بالارهاب ضده. واعترف الرجل البالغ من العمر 27 عاما بالقيام بعمليات غش وحيازة غير مشروعة للسلاح وتزوير والاقامة في ألمانيا دون ترخيص. وكانت الشرطة قد اعتقلت المتهم اليمني العام الماضي في إطار جهود للقبض على المقربين من الزعيم المتهم بالارهاب أسامة بن لادن بعد الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاجون. وكان اليمني يحمل مسدسا محشوا بالرصاص ومسدسا آخر بالسيارة وكان يحمل جواز سفر مزورا.