قالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان الاتصالات التي اجريت في اليومين الأخيرين بين بيروتودمشق تتجه الى سحب موضوع اعادة تمركز الجيش السوري المنتشر في لبنان من التداول، وبالتالي وقف السجال الدائر في هذا الشأن وترك الأمر محصوراً بين الحكومتين اللبنانية والسورية. راجع ص 5 ونقلت المصادر عن المسؤولين السوريين اعتقادهم بأن الموقف الذي اعلنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري إثر زيارته للبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير، وقوله ان القيادتين اللبنانية والسورية ستجتمعان للبحث في تحديد مراكز تموضع القوات السورية وفق خطة انتشار جديدة، كان "مبادرة شخصية اراد من خلالها ايجاد مناخ يساعد على تنفيس اجواء الاحتقان والانفتاح ولم يقصد بها تجاوز مؤسسات الدولة المعنية بهذا الأمر". وكان وزير الخارجية السوري اتصل بالرئيس بري أمس وأبلغ اليه ان كلامه عن حصر البحث في الوجود السوري بالمؤسسات لا يقصده هو بل افرقاء آخرين. وأوضحت المصادر نفسها ان زيارة رئيس الحكومة رفيق الحريري لدمشق واجتماعه مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد انتهت الى دعم هذا التوجه وتزامنت مع اتصال هاتفي بين الأخير ورئيس الجمهورية اميل لحود، "في سياق التشاور في آخر التطورات على الساحة اللبنانية في ضوء التهديدات التي اطلقتها اسرائيل ضد لبنان عقب العملية التي نفذتها المقاومة الاسلامية الذراع العسكرية ل"حزب الله" ضد دورية اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة". وفي معلومات "الحياة" ان اتصال الرئيسين لحود والأسد تطرق ايضاً الى بعض القضايا المحلية وتم التأكيد على ضرورة وحدة الصف الداخلي خصوصاً في هذا الظرف الاقليمي الدقيق. وكان لقاء الأسد والحريري، الذي دام نحو ساعة، عرض الوضع العام في المنطقة اضافة الى ان الأخير "اطلعه على نتائج زيارته للقاهرة والنتائج التي أسفرت عنها. وأبدى الجانب السوري ارتياحاً لايجابياتها". والتقى الحريري ايضاً نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ورئس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان واتصل بوزير الخارجية فاروق الشرع. وزار الحريري ليل أمس بري في عين التينة وأطلعه على نتائج محادثاته في دمشق، ويزور اليوم لحود في قصر بعبدا، للغرض نفسه. وأبدت مصادر رسمية ل"الحياة" ارتياحها الى "العلاقة القائمة بين الرؤساء الثلاثة". وقالت ان "توضيح المواقف أدى الى قطع الطريق امام احتمال حصول اي تباين بين السلطتين التنفيذية والتشريعية يمكن ان يترتب على مبادرة بري"، مؤكدة "ان الأيام القريبة ستؤكد متانتها". من جهة ثانية، لمس بعض زوار دمشق اشارات ايجابية من كبار المسؤولين السوريين، في شأن امكان اعادة علاقة دمشق مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى مجراها الطبيعي، بعدما كانت انتكست اثر خطاب الأخير في المجلس النيابي عن اعادة النظر في بعض نقاط تمركز الجيش السوري في لبنان وفقاً لاتفاق الطائف. وذكر الزوار ان هناك نية لتجاوز ما حصل.