يتداول الجميع في لبنان من السياسيين الى المواطنين العاديين لائحة سوداء تضم اسماء الاشخاص المرشحين للاغتيال في لبنان، في حين اعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وصيته طالبا من انصاره عدم القيام باعمال انتقامية في حال اغتياله، وهو الذي يؤكد منذ اسابيع انه «مهدد». وقال جنبلاط مساء الاربعاء الفائت «اذا اختارني القدر فانني ادعو ابناء الجبل الى التصرف بحكمة وليس كما فعلوا يوم 16 اذار (مارس) 1977»، في اشارة الى المجزرة التي ارتكبها الدروز في حق عشرات من المسيحيين انتقاما لاغتيال والده كمال جنبلاط قائد الحركة الوطنية اللبنانية في لبنان. وصرح النائب الياس عطاالله (59 عاما) لوكالة فرانس برس «ثمة لائحة باسماء سياسيين مرشحين للاغتيال في التداول (...) لا ادري الاسماء الموجودة عليها، ولا اعرف اذا كان اسمي بينها لكنه شرف لي ان اتحول هدفا لاعداء الديموقراطية». وعطا لله وهو ايضا الامين العام لحركة اليسار الديموقراطي واحد محركي التظاهرات السلمية في الربيع التي طالبت بخروج الجيش السوري بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وكان الكاتب والصحافي سمير قصير عضو اليسار الديموقراطي اغتيل في 2 حزيران «يونيو» في بيروت داخل سيارته. ويتداول اللبنانيون اسماء اخرى لشخصيات لبنانية في بيروت، وتشير اليها اذاعات في شكل غير مباشر. وقال الناطق الرسمي باسم البيت الابيض سكوت ماكليلن الجمعة الفائت ان الولاياتالمتحدة علمت بتقارير تتحدث عن «لوائح سوداء» اعدها السوريون للتخلص من معارضي نفوذ دمشق في لبنان. واضاف ماكليلن في مؤتمر صحافي «نسمع منذ بعض الوقت بتقارير عن لوائح سوداء سورية غايتها اغتيال شخصيات لبنانية مهمة سياسية ودينية». لكن السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى نفى هذه المعلومات بعد يومين عبر محطة «سي ان ان» الاميركية. وكانت سلسلة الاغتيالات بدأت بمحاولة اغتيال النائب والوزير السابق مروان حمادة في تشرين الاول «اكتوبر» الماضي. وتواصلت باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والنائب باسل فليحان في 14 شباط «فبراير» في بيروت. وبعد سمير قصير اغتيل الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي في 21 حزيران «يونيو» في الظروف نفسها. ودعا حمادة الخميس النواب الى «ان يأخذ كل منهم احتياطاته» خلال اجتماع للغالبية النيابية الجديدة في بيروت. واكد نبيل حاوي في تصريح اذاعي ان شقيقه جورج «كان في حوزته لائحة باسماء شخصيات سياسية مهددة بالاغتيال لكنه لم يكشفها». وقال جورج بطل الصديق الشخصي لحاوي واحد قادة الحزب الشيوعي في حديث تلفزيوني «كان يشعر (حاوي) بان الاغتيالات ستتوالى. كان قلقا جدا من اغتيال يؤدي الى فتنة مثل اغتيال وليد جنبلاط (الزعيم الدرزي) او حسن نصر الله (الامين العام لحزب الله) او ميشال عون» الذي كرسته انتخابات جبل لبنان اقوى زعيم مسيحي. وتتهم المعارضة اللبنانية السابقة التي فازت في الانتخابات التشريعية الاخيرة بين 29 ايار «مايو» و19 حزيران «يونيو» سوريا ومخابراتها بانها تقف وراء هذه الاغتيالات. واعتبر عطاالله ان الازمة السياسية التي بدأت بتمديد ولاية الرئيس اميل لحود في ايلول «سبتمبر» الماضي بضغط من دمشق «شكلت بداية سلسلة الاعمال الارهابية التي لن تنتهي الا باستقالته»، داعيا الى تدخل مجلس الامن الدولي. ووصفت رئاسة الجمهورية اللبنانية اتهامات المعارضة بانها «خاطئة ومغرضة».