} دارت اشتباكات بالاسلحة الثقيلة قرب الحدود الافغانية الطاجيكية امس، بين حركة "طالبان" ومعارضيها الذين اكدوا انهم يستعدون لهجوم مهم وربما حاسم، لاستعادة معاقل الشيعة وسط افغانستان. وتزامن ذلك مع خسارة الحركة منطقتي جيلمين وياكولانج في ولاية غور الشمالية. أعلن الناطق باسم قوات التحالف الشمالي المناهضة ل"طالبان" محمد أشرف نديم ان قوات التحالف تحضر لهجوم عنيف من أجل استعادة ولاية باميان ذات الغالبية الشيعية التي كانت "طالبان" سيطرت عليها قبل عامين. وقال في تصريح لإذاعة طهران امس، ان الهجوم يهدف الى السيطرة على مركز الولاية ومطارها. وترافق ذلك مع خسارة "طالبان" منطقتي جيلمين وياكولانج في ولاية غور شمال أفغانستان، وذلك إثر معارك ضارية خاضها الطرفان، واشترك فيها سلاح الطيران التابع للحركة. واكد المكتب الصحافي التابع لحرس الحدود الروس في طاجيكستان ان معارك جرت على بعد كيلومترات قليلة من الحدود اول من امس، وسجل خلالها تبادل للقصف المدفعي الثقيل. وأضاف المركز ان المعارك دارت قرب مركزي الحدود في موسكوفسكي وبياندج. ومعلوم ان حوالى 11 الف عنصر من حرس الحدود الروس يتمركزون على الحدود المشتركة بين طاجيكستان وافغانستان والتي تمتد 1500 كلم. وتخشى طاجيكستان من امتداد المعارك الى اراضيها، خصوصاً وانها تقدم الدعم لقائد المعارضة الافغانية احمد شاه مسعود. ويأتي القتال والتهديد بالهجوم بعد الزيارة التي قام بها زعيم حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران عبدالكريم خليلي الى مناطق الشمال الأفغاني اخيراً، بهدف اعادة تجميع قواته المشتتة في وسط أفغانستان. ونقل عنه تعهده العمل على مقاتلة "طالبان" واستعادة كل المواقع التي فقدها انصاره خلال السنوات الماضية . ورأى محللون عسكريون أن قوات المعارضة تسعى إلى استغلال الظروف الصعبة التي تواجهها "طالبان" إثر تشديد الأممالمتحدة العقوبات العسكرية والاقتصادية المفروضة على الحركة. ومعلوم أن هذه العقوبات ستطبق في غضون أسبوعين وستحرم "طالبان" من تلقي إمدادات عسكرية ، إضافة إلى تشديد الحظر الجوي المفروض عليها ومنع مسؤوليها من السفر إلى الخارج. وتهدف العقوبات الى اقناع الحركة بالتخلي عن دعم الارهاب وتسليم اسامة بن لادن لمحاكمته في تهم وجهتها اليه اميركا بالاعتداء على رعاياها وممتلكاتها في الخارج. ولكن وزير الإعلام في حكومة "طالبان" قدرة الله جمال استبعد أن تقدم الحركة على تغيير موقفها ازاء استضافة ابن لادن.