بغداد، لندن، طوكيو، كراكاس - أ ف ب، رويترز - وقعت وزارة النفط العراقية أمس، عقداً تمهيدياً مع ائتلاف يضم «أكسون موبيل» الأميركية ( حصتها80 في المئة) ومجموعة «شل» البريطانية - الهولندية (20 في المئة)، لزيادة الإنتاج من حقل نفط «غرب القرنة» الضخم في جنوب العراق. ومثّل العراق في حفلة التوقيع نائب المدير العام لدائرة العقود والتراخيص عبد المهدي العميدي، ووقّع عن الائتلاف ريتشارد فايربوكن. وأعلن وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أن الشركات «ستستثمر خمسين بليون دولار» في القطاع، وأشار بعد التوقيع الى أن «عقد تطوير حقل القرنة سيرفع الإنتاج من أقل من 500 الف برميل الى 2.325 مليون برميل يومياً في السنوات الست المقبلة». . واعتبر ان العقد هو «عقد خدمة يتقاضى الائتلاف بموجبه دولاراً وتسعين سنتاً عن كل برميل إضافي، تدفع منها 35 في المئة ضريبة، و25 في المئة حصة الشريك العراقي ويبقى 92 سنتاً فقط للشركات». وكان الناطق باسم الوزارة عاصم جهاد أعلن في تصريح إلى «فرانس برس»، حصول التوقيع أمس. وكان الائتلاف في سباق مع شركة «لوك أويل» الروسية لاستغلال الحقل المقدر احتياطه بنحو 8.5 بليون برميل. ويبلغ إنتاج حقل القرنة حالياً 279 ألف برميل يومياً، وعرضت «أكسون» زيادته الى 2.325 مليون برميل. وكانت الوزارة وقعت الثلثاء الماضي عقداً مع ائتلاف شركة «بريتش بتروليوم» وشركة النفط الوطنية الصينية، لتطوير حقل الرميلة، وقبل ذلك بيوم واحد وقعت بالأحرف الأولى عقداً مع مجموعة شركات دولية بقيادة «إيني» الايطالية لتطوير حقل الزبير بعد موافقتها على الشروط العراقية. وأكد الشهرستاني، «تجاوز إنتاج العراق سبعة ملايين برميل يومياً في السنوات الست المقبلة، بعد إبرام العقود مع الائتلافات الثلاثة، ما يجعله في الصف الأول للدول المصدرة للنفط». وكان العراق طرح في تموز (يوليو) الماضي، استدراج عروض شاركت فيه 31 شركة نفط حول ستة حقول نفط وحقلي غاز. لكن الشركات المتنافسة لم تقبل عرض وزارة النفط، باستثناء الائتلاف البريطاني - الصيني لتطوير حقل الرميلة. لكنها عادت مجدداً لقبول العروض. ويحتل العراق المرتبة الثالثة عالمياً بعد السعودية وإيران لجهة احتياط النفط المؤكد، مع 115 بليون برميل. ومع ذلك لم تُطوّر الحقول النفطية منذ عقود، بسبب الحروب والحظر الدولي الذي كان مفروضاً على العراق بين 1990 و2003. وينتج العراق حالياً 2.4 مليون برميل يومياً، يصدر منها نحو 1.8 مليون برميل خصوصاً من حقول حول البصرة (جنوب). الى ذلك، نزل سعر برميل النفط عن مستوى 80 دولاراً أمس إذ عمد المستثمرون إلى البيع لجني الأرباح وسط ضعف أسواق الأسهم وتحسن الدولار، بعد يوم من صعود بنسبة واحد في المئة بسبب تراجع حاد في مخزونات الخام الأميركية. وهبط سعر برميل الخام الأميركي تسليم كانون الاول (ديسمبر) 54 سنتاً الى 79.86 دولار بعدما لامس مستوى مرتفعاً عند 81 دولاراً أول من أمس. وتراجع سعر برميل مزيج «برنت» في لندن 55 سنتاً مسجلاً 78.34 دولار بعدما أغلق مرتفعاً 80 سنتاً أول من أمس. وأعلنت منظمة «أوبك» ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية قفز إلى 77.60 دولار للبرميل أول من أمس من 75.53 دولار قبل يوم. وجاء صعود النفط أول من أمس بعد ان أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط التجارية في الولاياتالمتحدة هبطت أربعة ملايين برميل إلى 335.9 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو انخفاض أكبر كثيراً من متوسط توقعات المحللين في مسح أجرته وكالة «رويترز» وبلغ 1.4 مليون برميل. وأعلنت الإدارة أيضاً ان مخزونات البنزين الأميركية هبطت 300 ألف برميل مقارنة بتوقع المحللين زيادة طفيفة، لكن مخزونات المشتقات هبطت أقل مما كان متوقعاً بمقدار 400 ألف برميل. وقال وسيط إن قطر رفعت بأثر رجعي سعر البيع الرسمي لنفطها «الخام البحري» لشحنات تشرين الأول (أكتوبر) الى 72.85 دولار للبرميل وهو ما يزيد 4.88 دولار عن مستواه في ايلول (سبتمبر). وأضاف أن قطر حدَّدت أيضاً سعر البيع الرسمي ل «الخام البري» لشحنات تشرين الأول على أساس 73.55 دولار للبرميل مرتفعاً من 68.23 دولار في أيلول. ولفت وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل رأميريز إلى ان بلاده العضو في «أوبك» تريد ان يكون الحد الأدنى لسعر النفط 80 دولاراً للبرميل عام 2010. وكانت «أوبك» قررت السنة الماضية تخفيضات في الانتاج بهدف تعزيز اسعار النفط التي هوت من مستوى قياسي قرب 150 دولاراً للبرميل في تموز (يوليو) 2008 الى ما دون 33 دولاراً في كانون الاول الماضي مع تضرر الطلب على الوقود بسبب الكساد.