} تستبعد مصادر وزارية لبنانية ان ينتقل التوتر الاعلامي بعد انتقاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لرئيس الجمهورية اميل لحود والأجهزة الأمنية، والردود التي استهدفته من نواب وشخصيات سياسية، الى الجلسة الأسبوعية المقبلة لمجلس الوزراء، مؤكدة نجاح الجهود التي ستؤدي الى خفض حدة السجال. تقرر أمس في اجتماع عمل عقد بين رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري نقل الجلسات الأسبوعية لمجلس الوزراء الى يوم الخميس من الاسبوع. بدلاً من الأربعاء، بغية الافساح في المجال أمام الوزراء لدرس جدول الأعمال والتحضير للملفات التي تطرح في الجلسة. واطلع الحريري لحود على نتائج المحادثات التي اجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين في دمشق، وغلب عليها الطابع الاقليمي الناجم عن التطورات المتلاحقة من خلال الجهود التي يقوم بها الرئيس الأميركي بيل كلينتون في الأسبوع الأخير من ولايته لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني، والتي ترتب على لبنان وسورية الاستعداد لكل الاحتمالات انطلاقاً من تلازم المسارين في العملية السلمية. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان البلدين "يواكبان التطورات في اتصال دائم بعدد من الأطراف العرب المتابعين الضغوط الأميركية في اللحظة الأخيرة لاعادة الاعتبار الى المسار الفلسطيني". وأضافت: "على رغم غلبة الجانب الاقليمي على محادثات الحريري في دمشق، فإن الوضع اللبناني نوقش على الهامش في ضوء الحملة التي شنها جنبلاط على لحود والأجهزة الأمنية، وردود الفعل التي قوبل بها موقفه". وأشارت الى ان القيادة السورية والحريري "لم يجدا تبريراً لهجوم جنبلاط الذي جاء بعد تلقيه اتصالاً من رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان وأبديا عدم ارتياحهما اليه. وهو موقف كان عبر عنه الحريري قبل توجهه الى دمشق". وفهم ان لحود تلقى اتصالاً سورياً، نقل فيه أحد المسؤولين السوريين "عدم ارتياحه الى موقف جنبلاط وأكد عدم تعاطفه مع هذا الموقف، متمنياً قطع الطريق على أي أمر يمكن ان يؤدي بالتأزم الاعلامي الى أزمة سياسية تترك تأثيراً سلبياً في الوضع الحكومي، إذ أن القيادة السورية تبدي ارتياحها الى التعاون القائم بين رئيسي الجمهورية والحكومة من جهة، ومجلس الوزراء مجتمعاً من جهة ثانية". وقدرت مصادر وزارية أن يؤدي هجوم جنبلاط الى "تأخير تطبيع علاقته مع دمشق، في اشارة تضامن مع لحود". ونفت أوساط الأخير ل"الحياة" ان تكون وراء تسريب المعلومات عن أن من أسباب تأجيل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، شروطاً مسبقة لرئيس الجمهورية لحضور وزراء اللقاء الديموقراطي الذي يتزعمه رئيس "التقدمي"، الجلسة التي لم تعقد بسبب تمديد زيارة الحاكم التنفيذي لباكستان برويز مشرف لبيروت. ولفتت أوساط رئيس الجمهورية الى انه والحريري بحثا أمس "لدقائق في موقف جنبلاط"، مشيرة الى ان رئيس الحكومة "بعث اليه بعتب من خلال الوزيرين مروان حمادة وغازي العريضي، وأن الجلسة المقبلة ستعقد في أجواء طبيعية ما دام التضامن الوزاري قائماً". على صعيد آخر، نقلت المصادر ارتياح دمشق الى اداء الحكومة. وأكدت ان لا صحة لما أشيع ان سورية تعتبر نفسها متضررة من التدابير التي اتخذتها على صعيد خفض الرسوم الجمركية وإلغاء الرسوم على بعض البضائع.