} حمل حزب الأمة السوداني المعارض بعنف على أحزاب "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. ورد على رفضه مشاركته في المؤتمر الثاني للتجمع بإعلان "المفاصلة"، وسحب وفده من مدينة مصوع، حيث عقد المؤتمر. قال نائب رئيس حزب الأمة الدكتور عمر نور الدائم في الخرطوم، امس ان علاقة حزبه مع التجمع وصلت الى حد "المفاصلة". وعلق على ما نقل عن نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الحاج مضوي محمد أحمد ان مشاركة حزب الأمة في المؤتمر "قنبلة موقوتة"، بقوله ان "حديث نائب رئيس الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني وضع حداً لرمادية الموقف". وكان قادة التجمع رفضوا مشاركة الأمة في المؤتمر وأحالوا قضية عودته اليه على هيئة قيادة التجمع الجديدة. وقال نورالدائم ان ما حصل "مؤامرة دبرها الحزب الشيوعي والحركة الشعبية لتحرير السودان وأخرجها الحزب الاتحادي الديموقراطي كامتداد لمسلسل التآمر". وحمل بعنف على الميرغني وقال انه "زج بنائبه الحاج مضوي في دور منفذ المؤامرة على حزب الأمة"، واعتبر ما حصل في مصوع "استهدافاً لمسيرة الحل السياسي والتحول الديموقراطي في البلاد". وقال ان حزبه لم يفاجأ بقرار التجمع. وقال الناطق الرسمي باسم الحزب في القاهرة السيد حسن أحمد الحسن ل"الحياة": "ما حدث في مصوع هجوم غير مبرر تقف وراءه قيادات الحزب الاتحادي الديموقراطي". وأضاف ان "ما حدث يعبر بوضوح عن العجز وغياب الرؤية لدى التجمع، ويؤكد ان قرار حزب الأمة السابق تجميد نشاطه في التجمع كان صحيحاً". وشدد على "فشل اجتماعات مصوع تماماً في تحديد موقف واضح أو قرار من قضية دفع جهود الحل السياسي الشامل وفق آلية المبادرة المصرية - الليبية المشتركة بتعليقهم الأمر على شماعة التنسيق بين مبادرتي مصر وليبيا ودول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد". ورأى الحسن ان الاجتماعات "كرست حال العجز والشلل التي أصابت التجمع في الخارج وتساهم في غيابه عن الساحة السياسية التي تتفاعل يوماً بعد يوم في السودان". وكشف ان المذكرة التي قدمها القيادي في حزب الأمة رئيس وفد التجمع في الداخل عبدالرحمن نقد الله وفجرت الوضع في اجتماع مصوع "حددت خيارين: أولهما ان تتم الاستجابة للمطالب الموضوعية بضرورة اصلاح هيكل التجمع، وتعديل الميثاق الوطني ليستوعب المستجدات". والثاني، تحديد رؤية واضحة لقضية الحل السياسي الشامل وتحديد موقف واضح لدعم عملي للمبادرة المصرية - الليبية باعتبارها الاطار المناسب لتحقيق الحل السياسي الذي يحقق الديموقراطية والسلام العادل". وفي مصوع، استمرت امس جلسات المؤتمر الثاني للتجمع، وغادر وفد حزب الأمة المدينة الساحلية. ويتوقع ان يصدر التجمع قراراً يرحب فيه بالجهود الاريترية لايجاد حل سياسي. واكد الرئيس الاريتري اساياس افورقي في تصريحات نشرت امس ان اجتماعه مع الرئيس السوداني عمر البشير في نيويورك الاسبوع الماضي "درس كيفية الاسراع بتطبيع العلاقات". وأوضح ان اللقاء كان ل"بحث آليات التطبيع". واكد سفير دولة اريتريا في مصر محمد عمر الموجود حالياً في مصوع ل"الحياة" ان اسمرا تبذل جهوداً من أجل تحقيق حل سياسي شامل. واضاف: "لن ندخر جهداً في هذا الشأن". واكد حاكم اقليم مصوع ابراهيم توتيل الذي استضاف أعضاء المؤتمر الى حفلة عشاء الاتجاه ذاته. يذكر ان الحل السياسي أحد ثلاثة خيارات يتبناها التجمع رسمياً لإطاحة النظام، والخياران الباقيان هما العمل العسكري، والانتفاضة الشعبية المحمية بالسلاح. وأوضح مسؤول التنظيم والإدارة في التجمع المعارض ان المؤتمر "أقر هيكلاً جديداً يتسم بالمرونة". ومنح المؤتمر هيئة القيادة حق انتخاب الرئيس واختيار اعضاء المكتب التنفيذي. وقال ممثل الحزب الشيوعي الشفيع خضر، ان الهيكل "يتفادى الازدواجية والترهل ويراعي سرعة التغيير"، وغادر وفد حزب الأمة مدينة مصوع بعد ان اتسعت دائرة الخلاف بينه وبين أحزاب التجمع. ورفض رئيس التجمع في الداخل القيادي في الحزب التعليق على أسئلة الصحافيين، واكتفى بالقول: "ليس لدينا جديد". لكن مسؤولاً آخر في الحزب هو نجيب الخير اعتبر ان "التجمع سقط سقوطاً كبيراً، ولم يراع حجم المسؤوليات والتحديات التي تواجهه".