القدس المحتلة، رام الله - أ ف ب، رويترز - قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع لوكالة "رويترز" ان الفلسطينيين لن يترددوا في توقيع اتفاق مع اسرائيل اذا استند الى قرارات الاممالمتحدة، فيما تحدث مسؤول فلسطيني رفيع المستوى عن "اختراق" تحقق بين الجانبين في الأيام القليلة الماضية. وفي الساعات الأخيرة التي أمضاها الرئيس بيل كلينتون في البيت الأبيض، في آخر يوم من ولايته، كان الفلسطينيون ينتظرون قرار الحكومة الاسرائيلية في شأن عرضهم مفاوضات ماراثونية في طابا اليوم. وتحدث كلينتون ليل الجمعة - السبت الى الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك، وشجعهما على مواصلة جهودهما للتوصل الى اتفاق. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بي جي كراولي إن كلينتون تحدث إلى الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي وعرض عليهما مواصلة دعمه إبرام اتفاق سلام، مشيداً باستعداد عرفات للانضمام إلى المفاوضات. وأبلغ مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لم يكشف اسمه، وكالة "فرانس برس" امس ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي "أحرزا تقدماً جدياً ويمكن التحدث عن اختراق في بعض المسائل". وأشار الى البحث في صيغة تسوية تتعلق بالسيادة الفلسطينية على الحرم القدسي التي يرفضها باراك، وزاد ان الدولة العبرية "ستعترف بهذه السيادة في مقابل اعتراف فلسطيني بالحقوق الدينية اليهودية". واكد ان اسرائيل ستكون مستعدة للموافقة على "تواصل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية عن طريق ممر بري بين الضفة وقطاع غزة عبر اسرائيل، وسيادة فلسطينية على وادي الأردن والضفة الشمالية للبحر الميت". وتابع ان هذا التقدم حصل خلال اتصالات جرت بين باراك وعرفات على هامش المفاوضات الرسمية. ولم تؤكد اسرائيل هذه المعلومات، فيما اعلنت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي ان عرفات وباراك اجريا خلال الأيام الأخيرة ثلاث محادثات هاتفية، اثر اتصالات بادر بها مستشار رئيس الوزراء يوسي غينوسار. في المقابل اكد كبار المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين انهم فشلوا في التوصل الى تقدم في آخر اجتماع عقد الخميس في اسرائيل. واقترح الفلسطينيون مواصلة المفاوضات في شكل مكثف لمدة عشرة أيام متتالية في طابا بدءاً من اليوم، وأفاد مصدر فلسطيني امس ان المفاوضات قد تجري في مكان معزول قرب القاهرة. "درس" ادارة كلينتون في غضون ذلك، اعتبر مستشار الرئيس الفلسطيني اكرم هنيه، رئيس تحرير صحيفة "الأيام" ان الفلسطينيين لن يذرفوا دموعاً على رحيل أفراد طاقم السلام الاميركي الذين "فشلوا بانحيازهم الى اسرائيل في تحقيق السلام". وفي مقال في الصفحة الأولى نشرته الصحيفة بعنوان "واشنطن الجديدة"، قال هنية ان المسؤولين الفلسطينيين الذين تعاملوا مع طاقم السلام الاميركي طوال رئاسة بيل كلينتون ثماني سنوات سيتعاملون مع وجوه جديدة في ادارة جورج بوش الإبن. "والأكيد ان هناك شعوراً بالارتياح يخالج الفلسطينيين وهم يرون أفراد الطاقم يغادرون مواقعهم، ولا أحد سيذرف الدموع على رحيلهم المجلل بالفشل الذريع". ورأى ان "على ادارة بوش التعلم من درس ادارة كلينتون، والاهتمام ببعض التوقعات الفلسطينية والعربية". واشار الى ان الفلسطينيين يجب ان يطالبوا برؤية ملامح جديدة للسياسة الاميركية تجاه قضيتهم، وزاد: "أكدت الانتفاضة ان القضية الفلسطينية ما زالت تمتلك قدرة هائلة على التأثير في الشعوب العربية، ونحسب ان عقولاً موضوعية في واشنطن يجب ان تستخلص هذا الدرس وهي تشاهد على مدى الشهور الماضي السفارات الاميركية وهي تغلق في عدد من العواصم العربية والاسلامية". وشدد على ان طاقم السلام بقيادة دنيس روس مارس "أكبر الخطايا والأخطاء عندما حاول إلغاء المرجعية المعتمدة اميركياً ودولياً لتسوية النزاع العربي - الاسرائيلي، وبالتالي فإن الفلسطينيين ينتظرون من ادارة بوش ان تؤكد التمسك بهذه المرجعية". وكان الفلسطينيون رفضوا افكار كلينتون لإطار سلام نهائي، لأنها تتجاهل قرارات الشرعية الدولية التي وافقوا على دخول عملية السلام عام 1991 على اساسها. وتعطي تلك الافكار الفلسطينيين سيادة على جزء من القدسالمحتلة عام 1967 في مقابل التخلي عن حق العودة للاجئين. ورأى هنية ان على ادارة بوش ان تتفهم الحساسيات الفلسطينية، لافتاً الى أهمية "التخلص من أي منطلقات استشراقية قد تلهب خيال السياسيين الاميركيين في التعامل مع منطقتنا".