شنت ايران امس هجوماً عنيفاً على المؤسسة العسكرية الباكستانية واتهمتها للمرة الأولى بالتعاون مع شركات النفط الاميركية من اجل احكام قبضة الاخيرة على افغانستان عبر "ذراعها العميلة" حركة "طالبان"، فيما حذرت الحركة طهران من مغبة التدخل في الشؤون الافغانية مهددة بپ"اعلان الجهاد" ضد الايرانيين. وأمام هذا الوضع البالغ الخطورة، جدد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز دعوته الطرفين الى "ضبط النفس والعمل سريعاً على حلّ الخلافات بينهما بالطرق السلمية والمباحثات الاخوية لكي يعود الوئام والتعاون بين البلدين المسلمين الجارين". وجاء كلام الملك فهد خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي امس. راجع ص6 وواصلت "طالبان" امس التوغل في عمق المناطق الشيعية غرب كابول بعد سيطرتها على باميان. ودخلت الحركة الى ولاية غزني بعدما احكمت سيطرتها على بلدة نور. وفي الوقت نفسه، كثفت "طالبان" تعزيزاتها شمال العاصمة الافغانية وسط انباء عن وصول 300 مقاتل من طاجيكستان المجاورة الى قاعدة بغرام الاستراتيجية لمساندة القائد الطاجيكي احمد شاه مسعود الذي باتت القاعدة المنفذ الوحيد المتبقي له الى الخارج. راجع ص7 وخرجت ايران امس عن لهجتها الديبلوماسية والرسمية المعهودة. واتهم مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بصراحة الجيش الباكستاني بأنه "يتعاون مع شركات النفط الاميركية من اجل احكام القبضة على افغانستان عبر ذراعه العميلة طالبان"، والسيطرة على مواردها ومن ثم تحقيق اطماع هذه الشركات في آسيا الوسطى. وشدد خامنئي على ان اتساع رقعة "الفتنة في افغانستان الى المنطقة، خطر بات وشيكاً". وشدد على انه "لا نستطيع ازاحة هذا الخطر الا باجبار الجيش الباكستاني على عدم التدخل في افغانستان وإجبار زعماء طالبان على التسليم الى المنطق والعقل والتعويض عن الاخطاء السابقة"، في اشارة على ما يبدو الى قتل عناصر "طالبان" ديبلوماسيين وصحافي ايرانيين لدى استيلائهم على مدينة مزار الشريف الشهر الماضي. ووصف مرشد الجمهورية ما جرى بأنه "فاجعة لم يسبق لها مثيل وعلى الدول والشعوب المسلمة ان تتحرك بصورة جدية في وجه هؤلاء المتعصبين والوحوش البعيدين كل البعد عن الاسلام والذين يجهلون القوانين الدولية". وأكد ان "طائرات الجيش الباكستاني شاركت في سفك الدماء في باميان". وفي وقت استقبلت ايران جثث قتلاها الديبلوماسيين طلبت طهران من الأممالمتحدة "اتخاذ اجراءات لمنع طالبان من تكرار جرائمهم الحربية في باميان". ونقل هذا الطلب مندوب ايران الدائم لدى الأممالمتحدة هادي فجاد حسينيان الى الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان ورئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن هانز دالغرين وحذر الناطق باسم حركة "طالبان" ملاّ وكيل احمد متوكل طهران من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية الافغانية او التحالف المناهض للحركة من خلال السماح له باختراق الحدود الافغانية انطلاقاً من ايران. وأضاف في حديث الى "الحياة" أمس ان "أي خطأ من هذا النوع سيدفع الامارة الاسلامية وشعبها الى اللجوء الى خيار الجهاد من اجل الدفاع عن النفس". وجدد رفض "طالبان" تسليم قتلة الديبلوماسيين الايرانيين الى طهران وأضاف: "نحن لم نقبض عليهم حتى الآن. وحتى في حال القبض عليهم فان للامارة الاسلامية قضاءها ومحاكمها وسنحاكمهم لمخالفتهم اوامر وليس لقتلهم الديبلوماسيين". ونفى بشكل قاطع ان تكون طائرات باكستانية أغارت على مواقع الشيعة في باميان