لندن - رويترز - يتوقع ان تشهد السنة المقبلة تنافساً حاداً بين شركات النفط الكبرى للفوز بصفقات مربحة في الشرق الأوسط، وان تدخل في الوقت نفسه في عمليات اندماج في بلادها لخفض النفقات وزيادة حصصها في السوق. وفي مواجهة هبوط أسعار الخام وانخفاض الطلب سيقوم عمالقة النفط بعمليات اندماج فيما يتسابقون على أرخص وأكبر احتياط في العالم في منطقة الخليج. وتأكد هذان الاتجاهان في إعادة رسم خريطة الطاقة العالمية سنة 1998. وكان الحافز هبوط مروع للأسعار بلغ 40 في المئة نتيجة الكارثة الاقتصادية في آسيا وزيادة الصادرات العراقية من الخام. وفيما تقترب شمس القرن الحالي من المغيب ستشبع الحيتان نهمها بمزيد من ولائم الاندماج في وول ستريت. وقال جاي ويلسون من مؤسسة "جي. بي. مورغان" المصرفية "نعتقد بأنه سيحدث مزيد من الاندماج والتحالفات والانضمام والمشاريع المشتركة". ولا تزال احتمالات تحسن أسعار النفط بعيدة مع وفرة المخزون وفشل محاولات الانقاذ داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك. وحتى مع خفض كاسح في الموازنات أجبرت عليه الشركات بسبب انهيار الأسعار فإن انخفاضاً كبيراً في المخزون لن يتحقق قبل سنتين، وسيكون ذلك بعد فوات الاوان لانقاذ شركات صغيرة بل وبعض الشركات الكبيرة. ويظهر استطلاع قامت به وكالة "رويترز" بين خبراء نفطيين أن متوسط سعر خام برنت القياسي سيكون 13.50 دولار للبرميل من دون تغيير عن السنة الجارية التي شهدت انخفاضاً قدره 30 في المئة. قال رئيس "اكسون" لي ريموند "الشيء الوحيد الذي يمكن التنبؤ به هو حدوث مزيد من الاندماج". وتندمج "اكسون" ومقرها تكساس مع "موبيل" لتشكيل أكبر شركة نفط في العالم لجهة العائدات. وسيتضاءل أمام المارد الجديد بأرصدة قدرها 240 بليون دولار مشروع اندماج قيمته 110 بلايين دولار بين "بريتيش بتروليوم" و"أموكو". وسيكون في استطاعة هؤلاء العمالقة الذين يحققون عائدات أكبر من عائدات الدول التي يعملون فيها الحصول على نصيب الأسد من الكعكة النفطية وكل ما يتصل بها من مشاريع. كما أنهم لا يريدون توفير بلايين عدة من الدولارات فحسب، بل يهدفون الى تأكيد تصدرهم لهذه الصناعة بنشر التقنيات الحديثة وتحسين عائدات رأس المال لضمان مراكز مؤسسات استثمارية، اضافة الى التمتع بضخامة تغري دول الشرق الأوسط بطلب أموال من شركاء أجانب لتوسيع نطاق أكبر وأرخص احتياط نفطي في العالم. وقال رود بيكوك من "جي. بي. مورغان" التي لها صلة بعمليات اندماج في كل من "اكسون" و"بريتش بتروليوم" ان شركات النفط العملاقة تقدم لدول الخليج تكنولوجيا لا مثيل لها وقوة مالية وأسواقاً عالمية. كما ان عمليات الاندماج ربما تسهل الاختيار أمام دول الخليج. وقال بوب ماغواير من "مورغان ستانلي": "عندما تكون كبيراً يكون لك مكان على المائدة". وتنطبق هذه الحالة على الكويت التي تسعى الى زيادة قدراتها الانتاجية والحصول على استثمارات أجنبية في سباق غير معلن مع دول خليجية أخرى وفنزويلا ونيجيريا ودول بحر قزوين. قال وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح: "اعتقد ان هذا يسهل علينا حياتنا كثيراً. فبدل التفاوض مع بريتيش بتروليوم وأموكو كل على حدة نتحدث مع الاثنين سوياً. وبدل اكسون وموبيل لدينا شركة واحدة". وتبشر إعادة انفتاح منطقة الخليج بعودة دول "أوبك" الشرق أوسطية الى مكانتها السابقة في قلب صناعة النفط العالمية بعد 20 عاماً في موقع محلي خلفي، اضافة الى تقويم عمليات تنقيب دولية منقلبة رأساً على عقب. اذ فيما تجرى غالبية عمليات الاستكشاف في مواقع مكلفة مثل بحر الشمال، يمكن العودة الى حقول الخليج الأرخص والأقل مخاطرة. قال مارك مودي ستيوارت رئيس "رويال داتش - شل" لمجلة "بتروليوم انترناشيونال" المستقلة "أتوقع بحلول 2005 إلى 2010 أن نرى قوانين الاقتصاد تفرض نفسها فتوجه الزيادة في الاستثمار الى مناطق الانتاج الأقل كلفة. وسيكون معنى هذا انخفاض أسعار النفط"