} الموقف الذي صدر عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أول من أمس، وانتقد فيه رئيس الجمهورية اميل لحود والأجهزة الأمنية تصدر القضايا التي نوقشت بين لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري أمس، إذ ان الأجواء السياسية التي خلفها موقفه كادت ترمي بثقلها على جلسة مجلس الوزراء لو انعقدت في موعدها. وجاء التأجيل بحسب أوساط سياسية في محله، تجنباً لاخضاع الجلسة للتجاذبات السياسية والسجالات التي يمكن أن تفتح جرحاً جديداً في الملف الداخلي وتتسبب بمشادات. اعتبر البعض ان اللقاء الذي عقد أمس بين الرئيسين اميل لحود ورفيق الحريري روتيني يسبق الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء التي تأجلت بسبب تمديد الحاكم التنفيذي لباكستان الجنرال برويز مشرف زيارته لبيروت. لكن المستجدات بعد الموقف الذي أعلنه النائب وليد جنبلاط إثر صمته شهرين، فرض نفسه على اجتماعهما، لتطويق أي انعكاس له. فاجتماعهما طبيعي قبل زيارة الحريري المقررة اليوم لدمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد وقبل زيارته الرسمية لطهران. وعلمت "الحياة" ان هذا التطور أدى الى تسارع اللقاءات والاتصالات لمعالجة انزعاج لحود من كلام جنبلاط ومشاركة الحريري له في انزعاجه. وعبّر عنه في اجتماعه معه، في ظل التخوف من طرح مسألة مشاركة "اللقاء الديموقراطي" في الحكومة، ما دام رئيسه جنبلاط لم يبدل من موقفه، وعاد الى "اطلاق النار" في كل الاتجاهات، "ما شكل احراجاً للحريري ولدمشق على السواء". وقالت أوساط رسمية: "إذا كان يحاول أن يوحي بأن مصالحته مع القيادة السورية لن تضطره الى دفع أثمان لبنانية، وتعديل موقفه، فإن تعليقه على تطبيع علاقاته مع سورية لم يكن في محله". وأضافت: "من كان يراهن على ان علاقة جنبلاط بدمشق وصلت الى طريق مسدود، كان مخطئاً، ومعظم أركان الدولة كانوا يواكبون الجهود ولم يكونوا غائبين عن الاتصال الذي أجراه اللواء الركن غازي كنعان به، انطلاقاً من شعورهم أن الخلاف غير طبيعي". وتابعت "ان انزعاج دمشق من جنبلاط هو على مقدار تقديرها له، ولما كانت انزعجت من غيره، لو قال الكلام نفسه، وبالتالي فإن خلافهما استثنائي على عكس تفاهمهما، الطبيعي". ولفتت الى أن "الاتصال كان يفترض ان يولد مناخاً حوارياً لتنقية الأجواء الملبدة بينه وبين لحود منذ المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة، والتي شهدت مشكلة يتحمل رئيس التقدمي مسؤولية عنها". وأكدت الأوساط أن الأجواء التي واكبت الانتخابات "يفترض أن تصبح من الماضي ما دام البلد انتقل الى مرحلة جديدة مع ولادة الحكومة برئاسة الحريري بدلاً من العودة الى فتح الدفاتر السابقة"، معتبرة "أن كلامه قد يؤخر تطبيع علاقته بدمشق التي ترفض استغلال بداية الانفراج بينهما لشن الحملات مجدداً على لحود". وسألت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية: "كيف يدعو جنبلاط الى الحوار وهو من يقفل الباب، مع انه مُمَثّل في الحكومة؟ ويشهد الوزراء على الأجواء الايجابية السائدة مجلس الوزراء، وللوزير كل الحق في طرح ما يريد ولا شيء معلباً يؤتى به الى المجلس". أما أوساط الحريري فأكدت انزعاجه من جنبلاط ونقلت عنه ان الأخير "لم يربح من جراء كلامه، وان أي شخص يرفض ما صدر عنه، ولا يرى من موجب او مبرر له".