نفى رئيس هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية السيد محمد غنيم أن تكون الهيئة أقدمت على حرق نسخ ديوان أبو نواس، واستغرب ما جاء في تصريح أدلى به الأديب جمال الغيطاني ونشرته "الحياة" أمس أعلن فيه أن جزئين من بين أربعة أجزاء للديوان احتجزا في مطابع الهيئة قبل أن يتم حرقهم. وتحدى غنيم أن يثبت أي شخص عملية الحرق، وقال ل"الحياة": "مصر ليست دولة متسلطة يحكمها نظام ديكتاتوري، وإنما دولة ديموقراطية لا تمارس فيها مثل تلك الأساليب. ولا يمكن أن تحرق كتباً. والجزءان الأول والثاني من ديوان أبو نواس تم الانتهاء من طبعهما. أما الجزءان الباقيان فما زالا تحت الطبع". وكان غنيم عُين الاسبوع الماضي خلفاً للناقد علي أبو شادي الذي أقاله وزير الثقافة السيد فاروق حسني بعد ما حمله المسؤولية عن نشر ثلاث روايات ضمن سلسلة "أصوات أدبية" رأى أنها تحوي خدشاً للحياء، وخروجاً عن الآداب العامة بعد ما قدم نائب "الإخوان المسلمين" في البرلمان الدكتور محمد جمال حشمت طلب إحاطة الى الوزير حول الروايات الثلاث، طالب فيه "بمحاسبة المسؤولين عن انفاق المال العام في نشر الفحش على المواطنين". وأوضح غنيم أن الإجراءات التي اتخذت بعد الأزمة الأخيرة لا تشمل مراجعة التراث "لأن التراث ملك للتاريخ"، وإنما تقتصر على "مراجعة قوائم عناوين الكتب التي سيتم طبعها ضمن إصدارات الهيئة لضمان عدم تكرار ما حدث وتفادي طبع ما يسيء إلى الأخلاق والآداب العامة"، مشيراً إلى أن مسألة تقويم عناوين الكتب "لا يقوم بها موظفون وإنما خبراء متخصصون وأدباء لهم مكانة كبيرة". واستنكر غنيم "الحملة التي تهدف إلى الإساءة إلى الثقافة المصرية وتسعى إلى تصوير المجتمع المصري بأنه يعيش عصر محاكم التفتيش"، واضاف "لا يوجد في مصر محارق أو محاكم تفتيش كما كان في عصور سابقة في فرنسا وأسبانيا. ومن حقنا العمل على منع تكرار خطأ طبع الروايات الثلاث. أما التراث فلم يقل أحد أننا نراجعه أو نعيد تقويمه"، موضحاً أن هيئة قصور الثقافة "ليست دار نشر وإنما مؤسسة تابعة لوزارة في الحكومة تنفق من المال العام لتثقيف المواطنين وليس لترويج ما يسيء إلى الدين أو الاخلاق". ونفى أن تكون عملية النشر في الهيئة "ستخضع لتوجهات المتشددين"، وقال: "لن نقع بين ظلام المتشددين من اليمينيين أو اليساريين". وعلمت "الحياة" أن برنامج معرض القاهرة للكتاب الذي سيبدأ 24 الجاري سيخلو من اسماء مثقفين أعلنوا مقاطعتهم أنشطة وزارة الثقافة عقب إقالة أبو شادي وأن الدعوة لن توجه لهم للمشاركة في ندوات وفعاليات المعرض. وواصل هؤلاء سعيهم لتصعيد الحملة ضد الوزير، وعقد عدد منهم اجتماعاً أمس ناقشوا فيه طبيعة الأنشطة التي قرروا إقامتها بالموازاة للمعرض. ومن جهته أعلن النائب حشمت أنه اطلع على خطاب وجهه الوزير حسني إلى رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور تضمن شكراً للنائب لدوره في تنبيه الوزير على الخطأ الذي ارتكبته هيئة قصور الثقافة بإصدارها الروايات الثلاث. وقال حشمت ل"الحياة" إن الوزير تعهد بوضع ضوابط لمنع تكرار الأمر مستقبلاً بعد ما عرض الإجراءات التي اتخذها اثر قراءته الروايات الثلاث وتأكده من احتوائها على عبارات جنسية لا يقبل أن تروج عبر إصدارات الوزارة. وحول مصير طلب الإحاطة الذي قدمه للوزير أوضح حشمت أنه سيلتقي رئيس البرلمان بعد غد الثلثاء للاتفاق على الخطوة المستقبلية.