نقل حزبا الأمة والاتحادي الديموقراطي السودانيان المعارضان عن الرئيس الاريتري أساياس افورقي استعداده لتعزيز جهود الحل السلمي للمشكلة السودانية. فيما استؤنفت في نيروبي أمس جولة جديدة من محادثات السلام بين الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. لكن هذه التحركات لم تمنع استمرار صدور الإعلانات عن استمرار المواجهات في شرق السودان المتاخم لاريتريا. وأعلن حزب الأمة المعارض في بيان أصدره أمس ان أفورقي اجتمع مع الأمين العام للحزب الدكتور عمر نورالدائم لتوديعه قبل عودته إلى السودان الخميس المقبل. وأوضح الحزب في بيان ان افورقي "أكد رغبة حكومته في قيام اريتريا بدور أساسي وفاعل لدفع مسيرة الحل السياسي الشامل، خصوصاً ان المبادرات المطروحة في الساحة تعثرت كثيراً". وأضاف ان افورقي "يرى اعطاء أولوية للجهد السوداني - السوداني من جانب الحكومة والمعارضة" لإيجاد حل للمشكلة. إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض رئيس الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني ان الأخير اجتمع مساء الأحد مع أفورقي الذي "أبدى استعداده لتعزيز الحل السياسي الشامل والسعي لإيقاف الصدام والمواجهات بين الأطراف المتنازعة". وأضاف بيان أصدره المكتب ان افورقي أكد أنه "سيبحث في مساعي التنسيق بين مبادرة ايغاد والمبادرة المصرية - الليبية في لقاء يجمعه مع الرئيس حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي على هامش القمة الافريقية - الأوروبية". وفي نيروبي، بدأت أمس جولة جديدة من محادثات السلام بين وفدين من الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي". وأفادت وكالة "اسوشيتدبرس" ان وفد المتمردين الجنوبيين طالب في بداية الاجتماع بضم مزيد من الأراضي إلى المنطقة التي سيجرى فيها استفتاء على تقرير المصير. وترفض الحكومة ضم هذه المناطق في شمال السودان إلى الجنوب، وتعتبر ان حدود الجنوب هي القائمة منذ استقلال البلاد في العام 1956. وقال الناطق باسم "الجيش الشعبي" سامسون كواجي "نريد هذه المناطق لأنها مهمشة ولأن سكانها يقاتلون معنا". والمناطق هي جبال النوبة في الغرب وتلال الانقسنا في الشرق ومنطقة أبيي المتاخمة للجنوب. وتناقش الجولة الجديدة من المفاوضات موضوعين أساسيين هما حدود الجنوب وعلاقة الدين بالدولة. ويشكل البندان حجر عثرة أمام نجاح 12 جولة من المحادثات أجراها الجانبان منذ 1995 تحت رعاية "ايغاد". مناشدة للميرغني وفي الخرطوم، ناشدت هيئة علماء الدين في السودان الميرغني وقف تعاونه مع قرنق والعودة إلى البلاد. وجاء في بيان أصدره العلماء بعد اجتماع حاشد عقدوه في الخرطوم مساء أول من أمس تذكير للميرغني بإرث أجداده الإسلامي، واستغراب لموقف زعيم الطائفة الختمية والحزب الاتحادي "في خندق واحد مع أعداء الله الذين أوجب الله قتالهم". وتطرق البيان لما حدث في منطقة همشكوريب المشهورة بمدارس تحفيظ القرآن الكريم. وناشد البيان الميرغني بضرورة "إعلان العودة إلى صفوف المؤمنين والوطنيين".