دبي- رويترز - كشفت مصادر نفطية ان شركات أميركية تلعب دوراً رئيسياً في تنشيط صادرات الخام العراقي على رغم استمرار تشدد واشنطن في فرض الحصار على بغداد. وقال مصدر نفطي بارز أمس "تثير اميركا ضجة كبرى وتتشدد حيال العراق لكنها تبقى المستهلك الرئيسي للنفط العراقي. يحدث هذا فيما معظم شركات النفط الاوروبية الكبرى التي تتبع حكوماتها موقفاً تجاه بغداد ترفض الاقتراب من الخام العراقي". ويذكر ان مبيعات العراق النفطية التي تشرف عليها الاممالمتحدة غير منتظمة منذ كانون الاول ديسمبر بعدما توقف زبائن عن الشراء لأن بغداد فرضت رسماً اضافياً مقداره 50 سنتاً على البرميل خارج نطاق إشراف الاممالمتحدة. لكن مصادر اخرى قالت ان لدى العراق مشترون يكفي عددهم لمضاعفة صادراته الى حوالى مليوني برميل يومياً في نهاية الشهر الجاري ومعظمها يشحن الى الولاياتالمتحدة. وكانت بغداد حظرت على الشركات الأميركية شراء نفطها مباشرة عام 1997 ولكن عدداً منها استورد خاماً عراقياً بلغ 750 ألف برميل يومياً أواخر العام الماضي، عن طريق وسطاء في مؤسسات تجارية اخرى. وتتوقع المصادر ان تصل الواردات الأميركية من النفط العراقى الى مستوى رفيع اذ ان الشركات العملاقة مثل "اكسون -موبيل" و"بريتش بتروليوم" تصر على ان وسطاءها لم يدفعوا الرسم الاضافي الذي فرضته بغداد. وقال متحدث باسم "بريتش بتروليوم" امس "تلقينا تأكيدات من البائع انه ليس هناك رسم اضافي. كما اننا نحيط الاممالمتحدة ووزارة التجارة والصناعة البريطانية علماً بما نفعله". وقالت مصادر في السوق ان "بريتش بتروليوم" اشترت شحنتين من خام البصرة الخفيف لارسالها الى الولاياتالمتحدة. وقال رئيس احدى الشركات النفطية: "كل مشتر للنفط العراقي يجري فحصاً دقيقاً للتأكد من أن المورد لم يدفع أي نقود في حساب عراقي خاص. ونعتقد ان هناك نفطاً معروضاً للبيع من دون رسم اضافي". وتعتقد مصادر نفطية ان قرار "اكسون - موبيل" المعروفة بأنها محافظة على تعاملاتها في شراء نفط عراقي شجع شركات كبرى أخرى على أن تفعل مثلها. واضافت المصادر "ربما تشعر موبيل - اكسون ان المخاطرة ضعيفة جداً في اتخاذ مثل هذه الخطوة". ورفضت "موبيل - اكسون" التعليق ولكنها قالت ان مستندات شراء النفط العراقي موثقة وتتسم بالشفافية. وذكرت مصادر اخرى ان ثلاث شركات أميركية أخرى اشترت شحنات من خام البصرة الخفيف عن طريق وسطاء. لكن شركات اخرى ما زالت مستمرة في مقاطعة النفط العراقي. وقال مصدر كان زبوناً كبيراً لدى بغداد "لا نشعر بارتياح لشراء نفط عراقي مهما كانت المؤشرات الى عدم فرض رسم اضافي. الانباء الواردة من بغداد تفيد انهم مستمرون في فرض العلاوة". ويتراوح الرسم الاضافي على خام البصرة الخفيف بين 50 و60 سنتاً للبرميل زيادة على السعر الرسمي مما جعل مشترين يعيدون التفكير. وتقول شركات نفط أوروبية كبرى ان بغداد ما زالت متمسكة بالرسم الاضافي ولكن آخرين يقولون انه انخفض الى 25 سنتاً للبرميل من خام كركوك الذي يشحن معظمه الى أوروبا. ويحق للعراق بموجب برنامج "النفط للغذاء" بيع كميات غير محدودة من الخام تحت اشراف الاممالمتحدة مقابل الغذاء والدواء والمعونات الانسانية.