} بلغ التوتر أشده في يوغوسلافيا، عشية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجرى غداً، وظهرت مؤشرات الى أن الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش سيستخدم كل الوسائل المتاحة له لضمان بقائه في السلطة مهما كانت نتيجة التصويت، فيما ركزت المصادر الحكومية على مخططات تُحاك في الخارج لإحداث تغيير على رغم إرادة الشعب. أكدت المعارضة اليوغوسلافية استعدادها لكل الاحتمالات في مواجهة مخاوف من تحركات للرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش وأنصاره لضرب عملية التغيير الديموقراطي في البلاد. وقال رئيس "الحزب الديموقراطي" زوران جينجيتش في تجمع انتخابي في بلغراد: "يجب أن نأخذ بجدية تهديدات هؤلاء الذين أشعلوا أربع حروب في سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة وكوسوفو... وإذا اختار ميلوشيفيتش المواجهات، فإن من حقنا الرد، وهو سيتحمل مسؤولية ما يحدث". ونقلت صحيفة "داناس" المستقلة عن مصادر المعارضة، ان تحالف الحزبين: الاشتراكي بزعامة ميلوشيفيتش واليسار اليوغوسلافي الموحد بقيادة زوجته ميرا ماركوفيتش "شكل جماعات خاصة للاعتداء على المعارضين والحد من نشاطاتهم". وأشارت الصحيفة الى أن هذه الجماعات منعت وصول المواد الدعائية للمعارضة الى مناطق عدة من صربيا واستولت بالقوة في بلغراد على 8 آلاف نسخة من منشور انتخابي لمرشح المعارضة الديموقراطية فويسلاف كوشتونيتسا أثناء توزيعها على المواطنين. وفي الجبل الأسود، أكد رئيس الجمهورية ميلو جوكانوفيتش في تصريح صحافي، أن حكومته ستتجنب الرد على استفزازات ميلوشيفيتش، "لكن إذا وصلت الأمور الى حد إثارة نزاع مسلح، فإن الشعب سيدافع عن نفسه وكرامته ودولته". وأوضح أن ميلوشيفيتش يعمل لتصعيد التوتر، لأنه يعلم أن "حظه ضئيل بالفوز في الانتخابات". وجاء ذلك في وقت سجلت اعتداءات قام بها عسكريون تابعون للنظام في بلغراد على رجال شرطة محليين في الجبل الأسود. ونقلت محطة تلفزيونية خاصة في بودغوريتسا عاصمة الجبل الأسود، عن رئيس الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية مومير بولاتوفيتش رئيس الجبل الأسود السابق ورئيس الحزب الاشتراكي الشعبي المؤيد لميلوشيفيتش أن "من حق ميلوشيفيتش الاحتفاظ برئاسته للاتحاد اليوغوسلافي الى حين انتهاء فترة ولايته منتصف العام المقبل، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية". وأثار تصريحه مخاوف من احتمال اندلاع اعمال عنف إذا أصر ميلوشيفيتش على التمسك بمنصبه، خصوصاً أن الدستور اليوغوسلافي يخلو من تحديد كيفية تسليم السلطة بعد الانتخابات الرئاسية إذا جرت مبكرة قبل موعدها بأشهر عدة، كما هي الحال مع العملية الانتخابية الراهنة، والتي يمكن الرئيس أن يختار الوسيلة التي يراها في شأنها. ولا يستبعد المراقبون أن يستخدم ميلوشيفيتش فترة بقائه في الحكم، الطويلة نسبياً، بعد الانتخابات لإجهاض فوز الرئيس الجديد ومنعه من ممارسة صلاحياته. ويسود الاعتقاد ان ميلوشيفيتش، أقدم على الانتخابات المبكرة، لأنها تبقيه في السلطة، سواء فاز ام فشل، وذلك كي تتزامن مع الانتخابات البرلمانية التي كان مرغماً عليها لسببين: أولهما، المطالبة الشعبية، والثاني لتطبيق التعديلات الدستورية التي أجراها قبل حوالى ثلاثة أشهر والتي قد تأتي بغالبية لحزبه "الاشتراكي" وحزب زوجته "اليسار اليوغوسلافي الموحد"، ما ينقذه من مشكلاته مع نواب حكومة الجبل الأسود. وفي هذه الأجواء المضطربة التي تعم يوغوسلافيا، فإن الغرب لم يخف تحذيراته من أن ميلوشيفيتش سيفعل ما في وسعه من أجل البقاء في السلطة. وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت عن شكوكها في أن ميلوشيفيتش "سيراعي الديموقراطية والنزاهة في العملية الانتخابية". أما بالنسبة الى موسكو، فنقلت وكالة "بيتا" المستقلة التي مقرها بلغراد عن ديبلوماسي روسي كبير، طلب عدم ذكر اسمه، ان بلاده تريد أن "تمر الانتخابات من دون مشكلات أو اضطرابات".