انقرة، ديار بكر - رويترز، أ ف ب - اعلنت تركيا امس انها اتخذت اجراءات لازمة لاقامة منطقة أمنية داخل العراق لاستقبال 100 ألف لاجىء كردي تخشى تدفقهم على حدودها في حال وجهت إليه ضربات عسكرية، فيما أفاد مسؤولون أمنيون في محافظة دياربكر المتاخمة لشمال العراق ان طائرات حربية قصفت لليوم الثاني مواقع لمقاتلين تابعين لحزب العمال الكردستاني عبر الحدود. لكن الناطق العسكري الكولونيل حسنو داغ أصر أمس على ان "القوات المسلحة التركية لم تشن اي عمليات في شمال العراق لاي سبب كان". ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني في المحافظة التركية ان الطائرات "قصفت منطقة متينة". وأوضح المسؤول ان طائرات من طراز "ف - 16" انطلقت من قاعدة الحاج في ديار بكر وأغارت على مواقع حزب العمال في هذه المنطقة الجبلية داخل العراق. على صعيد آخر صرح وزير الدولة التركي صالح يلدرم بأن حكومته اتخذت الاجراءات اللازمة لاستقبال 100 ألف لاجيء عراقي تخشى تدفقهم في اتجاه حدودها خلال الازمة القائمة بين بغدادوواشنطن. وقال ان التعامل مع اللاجئين المتوقع تدفقهم سيتم في منطقة أمنية تعكف القوات التركية علي انشائها داخل شمال العراق الذي يغلب الاكراد على سكانه. وأوضح: "تتخذ الترتيبات لاستقبال 100 ألف شخص في الحزام الامني الذي سيقام على عمق 15 كيلومترا داخل العراق". وتدفق مليون لاجيء كردي على الحدود الايرانية والتركية اثر حرب الخليج في 1991. وانعقدت لجنة طوارىء حكومية أول من أمس للبحث في احتمال حدوث مشكلة مماثلة. وقال الوزير التركي انه يتعين أن يوافق البرلمان على اقامة منطقة تركية داخل العراق لكن شهودا عيان ذكروا في وقت سابق من الاسبوع الحالي ان سبعة آلاف جندي تركي عبروا الحدود بالفعل استعداداً لمواجهة اللاجئين المحتملين. ديميريل من جهة اخرى قال الرئيس التركي سليمان ديميريل اول من امس ان تأييد بلاده لأي ضربات اميركية للعراق ليس امراً مضموناً. ونقلت وكالة "الاناضول" للانباء عنه ان تركيا "ليست في جيب أحد". وكانت تركيا أيدت واشنطن في حرب 1991 لانهاء الاحتلال العراقي للكويت لكنها تشكو من انها خسرت اكثر من 35 بليون دولار في التجارة نتيجة لفرض عقوبات على العراق. كذلك شكى رئيس الوزراء مسعود يلماظ قبل ايام من أن الولاياتالمتحدة لم تتشاور بما يكفي مع انقرة في شأن توجيه ضربات عسكرية محتملة. وقال: "نتوقع من الولاياتالمتحدة شريكنا في حلف الاطلسي ان تقيم مزيدا من الحوار المخلص والمثمر معنا. وحتي الان لم يحدث ذلك بدرجة كافية". وفي هذا الصدد اجتمع السفير الاميركي مارك بارس أول من امس مع مسؤول كبير في الحكومة التركية في محاولة واضحة لتهدئة أنقرة. وقال ناطق باسم مكتب حسام الدين جندوروك الذي يرأس أصغر ثلاثة احزاب في الائتلاف الحاكم، ان الاجتماع تناول السياسة الاميركية تجاه العراق. موسكو في تطور آخر دعت روسيا الحكومة التركية الى عدم السماح باستخدام قواعدها لتوجيه اي ضربات جوية الى العراق. وصرح السفير الروسي فى انقرة فاديم كوزنيتسوف ان روسيا "ترحب بموقف تركيا الداعي الى استنفاد الوسائل الديبلوماسية والسياسية من اجل ايجاد حل للازمة العراقية". وقال: "نأمل بأن تحافظ تركيا على موقفها وتستمر فى الامتناع عن السماح باستخدام اراضيها فى اي لجوء للقوة من جانب واحد ضد العراق من دون قرار صادر عن مجلس الامن بهذا المعنى". يشار الى ان قاعدة انجيرلك في جنوبتركيا كانت استخدمتها بكثافة الطائرات الحربية الأميركية لشن غارات على العراق خلال حرب 1991.