استعادت قوات حركة "طالبان" مدينة باميان الاستراتيجية وسط افغانستان اول من امس، بعد معارك عنيفة بينها وبين مقاتلي حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران. وأسفرت المعارك عن مقتل خمسة عشر عنصراً من "طالبان" واصابة ثلاثين آخرين بجروح بينما أسرت الحركة سبعين من مقاتلي حزب الوحدة الذي سقط العشرات من القتلى والجرحى في صفوفه. واستخدمت الحركة الطيران لإضعاف المدافعين عن المدينة التي كانت قوات حزب الوحدة استولت عليها الأسبوع الماضي اثر هجوم مفاجئ. وقال الناطق الرسمي باسم "طالبان" ملا محمد طيب ل"الحياة" امس ان الحركة تعزز قواتها في المنطقة تفادياً لاضطرابات ومشاكل مستقبلية. وفي المقابل، تقوم المعارضة بتعزيز قواتها في مناطق باكوالانح المجاورة لباميان. ولكن الخبراء العسكريين المحليين لا يتوقعون مقاومة عنيفة لتقدم "طالبان" الذي أثبت قدرته على التعامل بسرعة مع حالات الاضطراب والتمرد. ويبدو ان الانتصار الذي أحرزته قوات "طالبان" في باميان سيمنحها دفعة معنوية في مواصلة تقدمها في اتجاه مواقع القائد الطاجيكي الجنرال احمد شاه مسعود الذي يمثل شوكة في خاصرة الحركة. ويتوقع ان تندلع معارك عنيفة بين الطرفين أملاً في كسر الجمود العسكري بينهما الذي امتد طوال ثلاث سنوات. وينحصر تواجد قوات المعارضة الأفغانية الان في ولايتي بدخشان وتخار الى جانب وادي بنجشير الاستراتيجي الذي استعصى على الروس. ويستبعد المراقبون ان تتمكن الحركة من اخضاع مسعود نظراً الى القوة العسكرية التي يتمتع بها الى جانب الدعم الروسي له.