استغل الآلاف من مؤيدي الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في الجبل الأسود مناسبة حلول بداية العام الجديد 2000 حسب التقويم الصربي ونظموا امس تجمعاً جماهيرياً في ساحة "ايفان ميلوتينوفيتش" الرئيسية في عاصمة الجمهورية مدينة بودغوريتسا، رفعوا فيه شعارات طالبت اجراء انتخابات مبكرة في الجمهورية. ومعلوم ان الكنيسة الارثوذكسية في الجبل الأسود تتبع رسمياً البطريرك الصربي ومقره بلغراد والذي لا يزال يلتزم التقويم القديم الذي يتأخر عن النظام الحديث 13 يوماً في حساب مواعيد المناسبات الدينية. وأشرف على تنظيم التجمع "الحزب الاشتراكي الشعبي" الذي يتزعمه رئيس الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية رئيس جمهورية الجبل الأسود السابق مومير بولاتوفيتش، المتحالف مع ميلوشيفيتش لاطاحة حكومة الجمهورية الحالية التي يقودها الرئيس ميلو جوكانوفيتش. وشارك فيه سياسيون ورجال دين يؤيدون ميلوشيفيتش من صربيا والجبل الأسود. وتضمن اضافة الى الكلمات، فقرات مسرحية وغنائية وأطلقت فيه الألعاب النارية. وتعتبر هذه الاحتجاجات الأولى من نوعها للمعارضة السياسية في الجبل الأسود منذ الاضطرابات التي شهدتها بودغوريتسا قبل سنتين، في اعقاب انتخابات الرئاسة التي فاز فيها جوكانوفيتش على بولاتوفيتش، وجرح خلالها 45 شخصاً. ونقل تلفزيون بودغوريتسا عن مسؤولين في حكومة الجبل الأسود ان هذا التجمع محاولة من ميلوشيفيتش لتصدير مشاكله خارج صربيا، خصوصاً بعد الانتكاسة التي تعرض لها اثر اتفاق اطراف المعارضة الصربية الرئيسية للمرة الأولى قبل اربعة أيام على استراتيجية مشتركة من اجل اجراء انتخابات عامة في موعد لا يتعدى نيسان ابريل المقبل. وقال ميودراغ فوكوفيتش مستشار الرئيس جوكانوفيتش ان "اساليب الخداع التي يتبعها ميلوشيفيتش، لن تنطلي على شعب الجبل الأسود الذي تعلم دروساً في التصدي للمشاكل التي يتعرض لها من اعدائه الذين يرمون اعاقة التطور الخاص الذي اختاره لنفسه". وأضاف ان التجمع الذي استغل مناسبة دينية لأغراض سياسية "اخفق في استقطاب الجماهير بالشكل الذي اراده منظموه الذين دأبوا على محاولات زعزعة الاستقرار في الجبل الأسود". وتزامن التجمع مع خلافات داخل حكومة الجبل الأسود، اذ اعلن رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي جاركو باكتشيفيتش ان قيادة الحزب ستجتمع قريباً لسحب وزرائه الثلاثة من الحكومة الائتلافية التي يطلق عليها "من اجل حياة افضل". ومعلوم ان حكومة الجبل الأسود تتكون من اربعة احزاب، اثنان منها حزب الاشتراكيين الديموقراطيين والحزب الاشتراكي الديموقراطي يمثلان اهل عرق الجبل الأسود، بينما الحزبان الآخران الشعبي والاتحاد الديموقراطي الألباني يتكونان من السكان الكروات والألبان والأقليات القومية الأخرى. وكان وزير خارجية الجبل الأسود برانكو بيروفيتش استقال الشهر الماضي بسبب اتهامه بالعلاقة مع جماعات المافيا الايطالية. كما طالبت الكنيسة الارثوذكسية اقالة وزير الشؤون الدينية سلوبودان توموفيتش "لأنه يتدخل في الأمور اكثر من صلاحياته ويسعى الى تكوين كنيسة ارثوذكسية مستقلة عن صربيا في الجبل الأسود". وكان حكومة الجبل الأسود الموالية للغرب اتخذت اجراءات اقتصادية وادارية في اتجاه هدفها تحقيق المزيد من الاستقلالية التي تحررها من هيمنة بلغراد على الاتحاد اليوغوسلافي الذي يضم صربيا والجبل الأسود.