استقبل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، وفداً برلمانياً روسياً برئاسة رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي السابق نيكولاي ريجكوف، في وقت توافرت معلومات عن وساطة روسية بين الحكومة الصربية والمعارضة. ونشرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس صورة اللقاء بين ميلوشيفيتش وريجكوف على صفحتها الأولى، واثنت على زيارة الوفد التي "تنطلق من الصداقة الروسية - الصربية التقليدية". واشارت الى ان المحادثات تناولت "الدعم الروسي المتواصل لتجاوز آثار العدوان الاميركي والأطلسي على يوغوسلافيا". ووصف مراقبون مهمة الوفد بأنها تأتي ضمن الجهود الروسية للتخفيف من التوتر المتصاعد بين الحكومة والمعارضة، نتيجة الاحتجاجات الشعبية اليومية في بلغراد والمدن الأخرى والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في صربيا. وشهدت "ساحة الجمهورية" في وسط بلغراد امس احدى هذه الاحتجاجات الحاشدة. وكانت مصادر المعارضة اكدت وجود وساطة حكومية وشعبية روسية لايجاد حل للأزمة اليوغوسلافية الراهنة، وان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف على اتصال مع عدد من زعماء المعارضة "من أجل التوصل الى اتفاق ينهي المشكلة القائمة حول الانتخابات". واشارت ايضاً الى ان مسؤولين في الحكومة اليونانية اتصلوا مع زعماء معارضين "وحضوهم على ضبط النفس وتجنب كل ما يؤدي الى حرب أهلية في صربيا والتزام المرونة في الخلافات مع الحكومة". وأفاد رئيس "الحزب الديموقراطي الصربي" فويسلاف كوشتونيتسا امس للصحافيين، ان قادة المعارضة عقدوا اجتماعين "لوضع صيغة موقف موحد يتم عرضها على الوسطاء من الدول الصديقة في شأن المشاكل الخطيرة التي تواجه صربيا حالياً". واكد ان وفداً من المعارضة سيغادر الى موسكو يوم غد بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية. وأوضح ان الاحتجاجات ستستمر ضد نظام ميلوشيفيتش ولن تتوقف الا في حال استجابة الحكومة للحد الأدنى من مطالب المعارضة "من خلال اتفاق على موعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في صربيا". وأضاف كوشتونيتسا ان التجمعات الحاشدة التي قررت المعارضة مواصلة تنظيمها في بلغراد ومدن رئيسية اخرى، ستتم حسب المواعيد والبرامج الموضوعة لها. وتجمع حوالى خمسة الاف من طلاب جامعة بلغراد امس حول مبنى المجلس البلدي للعاصمة الذي اتخذه زعماء المعارضة مقراً لاجتماعاتهم، واعلنوا تضامنهم مع مطالب "وقف الارهاب الذي تمارسه الحكومة".