حققت قوات المعارضة الأفغانية اختراقاً مهماً في الشمال الافغاني اذ استعادت أمس الجمعة مناطق عدة شمال مدينة قندوز من حركة "طالبان" وأصبحت على مشارف المدينة بعدما احتلت محطة توليد الكهرباء. واقتنعت مصادر حركة "طالبان" عن الحديث عن سير المعارك فيما أكدت المعارضة ان قواتها تحاصر الآن قندوز من جهتين، وهذا يعني في حال سقوط المدينة، ان تحظى المعارضة بمرفأ نهري مطل على جمهورية طاجيكستان، ما سيوفر لها مصادر الدعم سيما وأن الطاجيك متهمون بدعم المعارضة ومساندتها. وقالت مصادر افغانية مطلعة ل "الحياة" ان مجلس قادة الولاياتالشرقية ننجرهار وكونار ولغمان برئاسة حاجي عبدالقدير خان، زاروا الولايات الثلاث أخيراً من أجل حشد وتحريك مقاتليهم في الجبال ضد الحركة. وأضافت المصادر ان الأيام المقبلة ربما تشهد معارك عنيفة، وهذا سيخفف برأي المراقبين الضغوط التي تمارسها قوات الحركة على المعارضة في الشمال. وأشار هؤلاء الى أن الشتاء بات على الأبواب وحركة "طالبان" غير قادرة على القتال في هذا الفصل بخلاف المعارضة التي تود استغلال هذا الضعف لدى الحركة. ونقلت وكالة أنباء "سهار" الأفغانية عن المعارضة ان 130 من "طالبان" بينهم خمسة مولويون، استسلموا للمعارضة التي استولت على 30 آلية عسكرية. ونقلت اذاعة طهران عن مصادر المعارضة ان قواتها قتلت وجرحت 230 من "طالبان" خلال القتال وأسرت 200 آخرين، في حين أغار الطيران الموالي للحركة مرات عدة على مواقع المعارضة شمال كابول. الشيعة الى ذلك، قالت مصادر افغانية مطلعة ل "الحياة" أمس ان مفاوضات مكثفة تجرى بين قيادات حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران وحركة "طالبان" من أجل التوصل لاتفاق يضمن مستقبل الأقلية الشيعية في افغانستان، في مقابل خضوع الحزب لنظام الامارة الاسلامية الذي اعلنته الحركة. وأضافت المصادر ان سبعة من أعضاء مجلس الشورى المركزي للحزب استسلموا أمس للحركة في ولاية باميان بعد أن كانوا لجأوا الى الجبال في اعقاب سيطرة الحركة على الولاية في أيلول سبتمبر الماضي. والأعضاء السبعة هم: شجاعي وصابري وأنصاري وحاجي محمدي ونظامي وسعيدي وقائد مجاهد. ويتوقع أن يستسلم الرجل الثاني في الحزب آية الله محقق الذي واصل محادثاته حتى وقت متأخر من ليل أمس مع قادة الحركة المحليين في الولاية، فيما استسلم حجة الاسلام اكبري للحركة. وكان رئيس لجنة المراقبة في حزب الوحدة اية الله صادق برواني بايع أخيراً زعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر أميراً للمؤمنين. وعزا المراقبون ذلك الى حال الاحباط التي تنتاب الشيعة وبالتحديد حزب الوحدة من القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود، الذي اعتبروا خذلهم حين كانوا يخوضون معارك عنيفة ضد الحركة في وسط افغانستان والتزم الصمت طوال تلك الفترة. ويشاع أن حزب الوحدة أراد أن ينتقم الآن من سلوكيات مسعود الأخيرة بعدما تزعزعت ثقته بإمكان الاعتماد على الأخير في أية تحالفات مقبلة