بدأ قادة المعارضة السودانية سلسلة من اللقاءات الثنائية وأرجأوا اجتماعهم الذي كان مقرراً أمس في مؤشر الى احتدام الخلاف بين فصائل "التجمع الوطني الديموقراطي". واعلن الامين العام لحزب الامة المعارض أن حزبه سيطالب ب"اتخاذ اجراءات استثنائية تمكن من تفعيل عمل التجمع"، وهي دعوة ستثير جدلاً واسعاً في ظل خلاف حاد في شأن مصير هيكلية التجمع الحالي. وعلمت "الحياة" أن أعضاء هيئة قيادة التجمع الذين وصلوا الى اسمرا، وبينهم زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ورئيس حزب الأمة السيد الصادق المهدي ورئيس "التجمع" رئيس الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني، أجروا أمس عدداً من اللقاءات الثنائية بين الفصائل بغرض التنسيق و"تحسس مواقف الآخرين" والاطمئنان الى تحالفات تمكن كل طرف من تحقيق مقاصده من الاجتماع. وقال قيادي بارز في الحزب الاتحادي طلب عدم ذكر اسمه ان اجتماع التجمع "لن يعقد اذا لم يحصل اتفاق في اللقاءات الثنائية لأن الاجواء تدل الى أن لقاء أسمرا سيفشل إذا دخل المشاركون الى الاجتماع مباشرة. وهذا أمر لا يرغب أي طرف في حصوله". وعلم أن زعيم تنظيم "قوات التحالف السودانية" العميد عبدالعزيز خالد لن يحضر لقاء القادة وانه انتدب عضوي المكتب السياسي محمد حسن عبدالمنعم وانور أدهم للمشاركة. وأفادت معلومات تلقتها "الحياة" في الخرطوم أن قيادة الحزب الشيوعي اعربت عن رغبة في عدم الدخول في صدام مع حزب الامة وقبول مبدأ الحل السلمي. وسيطرح المهدي خلال إجتماعات أسمرا ورقة عن مشروع الحل السياسي للازمة السودانية وفقا لنتائج لقائه مع رئيس البرلمان الامين العام ل"المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور حسن الترابي في جنيف بداية الشهر الماضي. وسألت "الحياة" عضو هيئة قيادة التجمع الامين العام لحزب الامة الدكتور عمر نورالدائم عما إذا كان حزبه سيطرح مسألة تعديل هيكلية التجمع، فقال ان "هذه القضية من شأن المؤتمر العام الثاني للتجمع الذي سيتولى اجتماع أسمرا تحديد موعده". وأضاف أن "العمل لا بد أن يستمر الى حين عقد المؤتمر ونرى ضرورة الاتفاق على إتخاذ إجراءات استثنائية تجعل العمل يستمر الى حين انعقاد المؤتمر المؤجل. ونطالب باصلاحات اساسية لتفعيل التجمع وتنشيط العمل وتأكيد جديته. التجمع مظلة أساسية للعمل المعارض نريد تطويرها وتفعيلها ولذلك تجري المشاورات الحالية". وأثار بث التلفزيون السوداني الذي يستقبل ارساله في اسمرا برنامجاً عن تصريحات تنتقد عمل التجمع جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة. ونقل البرنامج الذي جاء بعنوان "نهاية التجمع" كلمات لقياديين من أحزاب الامة والشيوعي ومؤتمر البجا والحزب الاتحادي المسجل وفقاً لقانون التوالي السياسي ألقيت في اوقات سابقة.